عند الحديث عن تداول السلع، فهذا يعني أنك تشتري وتبيع المواد الخام بدلاً من المنتجات النهائية (مثل المنزل) أو الأصول المالية (مثل الأسهم والسندات).
السلع هي أصول أيضاً، وتشمل الذرة والبن والأخشاب، كما أن أحد الأشكال الشائعة لتداول السلع هو الاستثمار في المعادن النفيسة، وهي الذهب والفضة.
لكن من الناحية الاستثمارية، فإن للذهب والفضة خصائص واستخدامات مختلفة جداً في محفظتك.
أكبر شيء يميز الاستثمار في المعادن الثمينة عن الاستثمار في السلع الأخرى هو المنفعة، بالنسبة لمعظم السلع الأخرى، يحكم المستثمرون على القيمة بناءً على العرض وطلب المستهلك.
إذا كنت ترغب في الاستثمار في حبوب البن، على سبيل المثال، يمكنك الحكم على الأسعار من خلال كمية القهوة التي يشربها الناس حاليًا، وكيف تتغير الأذواق، وما إلى ذلك.
وتختلف المعادن الثمينة من حيث أن لها فائدة تجارية منخفضة نسبيًا، فعند المقارنة بالمعادن الأخرى، يوجد عدد قليل نسبيًا من المستهلكين أو الاستخدامات الصناعية لأصول مثل الذهب والفضة.
ومع ذلك، للفضة استخدامات صناعية وتجارية أكثر بكثير من الذهب، إذ يتم استخدام ما يقرب من نصف الفضة التي يتم شراؤها وبيعها في السوق في أنشطة تجارية، وتتراوح الاستخدامات من طب الأسنان إلى الإلكترونيات.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الذهب له عدد قليل جدًا من الاستخدامات التجارية بخلاف المجوهرات.
ويمنح هذا الوضع المستثمرين أساسًا للحكم على تحركات أسعار الفضة والتنبؤ بها، إذ يمكنك اتخاذ قرارات بناءً على عوامل مثل حاجة الصناعة وكيفية تحرك الاقتصاد العالمي.
لهذا السبب، تحدث الملياردير والمستثمر الأميركي الشهير وارن بافيت في مناسبات عدة عن أنه يفضل الاستثمار في الفضة عن الذهب بسبب الاستخدامات الصناعية المتنوعة للفضة عند المقارنة بالمعدن الأصفر.
في الآونة الأخيرة، تم تداول الفضة بحوالي 25.77 دولار للأونصة، في حين تم تداول الذهب بسعر 1960 دولاراً للأونصة.
بعيداً عن التفاصيل المحيطة بالتداول على كل معدن، فإنه من الناحية التاريخية، يعد الذهب أغلى بكثير من الفضة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن رواسب الفضة أكثر شيوعًا بنحو 20 مرة من الذهب، ويؤدي ذلك إلى نتيجتين للمستثمرين:
أولاً: الاستثمار في الفضة أسهل بكثير من الاستثمار في الذهب، يمكنك شراء المزيد منها مقابل أموال أقل، مما يعني أن المستثمرين الذين ليس لديهم قدراً كافياً من السيولة يمكنهم الحصول على الفضة بسهولة أكبر.
وكما هو الحال مع جميع الأصول المالية، يمكن أن يعرضك هذا أيضًا لمكاسب وخسائر محتملة أكبر، حيث من المحتمل أن ترى المزيد من التغيرات في محفظتك الاستثمارية التي تتضمن الفضة كأصل أساسي.
ومع ذلك، تميل الأصول منخفضة التكلفة إلى أن تكون شديدة التقلب على وجه التحديد لأن التغيرات الصغيرة في الأسعار لها تأثيرات كبيرة على الاستثمار الأساسي.
على سبيل المثال، بالأسعار الحالية، تحتاج الفضة فقط إلى تغيير في السعر بمقدار 2.57 دولار للأونصة لكي تظهر تقلبات سعرية بنسبة 10%.
أما إذا تغير سعر الذهب بمقدار 2.57 دولار لكل أونصة، فإنه سيمثل تغيراً بنسبة 0.0013%، والتقلب ليس بالضرورة أمرًا سيئًا ولكنه شيء يجب الانتباه إليه، خاصة إذا كنت تبحث عن استثمار طويل الأجل.
يميل سعر الذهب إلى التحرك عكسياً مع سوق الأسهم الذهب هو ما يُعرف باسم "الاستثمار المعاكس للدورة الاقتصادية".
هذا يعني أنه يميل إلى الارتفاع عندما تنخفض الأصول السائدة والعكس صحيح، تاريخيًا، كلما كان أداء سوق الأسهم سيء، كلما زاد تدفق المستثمرين على الذهب كملاذ آمن.
على النقيض من ذلك، عندما يعم وقت الرخاء، يميل المستثمرون إلى سحب أموالهم من الذهب ووضعها في أصول ذات روابط أكبر بالاقتصاد الكلي والمخاطرة بشكل أكبر أملاً في تحقيق عوائد أفضل.
على سبيل المثال، الركود هو أسوأ وقت لبيع الأسهم ولكنه أفضل وقت لشرائها، إذ يمكن أن يمنحك وجود استثمار موجود مسبقًا في الذهب أصلًا ثمينًا لبيعه خلال فترة الركود حتى تتمكن من شراء أصول الآخرين مقومة بأقل من قيمتها دون بيع ممتلكاتك الخاصة.
على النقيض من ذلك، تميل الفضة إلى التحرك مع الاقتصاد بشكل عام، على الأقل أكثر من الذهب.
يرجع هذا في جزء كبير منه إلى نفس الاستخدامات التجارية التي تجعل الفضة أصلًا يمكن التنبؤ به بشكل أكبر، فعندما يتباطأ الاقتصاد، تحتاج الصناعات إلى كمية أقل من الفضة للتصنيع، مما يؤدي إلى انخفاض السعر.
الذهب Vs. الفضة: أيهما يفضل شراؤه؟
لا يوجد شيء اسمه استثمار "أفضل" بشكل موضوعي، كل هذا يتوقف على وضعك في السوق وحالة محفظتك المالية.
ولكن من القواعد الأساسية الجيدة ما يلي: اشترِ الفضة إذا كنت تستثمر عندما تكون الأوقات جيدة، وفي المقابل، اشتر الذهب إذا كنت تستثمر في الأوقات العصيبة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي