أظهرت توقعات اقتصادية طويلة المدى جديدة أن الاقتصاد البريطاني سيكون الأفضل أداء بين الاقتصادات الرئيسية في العالم خلال الـ 15 عاما المقبلة، ليضيق الفارق بين حجم إجمالي الناتج المحلي لبريطانيا وإجمالي الناتج المحلي الألماني وهو الأكبر في أوروبا حاليا.
وتوقع مركز الأبحاث الاقتصادية والأعمال نمو الاقتصاد البريطاني بما بين 1.6 و 1.8% سنويا حتى 2038، هو ما يساعده في البقاء كأكبر سادس اقتصاد في العالم.
كما تتوقع التقديرات التي نشرت اليوم تعافي الاقتصاد البريطاني من الأزمة التي عانى منها خلال السنوات الأخيرة على خلفية الخروج من الاتحاد الأوروبي وسلسلة الصدمات التي تعرض لها بما فيها جائحة فيروس كورونا المستجد وارتفاع معدل التضخم.
ويذكر أن اقتصاد بريطانيا عانى من جمود نمو الإنتاجية منذ الأزمة المالية التي تفجرت في خريف 2008 مع المشكلات في القوة العاملة التي ظهرت في السنوات الأخيرة. وأدى ذلك إلى تبني بنك إنكلترا المركزي نظرة متشائمة بالنسبة للاقتصاد خلال السنوات المقبلة.
وبحسب أحدث البيانات الاقتصادية انكمش اقتصاد انكلترا في الفترة من يوليو/ تموز وحتى سبتمبر/ أيلول الماضيين، ليزيد من خطر سقوط البلاد في براثن الركود، وفقا لبيانات رسمية.
وقال مكتب الإحصاء الوطني إن الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا انخفض بمعدل 0.1% بعد المراجعة مقارنة بالتقديرات المبدئية بتسجيل النمو معدلا صفريا.
كما سجل النمو معدلا صفريا أيضا في الربع الثاني من العام، بعدما أشارت التقديرات إلى تسجيل معدل نمو بواقع 0.2%، مما يرسم صورة قاتمة للاقتصاد.
وأظهرت صناعات، من بينها إنتاج الأفلام والهندسة والتصميم والاتصالات، أداء أبطأ خلال الربع الثالث مقارنة بتقدير مكتب الإحصاء الوطني.
كما انخفض معدل الإنتاج في أكتوبر/ تشرين الأول بنسبة 0.3% على أساس شهري، ليضع الاقتصاد في مسار انكماش في الربع الأخير ما لم يتم معالجة الأزمة في نوفمبر/ تشرين الثاني و ديسمبر/ كانون الأول.
وقالت آشلي ويب، خبيرة الاقتصاد لدى شركة "كابيتال إيكونوميكس" للأبحاث: "ربما بدأ أخف معدلات الركود في الربع الثالث. وبالنظر إلى المستقبل، تشير أحدث استطلاعات النشاط إلى نمو طفيف للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير أيضا".
وذكر دارين مورجان، مدير الإحصاءات الاقتصادية بمكتب الإحصاء الوطني:"تظهر أحدث بيانات لاستطلاع الأعمال التجارية الشهري الدوري، وعائدات ضريبة القيمة المضافة، أن أداء الاقتصاد كان أسوأ من تقديراتنا المبدئية، في الفصلين الأخيرين".
وأضاف: "ورغم ذلك، تظل الصورة الأشمل، صورة اقتصاد شهد تغيرا طفيفا على مدار العام الماضي".
ويمثل الانخفاض نبأ سيئا لرئيس الوزراء ريشي سوناك، في الوقت الذي يستعد فيه للانتخابات المقررة العام المقبل، في حين يتقدم حزب العمال المعارض على حزبه، (المحافظين) في استطلاعات الرأي بنحو 20 %.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي