أطلقت زوجة أحد المستثمرين حملة على موقع GoFundMe للمساعدة في تمويل النفقات القانونية المتزايدة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أعقاب الحكم الصادر في قضية الاحتيال في نيويورك، ما أثار الجدل والمخاوف من استغلال المنصة لتمويل تجاوز القانون.
يوم الجمعة الفائت، حكم قاض أميركي بتغريم الرئيس السابق دونالد ترامب غرامة قيمتها 354.9 مليون دولار ومنعه من إدارة شركاته في نيويورك لثلاث سنوات بعد إدانته في عمليات احتيالية بخصوص تقدير ثروته الصافية لخداع المقرضين، ما يمثل انتكاسة قانونية أخرى له في قضية مدنية تعرض إمبراطوريته العقارية للخطر.
وتهدف GoFundMe إلى جمع 355 مليون دولار، وهو المبلغ الذي أمر القاضي آرثر إنغورون ترامب بدفعه كغرامات في قضية احتيال مدنية.
لكن الخطوة أثارت اعتراضات، ما دفع GoFundMe للاستجابة للمخاوف من أن الصفحة التي تم إنشاؤها بعد تغريم ترامب في حكمه بالاحتيال المدني تعد انتهاكاً لقواعد المنصة.
وفي حديث لمجلة نيوزويك، أكد متحدث باسم المنصة أن الصفحة، التي تم إنشاؤها للمليونير ورجل الأعمال الساعي للعودة إلى البيت الأبيض، يوم الجمعة، كانت "ضمن شروطها والخدمات" على الرغم من تعبير الناس عن مخاوفهم بشأنها على وسائل التواصل الاجتماعي.
منذ أن بدأت الحملة جمعت حوالي 414000 دولار من التبرعات حتى يوم 19 فبراير/ شباط.
لكن الإعلان عن الحملة على منصة X، أثار مخاوف من أن الصفحة قد تنتهك قواعد المنصة بشأن جمع التبرعات للمدانين بارتكاب جرائم، وصدرت دعوات إلى إغلاقها.
وكتب أحد المستخدمين، جيني ماكدونالد: "مرحباً gofundme، أعتقد أنه يتعين عليك إغلاق هذا. لا يمكن لترامب الاستفادة من جريمته وفقاً لإرشاداتك".
اقرأ أيضاً: كيف تتأثر "سياسة الطاقة الأميركية" في حالة فوز ترامب؟
ليلة السبت وفي أولى ساعات الحملة، تمكنت GoFundMe من جمع أكثر من 185 ألف دولار من حوالي 4000 مانح، بحسب ذي هيل.
وفقاً لمكتب المدعي العام في نيويورك أنه مع الفائدة، يمكن أن يدفع ترامب، الطامح للعودة إلى البيت الأبيض، وشركته أكثر من 450 مليون دولار.
بدأت حملة جمع التبرعات عبر الإنترنت من قبل إيلينا كاردوني، زوجة المستثمر غرانت كاردوني، وهو رجل أعمال ومستثمر.
وكتبت إيلينا كاردوني على صفحة GoFundMe: “أقف بثبات مع الرئيس دونالد ترامب في مواجهة ما أعتبره معاملة غير مسبوقة وغير عادلة من قبل بعض العناصر القضائية في نيويورك”.
وتابعت: "إن المعارك القانونية الأخيرة التي يواجهها ليست مجرد هجوم عليه، ولكنها هجوم على مُثُل العدالة والإجراءات القانونية الواجبة التي يستحقها كل أميركي".
وتأتي العقوبة المالية، التي أعلن عنها يوم الجمعة الفائت، بعد فترة وجيزة من أمر ترامب بدفع 83.3 مليون دولار عندما قرر القاضي الشهر الماضي أن ترامب قام بالتشهير بالكاتبة إي جين كارول. وكان ترامب أُمر في السابق بدفع مبلغ 5 ملايين دولار لكارول العام الماضي.
وانتقد محامو ترامب الحكم الصادر، واصفين إياه بأنه "مطاردة ساحرات ذات دوافع سياسية"، وقالوا إن الرئيس السابق سيستأنف الحكم.
من جانبه، حذر مايكل كوهين، الذي عمل لفترة طويلة كمحامي شخصي للرئيس السابق ترامب، يوم الأحد الفائت، من المخاطر المحتملة لإعادة ترامب إلى البيت الأبيض مع تزايد الرسوم القانونية والالتزامات المالية.
وقال كوهين، الذي أصبح ناقداً للرئيس السابق، في مقابلة مع برنامج "The Weekend" على قناة MSNBC يوم الأحد: "علينا أن نكون حذرين للغاية بشأنه كرئيس محتمل لأنه معروض للبيع".
وتابع كوهين: "إنه بحاجة إلى معرفة من أين سيجمع ما يزيد عن 500 مليون دولار خلال فترة زمنية قصيرة".
ويأتي تحذير كوهين في الوقت الذي ثبت فيه أن ترامب، المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري لعام 2024، مسؤول يوم الجمعة عن غرامات بقيمة 355 مليون دولار تقريباً في قضية احتيال مدني في نيويورك وجهت ضربة قاسية لشركة عائلته.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي