انخفضت أسعار قرد المختبرات في الصين مع تأثير التباطؤ في تطوير الأدوية بعد وباء كوفيد-19 على قطاع الأدوية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وصل سعر ما يسمى بالرئيسيات غير البشرية في الصين NHPs إلى ذروة بلغت 26 ألف دولار لكل حيوان في العام 2022، ارتفاعاً من 4 آلاف دولار في العام 2019. لكن بحلول نهاية العام الماضي، انخفض السعر إلى 11 ألف دولار، وفقًا لبيانات UBS.
قال محلل الرعاية الصحية في UBS China، تشين تشين، إن العامين الأولين من جائحة كوفيد-19 شهدا "استثماراً مزدهراً" في تطوير الأدوية، حيث قام المستثمرون بتكديس الأموال لدعم اللقاحات المحلية المرشحة، وتطوير الأدوية الأخرى، بحسب ما نقلته صحيفة Financial Times في تقرير لها.
أدى ذلك إلى زيادة الطلب على قرود المختبر، والتي يصر المنظمون على أهميتها لإثبات سلامة الأدوية في الأبحاث المبكرة بسبب تشابهها التشريحي والسلوكي مع البشر، على الرغم من معارضة نشطاء رعاية الحيوان.
وقال الشريك في شركة Simon-Kucher الاستشارية، بروس ليو: "كان سعر القرد في رحلة متقلبة على مدى الأعوام القليلة الماضية، وهو ما يعكس إلى حد كبير الصعود والهبوط في أنشطة ما قبل المرحلة السريرية في قطاع التكنولوجيا الحيوية في الصين".
اقرأ أيضاً: بوتين يعلن توافر لقاح مضاد للسرطان قريباً ويحذر من تفشي الأوبئة
ودفع انخفاض أسعار الرئيسيات مجموعات التكنولوجيا الحيوية الصينية، التي اشترت مزارع القرود خلال أزمة العرض في عصر الوباء، إلى خفض قيمة أصولها.
وحذرت شركة Joinn Laboratories، ومقرها بكين، والتي استحوذت على اثنين من موردي حيوانات المختبر في العام 2022، من تأثير انخفاض أسعار الرئيسيات على أعمالها.
وقال المدير العام للشركة، جاو دابينغ، خلال مكالمة مع المستثمرين في نهاية العام الماضي: "إن الأصول البيولوجية الرئيسية للشركة هي NHPs المستخدمة في تجارب ما قبل السريرية".
وتابع: "نظراً لأن لدينا مخزوناً كبيراً من NHPs، فإن تقلبات الأسعار ستتسبب في تغييرات كبيرة في القيمة العادلة للأصول البيولوجية".
وقالت الشركة في تقريرها المالي لعام 2023، إن قيمة أصولها الرئيسية انخفضت بنحو 40 مليون دولار.
اقرأ أيضاً: شركتان بقطاع الرعاية الصحية على مشارف نادي التريليون دولار
كانت التكلفة المنخفضة لإجراء التجارب السريرية في الصين، والشيخوخة السكانية السريعة في البلاد، سبباً في تحفيز الاستثمار في هذا القطاع. لكن على مدى العامين الماضيين، انخفض الاستثمار مع انخفاض الطلب على لقاحات كوفيد، وموجة من الأداء الضعيف بعد الإدراج لمجموعات الأدوية الصينية المدرجة في هونغ كونغ، وقمع الرعاية الصحية.
انخفض الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في الصين من ذروة بلغت 31 مليار دولار في عام 2021 إلى 12 مليار دولار في العام الماضي، وفقاً لأبحاث USB. وهو ما انعكس في تباطؤ الاستثمار في ابتكار الأدوية. أفاد مزود البيانات Pharmcube بأن الاستثمار في اكتشاف الأدوية الجديدة في الصين انخفض بنسبة 32% في عام 2023 إلى 4.8 مليار دولار.
وفي العام 2021، تم تربية حوالي 30 ألف قرد في الصين، وفقاً لجمعية NHP للتربية والتنمية الصينية، أي أقل بحوالي الثلث من المطلوب. وقال ليو إن الشركات التي اشترت المزارع لتأمين الإمدادات "عالقة الآن في تجارة القرود، التي تبين أنها تمثل عائقاً أكثر من كونها أصلاً ساخناً اليوم".
بينما تنخفض أسعار قرود المختبر في الصين، حث العلماء في الولايات المتحدة واشنطن على زيادة الاستثمار في برامج التربية مع تقلص الإمدادات مما يؤثر على الدراسات البحثية.
وحظرت الصين تصدير قرود المختبر في العام 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا. في ذلك الوقت، كانت الصين أكبر مورد للولايات المتحدة، وتسبب الحظر في ارتفاع أسعار قرود المختبر ثلاث مرات بين عامي 2019 و2022، وفقاً لشركة Evercore ISI.
كما اتخذت الولايات المتحدة إجراءات صارمة ضد التجارة غير المشروعة للقرود البرية القادمة من كمبوديا، والتي تدخلت لسد الفجوة الناجمة عن حظر التصدير الذي فرضته بكين.
ووجهت واشنطن الاتهام لثمانية أشخاص، من بينهم مسؤولون كمبوديون كبار، متورطون في شبكة تهريب. وبعد هذه الخطوة، توقفت المعامل الأميركية الكبرى عن شراء القرود من البلاد، مما أدى إلى تفاقم أزمة العرض.
لتبقى على اطلاع بآخر الأخبار تابع CNBC عربية على الواتس آب اضغط هنا وعلى تليغرام اضغط هنا
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي