ترامب وبايدن.. بين صراع الرئاسة وأروقة المحاكم

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play
  • ترامب يتقدم على بايدن في منافسات نظرية بالولايات المتأرجحة الرئيسية وعلى مستوى البلاد

  • بايدن يرى أنّه في وضع أفضل للتغلّب مجدّداً على غريمه الجمهوري

  • الرئيس الأميركي قال إنه ربما كان سيتخلى عن سعيه لإعادة انتخابه إذا لم يكن يواجه ترامب

  • ترامب الذي يواجه اتهامات جنائية مختلفة  يصور بايدن على أنه "مستبد خطير"

  • بينما تستعر الحملات الاستباقية لكل من بايدن وترامب، فإن هناك سخونة تتعلق بكليهما في أروقة المحاكم

لمياء نبيل - محررة في CNBC عربية 

تقليدياً، تشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية زخماً كل أربع سنوات، لكن هذه الدورة تبدو مرشحة بقوة لإثارة إضافية مع عودة ثنائية "بايدن ترامب" إلى الساحة.

ورغم أنه من المبكر حسم المرشحين النهائيين عن التيارين الأكبر قوة وتأثيرا في أميركا، الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، إلا أن الأمور تتجه بقوة إلى ترشح الرئيس الحالي جو بايدن عن الأول، والرئيس السابق دونالد ترامب عن الثاني.

وقبل نحو عام من موعد الانتخابات المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، فإن شعبية ترامب لا تزال تعتمد على "شعبويته" ومواقفه الحادة المعروفة، فيما يعتمد بايدن على أنه ابن المؤسسة التقليدي.

أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن ترامب يتقدم على بايدن في منافسات نظرية بالولايات المتأرجحة الرئيسية وعلى مستوى البلاد. إلا أن بايدن -الذي تواجه حملته الانتخابية مصاعب عدّة- لا ينفكّ يؤكّد أنّه في وضع أفضل للتغلّب مجدّداً على غريمه الجمهوري، على الرّغم من أنّه يواجه مكامن ضعف في تسويق نفسه أمام الناخبين.

شعبية بايدن في أدنى مستوياتها

وتبدو شعبية بايدن حاليا في أدنى مستوياتها منذ توليه الرئاسة، بحسب أحدث استطلاعات "إبسوس"، والتي أفادت مطلع الشهر الجاري بأن 40% فقط (من المشاركين) يستحسنون أداءه كرئيس.

وأظهر الاستطلاع أن الأميركيين يعتبرون الاقتصاد والجريمة والهجرة، أكبر المشاكل التي تواجه البلاد، وهي جميع القضايا التي انتقد ترامب وغيره من الجمهوريين بايدن بشأنها. وصنف 19% من المشاركين في الاستطلاع الاقتصاد باعتباره القضية الأولى، في حين أشار 11%  إلى الهجرة و10%  إلى الجريمة.

واستقر معدل القبول العام لبايدن عند أقل من 50%  منذ أغسطس (آب) 2021، وظل تصنيف هذا الشهر قريباً من أدنى مستوى في رئاسته وهو 36%  في منتصف العام 2022، بحسب رويترز.

لكن رغم ذلك، ورغم أن سنه (81 عاما) قد يكون أحد دوافع الخوف من ترشيحه، يبدو بايدن مصراً على المواجهة، وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض إن الرئيس الحالي أعلن في أبريل (نيسان) الماضي سعيه لإعادة انتخابه، بعد توصله لاعتقاد شخصي بأن نائبته كاملا هاريس -وأي مرشح ديمقراطي آخر- لا يمكنهم هزيمة ترامب في الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.

ترشح بايدن

وفي خطاب قبل أيام، أكد بايدن أنه ربما كان سيتخلى عن سعيه لإعادة انتخابه إذا لم يكن يواجه ترامب، مضيفا أن الحزب الجمهوري يشكل تهديدا لا مثيل له على البلاد.

وأكد بايدن: "لست متأكدا من أنني كنت سأترشح إذا لم يترشح ترامب". وأضاف "لا يمكننا السماح له بالفوز.. ترامب لم يعد حتّى يخفي مراده.. إنّه يخبرنا بما سيفعله".

وذكر بايدن مراراً خلال حملته الرئاسية للعام 2020، أن قراره بالترشح يرجع جزئياً إلى طريقة تعامل ترامب، الذي كان رئيساً آنذاك، مع قضايا مختلفة.

وتركز حملة بايدن مجدداً على أن ترامب يمثل خطراً على الديمقراطية نفسها، وأنه ربما إذا عاد إلى السلطة فسيركز على "الانتقام".. بينما على الجانب الآخر، فإن ترامب الذي يواجه اتهامات جنائية بسبب جهوده لقلب خسارته في الانتخابات عام 2020، يصور بايدن على أنه "مستبد خطير".

ويواصل بايدن القول إنّ الديمقراطية الأميركية ستكون مجدّداً على المحكّ في الانتخابات المقبلة والتي يتوقّع أن تكون نسخة عن الانتخابات السابقة. وعلى الرّغم من أنّ بايدن لا يتمتّع بشعبية جارفة في أوساط حزبه، فإنّ فوزه ببطاقة الترشيح الديموقراطية للانتخابات المقبلة يكاد يكون مضموناً ما لم تحدث مفاجأة كبيرة أو مشكلة صحية خطيرة تجبره على الانسحاب.

ومع نهاية الأسبوع الماضي، بدأت تطرح فجأة إمكانية تحوّل ولاية رئاسية ثانية لدونالد ترامب إلى دكتاتورية.

سيناريوهات سوداوية

ففي غضون بضعة أيام، ظهرت في كبرى وسائل الإعلام الأميركية بما فيها واشنطن بوست ونيويورك تايمز وأتلانتيك، سيناريوهات سوداوية بشأن ما يمكن أن يحدث لو أن الرئيس الجمهوري السابق الذي تم عزله مرّتين فاز في 2024.

وصدرت توقعات قاتمة أيضا عن أبرز جمهورية معارضة لترامب هي ليز تشيني، والتي حذّرت من أن البلاد "تسير في نومها إلى الدكتاتورية"، مشيرة إلى أنها تفكّر بالترشح عن حزب ثالث في محاول لمنع وصوله إلى البيت الأبيض مجددا.

يرسم ذلك صورة قاتمة عن ترامب بأنه أكثر غضبا وإن كان أكثر انضباطا مما كان عليه في ولايته الأولى، وهو شخص سيشفي غليله بالثأر ممن يعتبرهم أعداء وسيحاول على الأرجح البقاء في السلطة لفترة تتجاوز الولايتين، بحسب سيناريوهات متوقعة. 

ديكتاتور في اليوم الأول

ورد ترامب على التحذيرات بسخريته المألوفة، وقال لدى سؤاله في اجتماع عام نقلته شبكة فوكس نيوز بشأن إمكانية استغلاله للسلطة أو سعيه للانتقام: "يقول، لن تكون دكتاتورا أليس كذلك؟ قلت كلا كلا كلا، باستثناء اليوم الأول". وأضاف "سنغلق الحدود وسنحفر ونحفر ونحفر (لاستخراج النفط). بعد ذلك، لن أكون دكتاتورا".

اقرأ أيضاً: ترامب: لن أصبح ديكتاتوراً إلا ليوم واحد فقط ‏

وبينما تستعر الحملات الاستباقية لكل من بايدن وترامب، فإن هناك سخونة تتعلق بكليهما في أروقة المحاكم، إذ يواجه ترامب بالفعل محاكمة بتهمة التآمر لقلب نتيجة انتخابات 2020، فيما أفاد الادعاء أخيراً بأن الأدلة تظهر أنه كان عازما على "البقاء في السلطة مهما كلّف الأمر".

وإلى جانب هذه القضية، تنظر محكمة في نيويورك في قضية احتيال عقاري تخص ترامب، حيث يُتهم هو واثنين من أبنائه بتضخيم قيمة أصولهم العقارية للحصول على قروض مصرفية وشروط تأمين أكثر ملاءمة.

وقبل جلسة الأسبوع الماضي، وجه ترامب انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي معتبرا أن "القضية حُسمت ضدي قبل أن تبدأ"، كما وصف القاضي المكلف القضية آرثر إنغورون بأنه "مجنون وغير متوازن"، وانتقد المدعية العامة لولاية نيويورك ليتيسيا جيمس "سوداء البشرة" معتبرا أنها "فاسدة" و"عنصرية"، بحسب تعبيره.

يواجه ترامب أيضاً اتهامات فدرالية بإساءة التعامل مع وثائق بالغة السرية بعد مغادرته البيت الأبيض.

المحاكمات

لكن في المقابل، فإن بايدن يتعرض بدوره لحرج بالغ يتعلق بالمحاكمات. والتزم بايدن الصمت يوم الجمعة حيال التهم الجديدة التي وُجهت لنجله هانتر بالتهرب من دفع الضرائب، رغم بذخ الأخير في الانفاق على أسلوب حياة "مترف" يشمل تعاطي المخدرات وشراء السلع الفاخرة وإحاطة نفسه بالمرافقين.

وعندما سئل إن كان يعتقد بأن ابنه برئ، اكتفى بايدن بالتلويح بيده للمراسلين متجاهلا الإجابة.

والخميس الماضي، وجه المحقق الخاص ديفيد وايس الذي ينظر في تعاملات هانتر الشخصية والتجارية تهما عدة للمرة الثانية إلى نجل الرئيس بايدن، تشمل تهربا ضريبيا بقيمة 1,4 مليون دولار على الأقل بين عامي 2016 و2020.

وقال وايس في لائحة الاتهام "أنفق المدعى عليه ملايين الدولارات على أسلوب حياة مترف في نفس الوقت الذي اختار فيه عدم دفع ضرائبه". وأضاف أن "المتهم أنفق هذه الأموال على المخدرات والمرافقين والعشيقات والفنادق الفاخرة واستئجار العقارات والسيارات الفارهة والملابس وأمور أخرى ذات طبيعة شخصية، باختصار أنفق على كل شيء ما عدا ضرائبه".

وكان هانتر قد اتهم سابقا بالكذب عندما أخفى حقيقة تعاطيه المخدرات خلال تقدمه بطلب فدرالي لشراء سلاح. ويتوقع أن تتسبب التهم الجديدة لهانتر بايدن البالغ 53 عاما بمزيد من الإحراج لوالده الذي يتحضر لمواجهة انتخابية ثانية أمام ترامب العام المقبل.

اقرأ أيضاً: تايلور سويفت شخصية "تايم 2023" متغلبة على ترامب والملك تشارلز

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة