شهد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 والذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، عديداً من التعهدات والمبادرات الجديدة، في انطلاقة قوية على مدار الأيام الماضية، ارتفع معها سقف الآمال في أن يكون المؤتمر محطة فارقة في سياق العمل المناخي تؤسس لمرحلة جديدة.
استهلت القمة أعمالها بالإعلان عن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار؛ لمساعدة الدول الفقيرة في التعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ، وبعدما أقرت قمة المناخ في شرم الشيخ العام الماضي COP27 الموافقة على الصندوق، وشهدت الـ 12 شهراً الماضية مفاوضات ومباحثات حول الآليات التنفيذية.
سجل المؤتمر منذ انطلاقته وعلى مدار أسبوع تقريباً تعهد بلدان ومؤسسات تنموية وشركات بزيادة التمويل في كثير من المجالات منها التحول في مجال الطاقة إلى مبادرات الرعاية الصحية والاستثمارات في التكنولوجيا والإغاثة في حالات الكوارث وغيرها.
أعلنت الإمارات (الدولة المضيفة للمؤتمر هذا العام في نسخته الثامنة والعشرين) حشد أكثر من 83 مليار دولار خلال الأيام الخمسة الأولى من المؤتمر.
في سياق"التمويل المناخي"، أعلنت الإمارات عن تعدات بقيمة 30 مليار دولار لصندوق جديد للاستثمار في مشاريع صديقة للمناخ في أنحاء العالم، منها خمسة مليارات دولار لصالح دول الجنوب.
كذلك أعلن البنك الدولي عن أنه يهدف إلى زيادة تمويل المناخ ليمثل 45% من إجمالي قروضه، وهو ما ينطوي على زيادة سنوية 9 مليارات دولار.
كذلك أعلن بنك التنمية للبلدان الأميركية عن أنه سيستثمر أكثر من ملياري دولار سنويا حتى 2030 في أمريكا اللاتينية لمكافحة تغير المناخ.
وقال بنك التنمية الآسيوي إنه سيخصص عشرة مليارات دولار للاستثمار في الأنشطة المناخية بالفلبين بين عامي 2024 و2029.
اليابان وفرنسا من جانبهما، أعلنا عن أنهما سيدعمان خطة البنك الأفريقي للتنمية وبنك التنمية للبلدان الأمريكية للاستفادة من حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي من أجل المناخ والتنمية.
وتعهدت بنوك إماراتية بحشد تريليون درهم أو حوالي 270 مليار دولار للتمويل الأخضر.
وانضمت جهات مانحة خيرية منها صندوق بيزوس للأرض إلى ذراع الاستثمار الخاص للبنك الدولي في مشروع لتمويل الأنشطة المناخية في مسعى لخلق استثمارات بقيمة 11 مليار دولار في البلدان النامية.
وفيما يتصل بـ "الخسائر والأضرار"، وبعد الاتفاق في اليوم الأول من المؤتمر على إنشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة في التعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ، بلغ إجمالي المساهمات المقدمة حتى اليوم الأربعاء 726 مليون دولار. ومن بين الدول التي ساهمت إيطاليا بمئة مليون يورو وهولندا بمبلغ 15 مليون يورو.
أما عن صندوق المناخ الأخضر، وهو أكبر صندوق دولي في العالم مخصص لدعم الأنشطة المتعلقة بمكافحة تغير المناخ في البلدان النامية، فقد شهد تعهدات بقيمة 3.5 مليار دولار في الأيام الأولى من المؤتمر، وتشمل تمويلا جديدا من الولايات المتحدة.
وفي محور الطاقة المتجددة، قالت شركة الاستثمار الدنمركية Copenhagen Infrastructure Partners إنها تتطلع إلى جمع ثلاثة مليارات دولار لصندوق جديد يهدف إلى بناء مشاريع الطاقة المتجددة من الصفر في البلدان الناشئة ومتوسطة الدخل.
اقرأ أيضاً: 10 مليارات دولار من مجموعة التنسيق العربية لدعم انتقال الطاقة
وعلى صعيد التكنولوجيا، قال الصندوق العربي للطاقة، وهو صندوق إقراض متعدد الأطراف يركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه سيستثمر ما يصل إلى مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة في تقنيات التخلص من انبعاثات الكربون.
ومنحت الولايات المتحدة صناديق الاستثمار في مجال المناخ متعددة الأطراف قرضا بقيمة 568 مليون دولار لصندوق التكنولوجيا النظيفة لدعم تطوير التقنيات منخفضة الكربون في الاقتصادات الناشئة والنامية.
واستحوذ غاز الميثان على زخم واسع، في ظل ما يمثله خطورة. كانت الإمارات بتبرع قيمته مئة مليون دولار من بين الداعمين لإنشاء صندوق استئماني جديد لغاز الميثان تابع للبنك الدولي، والذي يهدف إلى المساعدة في تقليل حرق الغاز وانبعاثات الغازات الدفيئة القوية.
وقالت ما يقرب من 12 مؤسسة خيرية إنها ستستثمر 450 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لمساعدة البلدان على اتخاذ إجراءات على الصعيد الوطني للتصدي لغاز الميثان.
وعلى صعيد الغذاء، تعهدت مؤسسة بيل ومليندا غيتس والإمارات بتقديم 200 مليون دولار في المجمل لمساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا على بناء القدرة على الصمود والتكيف مع تبعات تغير المناخ.
اقرأ أيضاً: خلال COP28.. إطلاق خطة دولية لتطوير الاندماج النووي
وأطلق بنك التنمية البرازيلي مبادرة بقيمة 205 ملايين دولار لإعادة تحسين أوضاع الغابات التي تدهورت أوضاعها أو دمرت في منطقة الأمازون، وذلك على مساحة تبلغ في المجمل 60 ألف كيلومتر مربع بحلول عام 2030.
واستحوذ محور "الصحة" على اهتمام واسع بالمؤتمر للمرة الأولى، وقدمت الإمارات وعدد من الجمعيات الخيرية تمويلا بقيمة 777 مليون دولار للقضاء على أمراض في المناطق المدارية المهملة من المتوقع أن تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة.
وفي مجال الإغاثة في حالات الطوارئ، قال البنك الدولي إنه سيوسع نطاق شروط الديون المقاومة للمناخ، والتي تعلق سداد الديون عند وقوع الكوارث الطبيعية، في قروضه لتشمل جميع القروض الحالية للبنك الدولي المقدمة للبلدان الأكثر ضعفا.
وكانت الإمارات وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة من بين الدول التي ساهمت بما يزيد قليلا عن 300 مليون دولار في صندوق جديد للتصدي للكوارث المناخية.
اقرأ أيضاً: محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي: هذه هي الدول الأكثر تلويثاً في العالم
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي