في أحدث تقارير أرباحهما، أثبتت شركتا Novo Nordisk وEli Lilly سبب كونهما من أصحاب الوزن الثقيل بلا منازع في صراع ريادة السيطرة على سوق أدوية إنقاص الوزن سريعة النمو.
وبعيدًا عن أرقام المبيعات المذهلة لشركتين فيما يخص عقاري Ozempic وWegovy من نوفو نورديسك، و Mounjaro من إلي ليلي، فإن الأخبار الواردة عن دراسة تظهر أن Wegovy يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والموافقة المتوقعة على عقاقير طبية أقوى لعلاج السمنة؛ لن تؤدي إلا إلى تعزيز موقف شركات الأدوية العملاقة التي تعمل في المجال منذ 100 سنة و 147 سنة، على التوالي.
ومع ذلك، فإن منافسيهم لا يتنازلون عن حقهم في المزاحمة على السوق. وتسارع شركات فايزر وأمجين وغيرها من شركات الأدوية إلى تطوير أدوية إنقاص الوزن، على الرغم من أنها قد لا تكون متاحة قبل عام آخر أو أكثر.
وقالت إميلي فيلد، رئيسة أبحاث الأسهم الصيدلانية الأوروبية في بنك باركليز، الذي يتوقع وصول سوق عالمية لهذه الفئة من الأدوية إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030: "نعتقد أن نوفو وليلي، والجميع يتدافعون لمواكبة ذلك... ومنذ طرح Wegovy و Mounjaroفي الأسواق، لم تستطيع أي من الشركتين إنتاج الدواء بالسرعة الكافية لملاقاة الطلب المتزايد... فقد تجاوز الطلب حتى أكثر افتراضاتهم تفاؤلاً بشأن ما يمكنهم توفيره".
وقال ديفيد ريكس، الرئيس التنفيذي لشركة ليلي، ل"سي إن بي سي" في أغسطس: "أولويتي القصوى هي توسيع قدرتنا على صنع ليس فقط مونجارو؛ ولكن أيضًا أدوية أخرى مثله في خط إنتاجنا لمواجهة التحدي هنا".
وكل من Ozempic وWegovy كانت عقاقير ابتكرتها Novo في الأصل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. وإلى جانب التحكم في نسبة السكر في الدم، تؤثر المادة الفعالة على إشارات الجوع المرسلة إلى الدماغ، مما يخدع الجسم ليشعر بالشبع ويبطئ معدل إفراغ المعدة. لقد كان نمو المبيعات حادًا للغاية لدرجة أن شركة Novo Nordisk ساهمت بمعظم النمو الاقتصادي الأخير في موطنها الدنمارك.
وافقت إدارة الغذاء والدواء على دواء Ozempic في عام 2017 لمرض السكري وWegovy في عام 2021 لعلاج السمنة. وبمرور الوقت، يؤدي كلاهما إلى خفض وزن الجسم بنسبة 15% تقريبًا. ويحتوي مونجارو، الذي تم تقديمه في عام 2022 لعلاج مرض السكري، على ذات المادة الفعالة، بالإضافة إلى مثبط آخر مماثل للشهية يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن. والأدوية الثلاثة متوفرة في صورة أقلام للحقن، ويتناولها المرضى ذاتيًا بصورة أسبوعية.
في 8 أغسطس (آب)، أفادت شركة ليلي أن دخلها في الربع الثاني قفز بنسبة 85% عن نفس الفترة من العام الماضي، مدفوعًا إلى حد كبير بعقار مونجارو، الذي حقق مبيعات بقيمة 979.7 مليون دولار خلال هذا الربع، مقارنة بـ16 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، و569 مليون دولار في الربع الأول من هذا العام. وفي ديسمبر (كانون الأول)، توقع المحللون في شركة SVB Securities أن تصل مبيعات "مونجارو" إلى 26.4 مليار دولار بحلول عام 2030.
وقبل شهر، أصدرت شركة ليلي بيانات من تجربة المرحلة الثالثة للدواء، والتي أظهرت أنه ساعد المرضى الذين يعانون من السمنة على فقدان ما يصل إلى 26.6٪ من وزن الجسم بعد 84 أسبوعًا من العلاج. وتمت الموافقة على عقار مونجارو حاليًا فقط من قبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج مرض السكري، لكن الشركة تقدمت بطلب للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على العقار لعلاج السمنة، والذي قد يأتي في وقت لاحق من هذا العام أو في أوائل عام 2024.
ومن جانبها، أفادت Novo في 10 أغسطس، أنه في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، ارتفعت مبيعات Wegovy بنسبة 344٪ في الولايات المتحدة وحدها إلى ما يقرب من 1.7 مليار دولار، في حين قفزت مبيعات Ozempic بنسبة 50٪ إلى أكثر من 3.7 مليار دولار. ووفقًا لشركة التحليل المالي FactSet، يمكن أن تصل مبيعات عقار Wegovy إلى 6.1 مليار دولار قبل نهاية العام و15 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030.
كما أصدرت نوفو النتائج الرئيسية لـتجربة سريرية متعددة السنوات لـ Wegovy، والتي أظهرت أنها قللت من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الكبرى مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية بنسبة 20٪، مقارنة بعقار وهمي. وقال الرئيس التنفيذي ل Novo، لارس فرورغارد يورجنسن، إن التجربة "تؤكد أهمية الاعتراف بالسمنة كمرض مزمن خطير".
وتتوقع الشركة تقديم طلب للحصول على الموافقات التنظيمية لتوسيع علامة Wegovy في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا العام، مما يضيف فوائد الدواء للقلب والأوعية الدموية.
ويستمر البحث عن استخدامات محتملة جديدة لهذه الأدوية مع مشاكل الرعاية الصحية الصعبة، حيث تشير أحدث العناوين إلى أن أدوية السمنة تخضع الآن للدراسة كعلاجات محتملة للخرف والإدمان أيضًا.
وقد تجبر هذه الفوائد الإضافية برنامجMedicare للتأمين الطبي لتغطية هذه الوصفات الطبية، رغم أن البرنامج لا يقوم بتغطية وصفات إنقاص الوزن حاليا، وذلك إذا وصفها مقدم خدمة المريض لعلاج أو الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي يمكن أن تتفاقم بسبب مرض السكري والسمنة.
وتأتي المحاولات التي تبذلها شركات الأدوية العملاقة لتوسيع تغطية هذه الأدوية الرائجة الجديدة في الوقت الذي تجبر فيه الحكومة الفيدرالية لأول مرة شركات الأدوية على التفاوض مع Medicare بشأن بعض منتجاتها الأكثر نجاحًا، وتكهنت العديد من التقارير الإخبارية الأخيرة بأن Ozempic سيكون هدفا رئيسيا للتفاوض في المستقبل.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي