ما الذي يُمكن توقعه بشأن اتجاهات الفدرالي الأميركي؟ (خاص CNBC عربية)

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

"دورة رفع الفائدة انتهت، لكن اللجنة سوف سوف تحتفظ بالحق في رفعها من جديد إذا لزم الأمر".. هذا ما أكدته مجموعة من الاقتصاديين في Bank of America يوم الجمعة 8 ديسمبر (كانون الأول) بينما الأنظار معلقة الأربعاء 13 ديسمبر (كانون الأول) على قرار الاحتياطي الفدرالي بشأن سعر الفائدة في آخر اجتماع له هذا العام.

وكتب فريق البنك، في مذكرة، أنهم يعتقدون أيضاً بأن أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سيتوقعون انخفاض أسعار الفائدة في عام 2024.

بعد رفع الفائدة 11 مرة منذ بداية دورة التشديد النقدي في مارس (آذار) من العام 2022 ومع توقفه خلال آخر اجتماعيين هذا العام (عند مستوى 5.25 و5.5% وهو الأعلى منذ 22 عاماً)، وسط إشارات على تباطؤ معدلات التضخم والاقتراب من المعدل المستهدف عند 2% ، فإن التوقعات في وول ستريت تميل إلى قيام الفدرالي بتثبيت ثالث لأسعار الفائدة على التوالي هذا العام دون مفاجآت محتملة.

 بينما السؤال يدور حول الوقت المناسب لـ "خفض الفائدة"، وما إن كانت دورة التشديد قد "انتهت بلا رجعة".

رفع الفدرالي أسعار الفائدة في المرّة الأخيرة في اجتماع يوليو (تموز) بعد رفعها بوتيرة سريعة تاريخياً منذ مارس (آذار) من العام الماضي لكبح جماح التضخم الذي كان يبلغ حينها 8%، قبل أن يبلغ ذروته بعد ذلك في شهر يونيو (حزيران) عند 9.1%، ليبدأ في التباطؤ بعد ذلك اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

وتباطأ معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة الأميركية إلى 3.1% خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بدعم من تراجع أسعار الطاقة بنسبة 5.4%.

يقول جاكوب فونك، من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، في تصريحات خاصة لـ CNBC عربية، إنه من المفتراض الآن أنه لن يكون هناك المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفدرالي أو البنك المركزي الأوروبي أو بنك إنكلترا أو البنك المركزي السويسري أو بنك كندا أو أي من البنوك المركزية الغربية الكبرى الأخرى.

ويشير إلى أن "البنوك المركزية الكبرى في آسيا - اليابان والصين بشكل ملحوظ - والتي لم ترفع أسعار الفائدة حتى الآن قد تفعل ذلك، على الرغم من استمرار المخاوف الانكماشية في كل من البلدين".

ويضيف: "يبدو الآن على الأرجح أن أسعار الفائدة الأميركية والأوروبية ستنخفض بحلول صيف العام 2024، مع انخفاض التضخم الرئيسي نحو أهداف التضخم وتباطؤ خلق فرص العمل في سوق العمل، بما يمنع استمرار الزيادات السريعة في الأجور".

معدلات الخفض المحتملة في 2024

وتوقع مشاركون في مسح لـ CNBC، أن يبدأ الفدرالي في خفض الفائدة في 2024 "لكن ليس بالوتيرة المتوقعة"، مشيرين إلى خفض محتمل قدره 85 نقطة أساس خلال العام (نحو 25 نقطة أساس لكل ربع سنة)، وذلك خلافاً لما تُظهره توقعات أسواق العقود الآجلة (120 نقطة أساس).

وتظهر بيانات سوق العقود الآجلة أن المشاركين في السوق يعتقدون بأن هناك فرصة قوية لأن يبدأ بنك الاحتياطي الفدرالي في خفض أسعار الفائدة ولا توجد فرصة تقريبًا لرفعها أكثر.

اقرأ أيضاً: كيف سينعكس تباطؤ التضخم السنوي في الولايات المتحدة على قرار الفدرالي؟

وكانت تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول، مطلع الشهر الجاري، قد تسببت في ‏انحسار توقعات السوق بشأن تخفيضات في أسعار الفائدة في المستقبل، عندما وصف أنه ‏من السابق لأوانه إعلان الانتصار على التضخم.‏

وعلى الرغم من سلسلة من المؤشرات الإيجابية في الآونة الأخيرة فيما يتعلق ‏بالأسعار، قال رئيس الفدرالي إنه وفريقه يخططون "لإبقاء السياسة النقدية مشددة" ‏حتى يقتنعون بأن التضخم يتجه بقوة إلى المستهدف عند 2%. وقال باول في تصريحات معدة سلفا في أتلانتا: "سيكون من السابق لأوانه أن ‏نستنتج بثقة أننا حققنا موقفا تقييديا بما فيه الكفاية، أو التكهن بموعد خفض الفائدة". ‏‏"نحن على استعداد لتشديد السياسة النقدية بشكل أكبر إذا دعت الضرورة لذلك".

المستويات السابقة

من جانبه، يقول الأستاذ بجامعة جنوب كاليفورنيا، جو أرونسون، في تصريح لـ CNBC عربية، إن "الأسواق تتوقع أن فترة رفع أسعار الفائدة قد انتهت، وأن الأسعار ستنخفض ببطء.. لكن لن تصل إلى مستويات الانخفاض السابقة". 

في سياق السياسة النقدية، يعتبر رفع أسعار الفائدة تقويمًا للتضخم والاقتصاد، في حين يعد خفض الفائدة خطوة تحفيزية لتعزيز النمو الاقتصادي.

ويقوم الاحتياطي الفدرالي بتعديل نطاق المعدل المستهدف للأموال الفيدرالية استجابةً لما يحدث في الاقتصاد. يساعد تعديل أسعار الفائدة بنك الاحتياطي الفيدرالي على تحقيق الشروط التي تلبي مهمته المزدوجة: الحفاظ على استقرار الأسعار وتعظيم فرص العمل.

تطورات اقتصادية غير متوقعة

ويرى الأستاذ الزائر بجامعة فلوريدا الأميركية، جاي ريتر، أنه "على الرغم من أن التطورات الاقتصادية غير المتوقعة يمكن أن تغير الأمور، إلا أنه يبدو من المحتمل جدًا أن تكون دورة التشديد النقدي قد انتهت".

ويضيف في تصريحات خاصة لـ CNBC عربية: لقد انخفض التضخم في الولايات المتحدة وعديد من البلدان الأخرى، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية، التي تقاس بسعر الفائدة الاسمي مطروحاً منه التضخم، عما كانت عليه منذ العام 2007.

اقرأ أيضاً: بسبب معدلات الفائدة المرتفعة .. عجز الميزانية الأميركية يقفز إلى أعلى مستوياته في 8 أشهر

وبالتالي "تتوقع السوق عدم زيادة أسعار الفائدة الاسمية في المستقبل القريب، و ثم الانخفاض لاحقاً، مع تحديد مقدار الانخفاض اعتمادًا على التضخم والظروف الاقتصادية الأخرى بعد ذلك".

دورة رفع الفائدة "لم تنته بعد"

لكن على الجانب الآخر، لا يعتقد الكاتب والمفكر الاقتصادي، مايكل باركين، بأن دورة التشديد النقدي "قد انتهت".

ويقول الاستاذ الفخري بجامعة ويسترن أونتاريو الكندية،  والذي صدر له عدد من المؤلفات التي حظت بانتشار واسع، في تصريحات خاصة لـ CNBC عربية: "لا نستطيع أن نقول إن دورة التشديد النقدي قد انتهت.. الفدرالي نجح في خفض معدل التضخم دون أن يتسبب في حدوث ركود اقتصادي، ولكن لتحقيق معدل التضخم المستهدف عند 2 %، يتعين عليه الحفاظ على توقعات النجاح المستمر".

اقرأ أيضاً: كيف تنظر البنوك المركزية لارتدادات الحرب في غزة على أسعار الفائدة؟

ويضيف: "عندما يتم تحقيق الهدف المرتبط بمعدلات التضخم، ستحتاج أسعار الفائدة إلى الانخفاض ببطء إلى معدل الفائدة الفيدرالية حوالي 4% "، مشيراً إلى أن بيان ما إن كان ذلك سوف يتحقق في العام 2024 من عدمه "هو أمر يعتمد على مدى القدرة على الحفاظ على معدل التضخم عند المستوى المستهدف 2%".

 

لتبقى على اطلاع بأخر الأخبار تابع CNBC عربية على الواتس آب اضغط هنا وعلى تليغرام اضغط هنا

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة