في الـ 12 من يوليو عام 2012، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الـ 20 من مارس بوصفه "اليوم العالمي للسعادة" وذلك اعترافًا منها بأهمية السعادة والرفاه بوصفهما قيمتين عالميتين يتطلع إليهما البشر، كما أنه كان إقرارًا منها بضرورة إيجاد نهج أكثر شمولاً وإنصافًا للنمو الاقتصادي بما يعزز التنمية المستدامة - وفق ما ورد على صفحتها الرسمية-.
ووفق روايات، فإن تحديد "يوم عالمي للسعادة" خرج من مملكة بوتان، التي تقع في جنوب آسيا بين الصين والهند بقوتيهما الاقتصادية والسياسية، وهي معروفة بمقاييسها غير التقليدية للتنمية، إذ تقيس ذلك بناء على ما يسمى بـ "السعادة الوطنية الإجمالية"، وتُقيم الرفاهية العامة بناء على عدة أسس منها التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
ووفق ما يتداول أيضا، قد وضع هذا المفهوم الملك الرابع لمملكة بوتان، جيغمي سينغي وانغتشوك، وتحديا في عام 1972- حينما تولى سدة الحكم- فيما امتدت فترة حكمه إلى العام 2006.
ومنذ 2013، لا تزال الأمم المتحدة تحتفي باليوم العالمي للسعادة على اعتباره سبيلاً للاعتراف بأهمية السعادة في حياة الناس في كل أنحاء العالم.
كما وخصصت عددًا من أهداف التنمية المستدامة، منها على سبيل المثال لا الحصر، القضاء على الفقر والجوع والصحة الجيدة والرفاه، بما يصب بالأخير في تحقيق هدف الوصول إلى السعادة.
للسنة السادسة على التوالي حافظت فنلندا على لقب "أسعد بلد في العالم"، في تقرير السعادة العالمي هو أحد إصدارات شبكة حلول التنمية المستدامة، التي تدعمها بيانات استطلاع غالوب العالمي، وبإشراف الأمم المتحدة
فنلندا، التي تضم آلاف البحيرات وغابات شاسعة، تشتهر بنظام رعاية واسع النطاق وثقة سكانها الكبيرة تجاه الجهات الحكومية إضافة إلى معدلات منخفضة من عدم المساواة بين المواطنين البالغ عددهم ما يزيد عن 5.5 ملايين نسمة.
ترتيب أوكرانيا ارتفع من 98 إلى 92 هذا العام رغم التوترات على أراضيها، فيما حلت روسيا في المركز الـ 70 عالميًا.
وأشار البروفيسور يان إيمانويل دو نوف، أحد معدّي التقرير، إلى تزايد كبير للإحساس بالتعاطف مع الآخرين في مختلف أنحاء أوكرانيا، ومن بين هذه الممارسات مساعدة الغرباء وأعمال التبرع.
وبينما حافظت الدول الإسكندنافية على مراكزها في أعلى الترتيب في تقرير العام 2023، وذلك مع حصول الدنمارك على المركز الثاني تليها آيسلندا في الثالث.
قال معدّو التقرير إن دول البلطيق تتقدم سريعاً نحو مستويات دول أوروبا الغربية، إذ باتت ليتوانيا الدولة الوحيدة من هذه الدول تظهر في المراكز العشرين الأولى مع احتلالها المرتبة العشرين، فيما أتت إستونيا في المركز الـ 31 بعدما كانت في المرتبة 66 عام 2017.
جاءت الإمارات في المركز الأول عربياً و26 عالمياً، تلتها عربيًا السعودية في المركز الـ 30 عالمياً. وحلت البحرين ثالثاً على المستوى العربي و42 عالمياً، تلتها كل من الجزائر في المرتبة 81 عالمياً والعراق 98 عالمياً.
وعربيا أيضا، جاء المغرب في المركز 100 عالمياً وتونس 110 عالمياً والأردن 123 عالمياً ومصر في 121 عالمياً
حلَّ لبنان في المركز قبل الأخير عالمياً عند 136 -وذلك قبل أفغانستان التي تذيلت القائمة-.
فالبلد يشهد منذ قرابة الأربع سنوات أزمة اقتصادية ومالية أدت الى موجة غلاء في أسعار السلع وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية وغيرها من المشكلات الاقتصادية التي لاتزال تتفاقم.
يأخذ التقرير في الاعتبار عوامل عدة، مثل متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، والوضع الاجتماعي للفرد، ومستوى خدمات الرعاية الصحية، ومستويات الفساد في البلاد.
ويستند معدّو الدراسة المنشورة سنوياً منذ 2012، إلى استطلاعات رأي يجيب فيها السكان عن استبيانات بشأن درجة السعادة الشخصية. وتتم مقاطعة هذه البيانات مع إجمالي الناتج المحلي ومؤشرات التضامن والحرية الفردية والفساد، لوضع درجة نهائية على 10.
ولمنع البؤس، يرى معدو التقرير أن على الحكومات والمنظمات الدولية ضمان حقوق، مثل تلك المشمولة في الإعلان العالمي لحقوق الانسان، إضافة إلى توسيع أهداف التنمية المستدامة لضمان سعادة الأجيال القادمة.
وفق خبراء، تتعدد العوامل، لكن ربما الأهم هو قبول السعادة كهدف للحكومات، هذا ويمكن قياس قدرة الدول وفق ما يلي: قدرتها المالية، تقديم الخدمات، سيادة القانون، دخل الفرد.
ربما إذا سألك أحد عن ما الذي يجعلك سعيدا؟! ستقول المال، الأهل، الأصدقاء، سماع موسيقى مفضلة، مساعدة آخرين، السفر أو تجربة جديدة.
لكن في الفلسفة: "يجب أن نتوقف عن البحث عن السعادة في التجارب خارج أنفسنا".
وهناك فلاسفة بنوا وجهات نظرهم فيما يتعلق بالسعادة على عدة أعمدة، هي: اللطف والرحمة وعدم التعلق بالأشياء.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي