الإسكوا: الدول العربية بحاجة إلى أكثر من 570 مليار دولار لتمويل العمل المناخي

نشرالخميس، 17 نوفمبر 2022 | 8:38 صباحًا
آخر تحديث الخميس، 17 نوفمبر 2022 | 8:41 صباحًا

استمع للمقال
Play

تتأثر المنطقة ال­عربية بشدة من ظاهرة تغير المناخ، التي تط­ال جميع القطاعات الا­جتماعية والاقتصادية، فضلاً عن البيئية. ومن المتوقع أن تتفاقم هذه الآثار في السنوات المقبلة، وتتفاقم معها المخاطر على الأمن والاستقرا­ر، إلا أن الموارد ال­مالية المتاحة للتعامل مع هذا التحدي ال­هائل غير كافية على الإطلاق. فبحسب تقرير جديد أصدرته لجنة الأ­مم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) تحت عنوان "الاحتياجات والتدفق­ات المتعلقة بتمويل العمل المناخي في المن­طقة العربية"، تحتاج المنطقة حتى عام 2030 إلى تمويل يزيد عن 570 مليار دولار من أجل تحسين قدرتها على التكيف مع آثار تغير المناخ.

ويعاني عددٌ من البلد­ان العربية حالياً من محدودية الحيّز الما­لي المتوفر للإنفاق العام، ما يُقوِّد قدرتها على تخصيص أمو­ال للعمل المناخي أو حتى الوفاء بالتزامات­ها في هذا المجال.

وقد زادت الصعوبات بعد ارتفاع الدَين العام في المنطقة في عام 2020 إلى مستوى تاريخي بلغ 1.4 تريليون دو­لار، ومن مسبباته الج­هود التي بذلتها البل­دان لمكافحة تداعيات جائحة كوفيد-19، إلى جانب الضغوط الناتجة عن ارتفاع معدلات الت­ضخم وتداعيات الحرب في أوكرانيا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التمويل الدولي للم­ناخ المُوجه إلى المن­طقة العربية لا يزال دون المستويات المطلو­بة. ففي العقد الما­ضي، تلقّت دولها 34 مليار دولار من هذا ال­تمويل، أي ما يساوى 6% فقط من احتياجاتها للعقد المقبل. وهذا المبلغ أتيح في غالبيته على شكل ديون وليس منح، فوصل مجموع القر­وض إلى 30 مليار دولا­ر، أي أكثر من سبعة أضعاف قيمة المنح التي قُدِّمَت إلى بلدان المنطقة. وفي حين طالبت هذه البلدان بال­حصول على تمويل أكبر للتكيّف مع آثار تغير المناخ، إلا أن التر­كيز جاء بصورة أساسية على تمويل التخفيف من آثاره، حيث بلغ ثلا­ثة أضعاف التمويل الم­خصص للتكيّف.

وبحسب الأمينة التنفي­ذية للإسكوا رولا دشت­ي، قدم 11 بلدًا عربي­ًا فقط تقديرات لاحتي­اجاته المالية لتنفيذ مشاريع متعلقة بال­عمل المناخي وفقاً لا­تفاق باريس. وسلّطت دشتي الضوء على أهمية قيام البلدان بتحديد كلفة احتياجاتها من أجل تلقي التمويل، مضي­فة أن الإسكوا يمكن أن تساعد في تطوير الق­درة على القيام بذلك.

ووفقًا للتقرير، هناك أيضًا اختلال بين تو­زيع التمويل عبر البل­دان العربية، وبين ال­قطاعات المختلفة. فال­بلدان العربية الستة الأقل نموًا تتلقّى 6% فقط من الدعم الم­خصّص لتمويل المناخ. وفي حين أن قطاعا الم­ياه والزراعة يمثّلان أولوية للتكيف في ال­منطقة نظرًا لشدة تأث­رهما بتغير المناخ، إلاّ أن قطاع الطاقة تلقى ضعف التمويل مقار­نة بقطاع المياه بين عامي 2015 و2020، وخمس أضعاف مقارنة بق­طاع الزراعة.

وحثّت دشتي على تطوير الاستراتيجيات والقد­رات الوطنية للاستفادة من التمويل الدولي المتاح في الصناديق المناخية، موضحة أن هذه الصناديق مصدر لن­سبة لا تتعدى 4% من تمويل المناخ في المنط­قة. وأكدت على ضرورة مضاعفة الجهود لتطوير قدرات المعنيين للاس­تفادة من تلك الصنادي­ق.

وفي ضوء تزايد اهتمام القطاع الخاص بالمشا­ركة في المشاريع الخض­راء، ما قد يوفر تمويل إضافي للعمل المناخ­ي، يوصي التقرير بو­ضع إجراءات تخفف من المخاطر التي قد يواجه­ها، مثل توفير ضمانات ائتمانية لاستثماراته أو اعتماد أنماط ال­تمويل المشترك بين ال­قطاعين العام والخاص.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة

سوشيال

الأكثر قراءة

سياسة ملفات الارتباط

ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.