تعرضت محاولات Boeing للتعافي من سلسلة الأزمات المتلاحقة التي تواجهها إلى ضربة جديدة بعدما تعرضت طائرتها الأكثر مبيعاً إلى حادث لم يؤدي إلى خسائر جسيمة، لكن سيفتح باب التساؤلات حول وضع الشركة الفترة المقبلة.
وكان جزء من جسم طائرة Boeing 737 MAX 9 التي تديرها شركة Alaska Airlines قد تمزق خلال إقلاعها من بورتلاند بولاية أوريجون في طريقها إلى أونتاريو بكاليفورنيا.
وتسببت تلك الواقعة في هبوط الطائرة اضطرارياً لضمان سلامة جميع الركاب البالغ عددهم 171 راكباً.
وأعلنت كل من United Airlines وAlaska Airlines تعليق كافة الرحلات الجوية للطائرات من هذا الطراز، مما أجبر الشركتين على إلغاء أكثر من 400 رحلة جوية.
وكانت مجموعة من العوامل حالت دون وقوع كارثة بسبب الحادث، أبرزها وجود عدد من المقاعد الشاغرة، مما ساعد في تجنب وقوع إصابات خطيرة. ويأتي ذلك وسط قوة الحادث الذي تسبب في تمزق بعض مساند الرأس والمقاعد داخل الكابينة.
ودفع القرار هيئة الطيران الفدرالية إلى وقف 171 طائرة من الطراز ذاته لإجراء فحوصات متعلقة بالسلامة.
جدير بالذكر أن الطائرة التي تعرضت للحادث، كانت شركة Alaska قد تسلمتها قبل 3 أشهر فقط.
وأمضت القيادة في Boeing حوالي 5 أعوام لإعادة تجميع صفوفها، بعد حادثين مميتين في 2018 و2019 لطائرتها الأكثر شعبية Boeing 737 Max 8، مما تسبب في وقف كافة طائرات Max 8 و Max 9.
ونجحت الشركة في استعادة موافقة الجهات التنظيمية الأميركية على السماح بإعادة تحليق الطائرات في نهاية 2020، وحصلت على مئات الطلبات الجديدة للطائرة.
وكانت Boeing تسعى لزيادة الإنتاج في نفس الوقت الذي تتصدى فيه للمشاكل المتعلقة بالجودة. إذ لم تفز الشركة حتى الآن بالموافقة التنظيمية التي تسمح لشركات الخطوط الجوية بإعادة تشغيل Max 7 وMax 10.
وقال الرئيس التنفيذي لـBoeing ديف كالهون في مكالمة الأرباح في أكتوبر تشرين الأول: سمعت القليل منكم يتساءلون ما إذا كنا فقدنا خطوة في هذا التعافي .. لكن قد لا تتفاجئوا إذا سمعتم إنني أرى العكس تماماً من ذلك .. لقد أضفنا على مدار العديد من السنوات الماضية الدقة إلى أعمالنا.
وتشير توقعات المحللين إلى أن الشركة ستسجل خسائر للربع المالي السادس على التوالي عندما تكشف عن نتائج أعمالها الفصلية في وقت لاحق من الشهر الجاري.
في الوقت نفسه، كشف كالهون أنه ألغى اجتماعاً للقيادة هذا الأسبوع، وسيعقد بدلاً من ذلك اجتماعاً لمناقشة السلامة مع جميع الموظفين غداً الثلاثاء.
قالت رئيسة مجلس سلامة النقل الوطني جينيفر هومندي والتي تقود التحقيقات في الحادث الأخير إن التحقيق يتمحور حول الرحلة الجوية لـAlaska والطائرة التي تعرضت للحادث وليس إجمالي أسطول Boeing 737 Max.
من جانبه، قال العضو السابق لدى المجلس الوطني لسلامة النقل جون جوجليا إن الحادث سيكون على الأرجح مجرد حدث طارئ بالنسبة لـBoeing، لكنه أشار إلى أن جهات التنظيمات الفدرالية يجب أن تجري المزيد من التدقيق لـBoeing إذ تستعد لإنتاج المزيد من طائرات 737 Maxes.
وعلى الرغم أن قرار وقف تشغيل عدد من طائرات Boeing 737 MAX 9 سيظل سارياً لفترة، لكن بعض خبراء السلامة لا يتوقعوا نفس مستوى التأثير الذي تعرضت له الشركة بعد حادثي 2018 و2019.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي