كان برنارد لورانس (بيرني) مادوف أحد رجال المال في الولايات المتحدة، ولكن ذاع صيته بشكل أكبر في تنفيذه لأكبر مخطط بونزي في التاريخ حيث احتال من خلاله على آلاف المستثمرين بعشرات المليارات من الدولارات على مدار 17 عاماً على الأقل، وربما لفترة أطول.
كان "مادوف" أيضاً رائداً في التداولات الإلكترونية ورئيساً لبورصة "ناسداك" أوائل التسعينيات من القرن الماضي، لكنه توفي في سجنه عن عمر يناهز 82 عاماً في 14 أبريل نيسان 2021 حيث كان يقضي عقوبة السجن لمدة 150 عاماً بتهمة الاحتيال وغسل الأموال بجانب جرائم أخرى.
ولد بيرني مادوف في بروكلين، نيويورك، في 29 أبريل 1938 لوالد كان يعمل سباكًا قبل دخوله عالم المال مع زوجته.
وفي عالم المال، صنع مادوف اسمه بشكل تدريجي مكتفياً بالفتات على حد وصفه آنذاك، لكن الانطلاقة كانت ببناء نشاط تجاري في مجال التداولات الإلكترونية بالتعاون مع شقيقه بيتر.
واستفاد من التكنولوجيا في بناء رؤية حول نشاط السوق وخاضا غمار المخاطرة في بعض الأحيان وإثارة الجدل في أحيان أخرى، لكن بنهاية الثمانينيات، كان "مادوف" يجني نحو 100 مليون دولار سنوياً. وفي عام 1990، أصبح مادوف رئيساً لبورصة ناسداك.
جذب مادوف أنظار المستثمرين بادعاءاته بالقدرة على توليد عوائد كبيرة وثابتة من خلال استراتيجية استثمار تسمى تحويل الضربات المنقسمة، وهي استراتيجية تداول مشروعة. ومع ذلك، أودع مادوف أموال العملاء في حساب مصرفي واحد استخدمه لدفع أموال للعملاء الحاليين الذين يريدون الحصول على مستحقاتهم.
وقام بتمويل عمليات استرداد الأموال للمودعين من خلال جذب مستثمرين جدد ورؤوس أموالهم، لكنه لم يتمكن من الاستمرار في عملياته الاحتيالية عندما تحول السوق إلى انخفاض حاد في أواخر عام 2008.
في ديسمبر كانون الأول 2008، اعترف بخطأه لأبنائه الذين عملوا في شركته، وفي اليوم التالي، سلموه إلى السلطات، وظل بيرني مصراً على أن أبنائه لم يكونوا على علم بمخططه.
وفي آخر بيان صدر من شركته، أعلن عن امتلاكه 64.8 مليار دولار من أموال العملاء والمستثمرين.
ورغم عدم وضوح الموعد الحقيقي لبدء مادوف مخطط بونزي الاحتيالي، إلا أن أحد العاملين لديه ويدعى فرانك ديباسكالي أفاد أن الاحتيال كان يتم على مدار فترة طويلة.
أقنعت عائدات مادوف الفائقة على ما يبدو العملاء بالنظر نحوه، وفي الواقع، قام ببساطة بإيداع أموال العملاء في حساب في بنك Chase Manhattan - الذي اندمج ليصبح JPMorgan Chase & Co في عام 2000.
وعندما رغب العملاء في استرداد استثماراتهم، قام مادوف بدفعها من خلال رأس مال جديد جذبه من خلال سمعته بتحقيق عوائد لا تصدق وتهيئة ضحاياه من خلال كسب ثقتهم.
واستندت ثقة المستثمرين إلى عدة عوامل:
- بدا أن محفظته الرئيسية والعامة تلتزم بالاستثمارات الآمنة في الأسهم القيادية.
- ادعى أنه يستخدم استراتيجية لتقليل المخاطر، حيث يتم حماية الأسهم الأساسية عن طريق شراء خيار بيع خارج نطاق رأس المال.
- كانت عائداته عالية "من 10% إلى 20% سنويًا" ومتسقة وليست غريبة.
وفي وقت لاحق، بدأت لجنة الأوراق المالية والبورصات تحقق مع مادوف وشركته بشكل متقطع منذ عام 1992، وهي حقيقة أحبطت الكثيرين بعد محاكمته.
في نوفمبر تشرين الثاني 2008، أعلنت شركة Bernard L. Madoff Investment Securities LLC عن عوائد سنوية بنسبة 5.6% خلال نفس الفترة عندما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 39%، ولكن مع استمرار الهبوط، أصبح مادوف غير قادر على مواكبة مطالبات العملاء.
وبعد سلسلة من التحقيقات الموسعة من جانب السلطات التنظيمية الأميركية، تم إحالة مادوف للقضاء حيث حكم عليه بالسجن للفترة المشار إليها سلفاً بالإضافة إلى أمره بسداد 170 مليار دولار من أموال المستثمرين، كما تم مصادرة أصول مادوف بما في ذلك العقارات واليخوت والمجوهرات، وبيعها.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي