يتجه العالم رويداً رويداً نحو عصر السيارات الكهربائية، فالدول تحاول تبني سياسات لمكافحة التغيرات المناخية من خلال خفض الاعتماد على المركبات العاملة بالوقود الأحفوري في مقابل التحول نحو نظيرتها العاملة بالبطاريات.
وأعلنت شركة General Motors الأميركية في العام الماضي عن هدفها لوقف بيع السيارات العاملة بالديل والبنزين بحلول عام 2035، كما تخطط Audi الألمانية لوقف المركبات العامبة بالديزل في عام 2033، وغيرهما العديد من شركات السيارات العالمية والتي كشفت عن خطط مشابهة.
لكن هذا التحول نحو استخدام السيارات الكهربائية له ثمن، ولا يتعلق فقط بالتكلفة الإنتاجية وأسعار الطاقة والعمالة والطلب على المركبات، بل بتوفير المواد الخام اللازمة لتحقيق تلك الخطط، ومن أبرز هذه المواد ما يسمى بـ"معادن البطاريات"، أي المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات الكهربائية.
وتستهدف شركات السيارات التركيز على تأمين كميات كافية من معادن بعينها لاستخدامها في إنتاج البطاريات، وهذه المعادن لا بد أن تتسم بمزايا معينة مثل قدراتها في الاحتفاظ بالطاقة لفترات أطول وإتاحة إعادة شحن البطاريات في أزمنة أقل.
الطلب والأسعار
انخفض مؤشر Renewables MMI (Monthly MetalMiner Index (MMI)، الذي يقيس أداء بعض المعادن، خلال اكتوبر تشرين الأول، لكن بوتيرة أقل من انخفاض سبتمبر أيلول، وذلك مع انخفاض أسعار تلك المعادن بصفة عامة بنسبة 3.28%.
ورغم ذلك، فإن الطلب القوي على معادن البطاريات بسبب الثورة المتنامية في صناعة السيارات الكهربائية قد تسبب في إبقاء المؤشر مستقراً قرب مستويات مرتفعة.
ومن أبرز المعادن الي أظهرت إمكانات واعدة في صناعة البطاريات الكوبالت، والليثيوم، والنيكل، وشهدت تلك المعادن انخفاضاً في أسعارها، لكن بوتيرة هامشية.
الكوبالت
على سبيل المثال، لا يزال الكوبالت يحاول التعافي من الانخفاض الحاد الذي تعرض له في أغسطس آب، وجري التداول عليه في نطاق عرضي في الفترة من 1 سبتمبر أيلول حتى 1 أكتوبر تشرين الأول، ثم انخفض لاحقاً بنسبة 2.03%.
ويتزايد الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية بشكل ثابت نظرا لإقبال مصنعي البطاريات على تأمين المزيد من إمدادات المعادن المستخدمة في الصناعة.
في الولايات المتحدة، زادت مناجم الكوبالت إنتاجها للمرة الأولى منذ عقود حيث تم استئناف أنشطة الإنتاج في بعض المناجم، وتم البدء في غيرها.
الليثيوم
يعد الليثيوم من أهم المعادن الحيوية المستخدمة في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، ونتيجة لقوة الطلب عليه، قفز سهم شركة Albemarle بنحو 21% خلال العام الماضي مستفيداً من الطلب القوي على منتجات الشركة من الليثيوم والذي يشكل العمود الفقري لإيراداتها.
وفي مجال إنتاج الليثيوم على الصعيد العالمي، هناك دول بارزة في هذا المعترك من بينها تشيلي وأستراليا، لكن الأخيرة هي أكبر منتج لمعدن الليثيوم على مستوى العالم.
ويتوقع محللون نمو سوق الليثيوم الأسترالي بحوالي 13.8 مليار دولار على مداري عامي 2022 و2023 مما يجعل الأنظار موجهة نحو أستراليا من جانب شركات السيارات.
النيكل
أيضاً من بين المعادن التي اكتشفت إمكاناتها في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية "النيكل"، وتحدث عن ذلك "إيلون ماسك" الرئيس التنفيذي لشركة Tesla الأميركية المنتجة للسيارات الكهربائية.
ولطالما أعلنت Tesla سعيها نحو تأمين كميات كافية من معادن البطاريات مثل الكوبالت والليثيوم وحتى النيكل.
وتجدر الإشارة إلى أن النيكل قد قفز سعره قرابة 100 ألف دولار للطن بعد أيام من اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا مما اضطر السلطات في بورصة لندن للمعادن لوقف التداول عليه.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي