فازت العاصمة السعودية الرياض، باستضافة معرض إكسبو العالمي 2030، بعد منافسة مع كل من روما الإيطالية وبوسان في كوريا الجنوبية.
ويعد معرض إكسبو العالمي، الذي يعود تاريخه إلى المعرض الكبير الذي أقيم في لندن في العام 1851، حدثًا دولياً ضخمًا يستمر لعدة أشهر ويجذب ملايين الزوار، ويهدف إلى الاستجابة العالمية للتحديات المشتركة وتبادل المعرفة والخبرات.
حصلت الرياض على ثلثي الأصوات، بواقع 119 صوتاً، وذلك مقابل 29 حصلت عليها بوسان و17 لروما، وفق النتائج التي أعلن عنها المكتب الدولي للمعارض، الثلاثاء 28 نوفمبر (تشرين الثاني).
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في طليعة جهود المملكة لاستضافة المعرض، الذي سيكون الأحدث في سلسلة الأحداث التي ستستضيفها السعودية، التي من المقرر أن تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2034 بعد أن ظهرت باعتبارها العارض الوحيد لاحتضان هذا الحدث.
وعلق بن سلمان، على فوز الرياض بتنظيم معرض إكسبو 2030 بقوله إن هذا الفوز يعد ترسيخاً لدور المملكة الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، مشيراً إلى أن بلاده عازمة على تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار.
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن استضافة السعودية لإكسبو 2030 تعد بمثابة تتويجاً لمستهدفات وخطط رؤية 2030، مشدداً على جاهزية الرياض لاحتضان العالم في هذا الحدث الدولي. كما أوضح أن استضافة معرض إكسبو 2030 تمثل فرصة رائعة لمشاركة العالم الدروس المستفادة من رحلة التحول غير المسبوقة للمملكة.
من جانبه أيضاً، صرح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن ولي العهد قاد ملف الرياض إكسبو 2030 شخصياً، مجدداً التأكيد على أن تنظيم إكسبو 2030 يمثل دلالة على مكانة السعودية وثقة المجتمع الدولي فيها.
كما عبر عن ثقته في تقديم بلاده نسخة مميزة من إكسبو تغير المعادلة فيما يتعلق بالمحفل الدولي. وعلق قائلاً: "العالم سوف يرى عمارة مميزة لاستضافة إكسبو 2030".
رصدت المملكة استثمارات تتجاوز 7.8 مليارات دولار لاستضافة هذا الحدث الضخم، مستهدفة 40 مليون زيارة للموقع، ومليار زيارة عبر الواقع الافتراضي (بحسب بيانات الموقع الرسمي لاستضافة الرياض إكسبو 2030). كما يُتوقع مشاركة 246 مشارك، من دول ومنظمات عالمية ومشاركين غير رسميين.
ولدعم أكثر من 100 دول نامية من أجل المشاركة في المعرض سيتم تخصيص 353 مليون دولار. وقد تتجاوز إيرادات الحدث -الذي سيكون مرافقاً مع عام تتويج رؤية المملكة 2030- المليار ونصف المليار دولار.
من المقرر أن يقام معرض إكسبو الرياض في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) 2030 إلى مارس (آذار) 2031 تحت شعار "عصر التغيير: معًا من أجل غد مستنير"، وذلك في شمال الرياض، على بعد حوالي 5-10 دقائق بالسيارة من مطار الملك خالد الدولي، على مساحة أكثر من 6 ملايين متر مربع.
ويتميز المخطط العام المقترح لموقع إقامة الرياض إكسبو 2030 بتصميمه الفريد كمدينة مستقبلية حول وادٍ قديم، ويجمع ما بين مفهومي "الواحة" و"الروضة" المشتق منها اسم الرياض، كما يعكس رؤية المملكة لريادة مستقبل مستدام للمدن ومجتمعاتها.
وتسعى المملكة العربية السعودية، من خلال استضافتها ذلك الحدث الدولي، إلى تعزيز قدرات دول العالم على تغيير مسار الكوكب نحو مستقبل أفضل، وهو ما يعكسه الشعار "عصر التغيير" الذي يرفعه المعرض في الرياض، وبقصد تحويل هذه المناسبة الدولية إلى منصة من شأنها توفير فرص أوسع للتعاون الدولي وتبادل المعرفة والخبرات.
وبموضوع رئيس طموح يحاكي ما اعتادت المملكة العربية السعودية على تحقيقه، وموضوعات فرعية تستثمر في الغد "تسعى المملكة إلى تقديم نسخة استثنائية من معارض إكسبو، ستترك أثرًا باقيًا في ذاكرة زواره. سيشكل المعرض منصةً فريدةً تستعرض أبرز الابتكارات والتقنيات الحديثة، واسهاماتها في تذليل العقبات التي تواجه الكوكب في مختلف المجالات"، وفق الموقع الرسمي لاستضافة المملكة إكسبو 2030.
وسيحوي المعرض بيئة ثقافية تخلق ذكريات مميزة، وسيتم ربط الخيال والعلوم والتقنية بها، ليكون بإمكان الزوار تجربة أفكار متنوعة للمستقبل وعيش أساليب مبتكرة لتحقيق غد أفضل.
وبحسب تصريحات سابقة للرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالرياض، إبراهيم السلطان، فإن المملكة تخطط من أجل الانتهاء من تجهيزات مقر استضافة الحدث كافة بحلول العام 2028، أي قبل بداية الحدث بعامين.
كما تتطلع المملكة، من خلال احتضانها هذا الحدث الدولي، الترويج لوجهاتها السياحية المختلفة، ومن بينها الوجهات الجديدة التي ستكون جاهزة خلال فترة تنظيم المعرض.
وارتكز الملف السعودية على ثلاثة محاور أساسية؛ محور المستقبل تحت شعار "غد أفضل"، إلى جانب محوري "العمل المناخي"، و"الازدهار للجميع"، بهدف معالجة التحديات المشتركة التي تواجهها دول العالم والتعاون في شتى المجالات ذات الصلة.
وكان وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، قد صرح في وقت سابق من العام الجاري 2023، بأن بلاده ستعمل على تطوير قطاع سياحي مستدام، من أجل استقبال 100 مليون سائح بحلول عام 2030، وضمان استيعاب أكبر عدد من زوار معرض الرياض إكسبو 2030.
ويشار إلى أنه في العام 2022، استقبلت السعودية 67 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم.
اقرأ أيضاً: السعودية تهدف لجذب السياح من داخل وخارج البلاد
ويتمثل شعار الرياض إكسبو 2030 في شكل نخلة يتفرع منها 6 سعفات، ولكل سعفة نمط ولون يميزها عن الأخرى، لتجمع بذلك بين ملامح الرياض التي تمتاز بتنوعها وحيويتها، وبين موضوعات المعرض: الطبيعة والعمارة والفن والتقنية والعلوم والتراث.
يتم تنظيم استضافة المعرض من قبل المكتب الدولي للمعارض (BIE) ومقره باريس، وهو منظمة تم إنشاؤها منذ قرن تقريبًا وتضم الآن 182 دولة عضوًا. ويتم تنظيمه كل خمس سنوات.
تم اختيار البلد المضيف في اجتماع الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض، في دورته الـ173، الثلاثاء 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، والذي انعقد في ضاحية إيسي ليه مولينو، غرب العاصمة الفرنسية، حيث قدم المرشحون العرض النهائي ثم تم اختيار الفائز في جولات الاقتراع الإلكتروني من قبل الدول الأعضاء.
أقيم معرض إكسبو الدولي الأخير في العام 2020 في دبي، ومن المقرر أن يقام المعرض العالمي القادم في العام 2025 في أوساكا باليابان تحت شعار "تصميم مجتمع المستقبل لحياتنا".
ويشار إلى أنه كانت هناك عروض أخرى لاستضافة معرض العام 2030 من العاصمة الروسية موسكو ومدينة أوديسا الأوكرانية. لكن روسيا سحبت عرضها في مايو(آيار) 2022 بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير(شباط)، في حين لم تأت أوديسا في القائمة النهائية النهائية المكونة من ثلاثة مرشحين تم الإعلان عنها في يونيو (حزيران).
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي