تلجأ العديد من الدول إلى الاستمطار كوسيلة لجعل المطر يهطل من أجل التصدي للجفاف أو زراعة الأراضي التي لا تصل إليها المياه، ومن بين الدول التي تنخرط في هذا الأمر الولايات المتحدة لا سيما الولايات في الغرب الأميركي.
وعندما تواجه تلك الولايات الغربية عاصفة شديدة، يحلق طيارون في الأفق ويقومون بنثر مادة تسمى يوديد الفضة داخل الغيوم، وهي مادة تستخدم للاستمطار.
هذه الطريقة معروفة من أربعينيات القرن الماضي، لكنها انتشرت في الآونة الأخيرة في ولايات غربية تعاني من الجفاف.
ويعد الاستمطار (ما يعرف أيضا بالبذور السحابية) فعالاً منذ عقود، حيث كشفت دراسات بأن يوديد الفضة غير ضارة وأن استمطار السحب يؤدي إلى زيادة في هطول الأمطار بنسبة تتراوح بين 5% و15%.
في نفس الوقت، لا يعد الاستمطار علاجاً لمشكلة الجفاف، لكنه أداة مهمة لإدارة لمتاح من المياه. وفي ذات السياق، صرح جيسون كاركيت،محلل المرافق وعالم الهيدرولوجيا في كاليفورنيا بأنه لا يمكن للبشر إحداث عاصفة، ولا يمكن تهيئة الظروف المثالية للاستمطار.
يتم تحميل طائرات خفيفة بمادة يوديد الفضة، ثم وضع مشاعل على أجنحة وجسم الطائرة، وعندما يصل الطيار إلى ارتفاع معين تكون درجات الحرارة فيه مثالية، ويطلق العنان للمشاعل ونثر المادة داخل السحب.
يتسبب يوديد الفضة في تجمد قطرات الماء الفردية داخل السحب معًا، مكونة رقاقات ثلجية تصبح في النهاية ثقيلة جدًا بحيث يصعب استمرارها في الجو، فتسقط في شكل حبات مطر.
ويقول محللون إن أفضل مواقع للاستمطار نثر يوديد الفضة فوق الغيوم المحلق أعلى الجبال، ففي هذه المناطق بالذات، تكون المياه متركزة بشكل مكثف على شكل ثلج.
ويمكن الاستفادة من الاستمطار في ري الحقول للمزارعين خاصة في ولايات الغرب الأميركي مثل أيداهو وكاليفورنيا وكولورادو ويوتا ووايومنغ والمساعدة في ملء الأنهار والخزانات.
تنفق شركة Idaho Power حوالي 4 ملايين دولار سنويًا على برنامج الاستمطار السحابي، والذي ينتج عنه زيادة بنسبة 11٪ أو 12٪ في كتلة الثلج في بعض المناطق، مما ينتج عنه مليارات الجالونات من المياه الإضافية بتكلفة تبلغ حوالي 3.50 دولارًا لكل فدان- قدم.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي