بالتزامن مع فاعليات مؤتمر الأطراف قمة كوب28 في دبي، تلعب الطاقة النووية دوراً هاماً في خلق مستقبل أكثر استدامة مما يثير الجدل بين مناصرين ومناهضين خلال المناقشات على مدار أيام القمة.
وأفادت تقارير بأن هناك جهود متضافرة لدعم الاعتماد على القدرة النووية من الآن وحتى عام 2050، مما سيجعله اهتماماً محورياً خلال نقاشات القمة، رغم الجدل حول قدرتها على إحلال الطاقة الأحفورية.
وعلى ذات المستوى سيكون هناك حدث وزاري أطلق عليه "Atoms4NetZero" في 5 ديسمبر/ كانون الأول، سيستضيف هذا الحدث بشكل مشترك الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، وسيعلن عن بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الطاقة النووية.
مما سيعكس "الدور الحاسم الذي تلعبه الطاقة النووية في التحول إلى الصفر الصافي"، بحسب بيان القمة.
وتم الاتفاق على اسم Atoms4NetZero من قبل الرابطة النووية العالمية في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما أعلنت إطلاق مبادرة تسمى "صافي الصفر النووي"، والتي تهدف إلى مضاعفة القدرة النووية للكوكب إلى ثلاثة أضعاف بحلول منتصف القرن.
اقرأ أيضا:رئيس الإمارات يعلن عن صندوق بقيمة 30 مليار دولار لسد فجوة التمويل المناخي
وفي بيان صدر بالتزامن مع هذا الإعلان، أكد رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أهمية قمة الدور الحالية لقمة المناخ.
وقال: "بناءً على الجهود المبذولة خلال الدورتين السابقتين لمؤتمر الأطراف، ستحتل الطاقة النووية مكانة بارزة بشكل أكبر في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين".
وأضاف: "مع إدراك المزيد من الدول للدور الذي يمكن أن تلعبه الطاقة النووية في تحقيق أهداف أمن الطاقة وإزالة الكربون، فإن الدعم العالمي للطاقة النووية يتزايد".
غير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "ستعرض كيف تعالج التكنولوجيا والعلوم النووية التحدي المزدوج المتمثل في التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه"، خلال جناحها الخاص في القمة.
وفي إشارة إلى مدى استقطاب النقاش حول هذا الموضوع، أعرب زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي من يمين الوسط في ألمانيا هذا الشهر عن أسفه لابتعاد بلاده عن الطاقة النووية بعد إغلاق محطاتها الثلاثة الأخيرة في أبريل (نيسان) 2023.
وقال فريدريش ميرز لشبكة CNBC: "اتخذت الحكومة الألمانية قرارا كان خاطئا تماما من وجهة نظرنا، وخطأ استراتيجيا للخروج من الأسلحة النووية".
وقال ميرز – الذي لا يشارك حزبه في الحكومة الائتلافية بقيادة المستشار أولاف شولتز – إنه بدلاً من التركيز فقط على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، يجب استخدام “جميع مصادر الطاقة”.
مضيفاً: “إن إمدادات الطاقة – لهذا البلد، ولصناعتنا (ألمانيا) – أمر حاسم بالنسبة لقدرتنا التنافسية”.
ولا تشارك شخصيات رفيعة المستوى في الحكومة الألمانية وجهة نظر ميرز.
“إن التخلص التدريجي من الطاقة النووية يجعل بلادنا أكثر أمانًا؛ بحسب تصريحات شتيفي ليمكي، الوزيرة الفيدرالية الألمانية للبيئة والسلامة النووية، في إبريل/نيسان.
مضيفة: "في نهاية المطاف، لا يمكن السيطرة على مخاطر الطاقة النووية".
وأكدت: "إننا نواجه الآن عقودًا مليئة بالتحديات قبل أن نتمكن من التخلص بشكل آمن ومسؤول من تراثنا النووي".
اقرأ أيضا: في ثاني أيام المؤتمر .. بيل غيتس يفصح عن أكبر آماله لـ كوب28
"لكن إغلاق محطات الطاقة النووية الثلاث الأخيرة سيؤذن بعصر جديد في إنتاج الطاقة."
وهذا النوع من التحليل القائل إن الطاقة النووية ليست الحل، تتقاسمه المنظمات البيئية مثل منظمة السلام الأخضر.
حيث نشرت على موقعها الالكتروني في فترة سابقة؛ "تُوصف الطاقة النووية بأنها حل لمشاكل الطاقة التي نواجهها، ولكن في الواقع فإن بناءها معقد ومكلف للغاية". "كما أنه يخلق كميات هائلة من النفايات الخطرة."
وأضافت أن "الطاقة المتجددة أرخص ويمكن تركيبها بسرعة". "جنبًا إلى جنب مع تخزين البطارية، يمكنها توليد الطاقة التي نحتاجها وخفض انبعاثاتنا."
وبينما ابتعدت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، عن الطاقة النووية، تتطلع دول أخرى إلى توسيع قدراتها.
وتشمل هذه الدول إنكلترا، التي تقول إنها تريد إنتاج ما يصل إلى 24 جيجاوات بحلول عام 2050، والسويد، التي تتطلع إلى بناء مفاعلات جديدة.
وتخطط فرنسا، وهي لاعب رئيسي في مجال الطاقة النووية، لزيادة عدد مفاعلاتها.
ولا تزال أسواق الطاقة تتأثر بالصدمات الناجمة عن الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، ولن تنتهي المناقشات حول الطاقة النووية في أي وقت قريب.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية "في خضم أزمة الطاقة العالمية اليوم، أصبح الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد على رأس أولويات أمن الطاقة".
وأضافت الوكالة، أن "أزمة المناخ لا تقل أهمية عن ذلك: فالوصول إلى صافي انبعاثات غازات الدفيئة بحلول منتصف القرن يتطلب إزالة الكربون بشكل سريع وكامل من توليد الكهرباء وإنتاج الحرارة".
وبحسب الوكالة، تساهم الطاقة النووية، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 413 جيجاوات في 32 دولة، في تحقيق كلا الهدفين من خلال تجنب 1.5 جيجا طن من الانبعاثات العالمية و180 مليار متر مكعب من الطلب العالمي على الغاز سنويًا.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.