إذا كنت تأمل في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، فإن باري غلاسمان، المخطط المالي المعتمد وعضو المجلس الاستشاري لشبكة CNBC، يقول إن الشركات "المتخصصة" اليوم وتلك التي يُنظر إليها على أنها قادة في مجال الذكاء الاصطناعي من غير المرجح أن تكون أكبر الفائزين بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل.
قال غلاسمان: "لقد مررت بهذا بما يكفي لأرى أن اللاعبين المتخصصين في وقت مبكر قد لا يكونون في الواقع من اللاعبين طويلي المدى".
وقد تم تصميم الذكاء الاصطناعي لتقليد القدرة المعرفية للإنسان، أي التفكير مثل الإنسان، بما يسمح لأجهزة الكمبيوتر والآلات بأداء المهام بنفسها.
ورغم أن التكنولوجيا ليست جديدة، لكن شهرتها ازدادت بعد أن قامت شركة OpenAI ومقرها سان فرانسيسكو بإطلاق ChatGPT لأول مرة للجمهور في نوفمبر (تشرين الثاني).
وسرعان ما انتشر برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. واستفاد المستخدمون من البرنامج لكتابة المقالات وكلمات الأغاني ورموز الكمبيوتر، ومهام أخرى كثيرة.
ويعتقد غلاسمان أن التكنولوجيا ستكون سريعة التحول والتطور تمامًا مثل الإنترنت. وقال غلاسمان، وهو أيضًا مؤسس ورئيس شركة غلاسمان ويلث سيرفيسز، إن "الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحويل كل شركة والطريقة التي نتعامل بها مع العالم".
وأوضح أن بعض الاستثمارات الكبيرة المبكرة المتعلقة بالإنترنت، مثل AOL وCisco، كانت "استثنائية" بالنسبة للمستثمرين في السنوات القليلة الأولى، لكنها لم تكن من اللاعبين الرئيسيين في العقد أو العقدين التاليين.
وقال غلاسمان إن نمطًا مشابهًا ظهر في عصر الوباء، عندما شهدت شركات مثل Zoom وDocuSign ارتفاعًا في أسهمها في البداية بسبب زيادة العمل من المنزل، لكنها تراجعت لاحقًا وتهاوت... موضحا أن الشيء نفسه من المرجح أن ينطبق على الذكاء الاصطناعي.
وقال غلاسمان إنه لا يوجد الكثير من الشركات المتخصصة في هذا المجال متاحة للاستثمار العام في الوقت الحالي بل أغلبها شركات خاصة، وقد يصبح الوضع أكثر وضوحا في العام المقبل.
ويتفق في هذا الرأي دان رومانوف، كبير محللي الأسهم في Morningstar Research Services، قائلاً إن المستثمرين سيواجهون ضغوطًا شديدة للعثور على شركة ذكاء اصطناعي جيدة للاستثمار فيها اليوم.
بدلا من ذلك، من المحتمل أن يشتري المستثمرون الذين يرغبون في المشاركة في "موضوع الذكاء الاصطناعي"، أسهما في شركة "قوية حقا وواسعة النطاق" مثل ألفابيت، أو أمازون، أو مايكروسوفت، والتي يعد الذكاء الاصطناعي أحد خطوط أعمالها العديدة، كما قال رومانوف.
وقال إن شركة Nivida، وهي شركة منتجة لأشباه الموصلات، استفادت أيضًا من حماس الذكاء الاصطناعي. حيث ارتفع السهم بأكثر من 200% هذا العام، وهي الشركة الأفضل أداءً في مؤشر S&P 500.
ومع ذلك، قال الخبراء إنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الشركات ستبقى بين قادة الذكاء الاصطناعي مع تطور التكنولوجيا.
وقال غلاسمان إن أكبر المستفيدين قد لا يكونوا حتى شركات التكنولوجيا، بل تلك التي تستخدم منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي وتستفيد منها.
وقال: "إن شركات التعليم العالي التي لا تشارك بشكل مباشر في إنتاج استخدامات الذكاء الاصطناعي قد تشهد زيادة أكبر من شركة مثل مايكروسوفت التي توفر محرك الذكاء الاصطناعي".
وأضاف أنه يجب تأمل شركات التكنولوجيا الحيوية والأدوية وإدارة الخدمات اللوجستية، التي يمكنها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الابتكار بطرق لم يكن من الممكن تصورها في السابق، دون تكلفة مليارات الدولارات والمخاطر المرتبطة بها.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي