أهل غزة.. المصائب لا تأتي فرادى!

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

ندى عبدالسلام- مراسلة CNBC عربية

على مواقع التواصل الاجتماعي تتداول مقاطع فيديو وصور تشير إلى وصول عدد كبير من سكان قطاع غزة إلى حد اليأس تقريبا في ظل انعدام الأمن الغذائي وانتشار الفقر والجوع وتفشي المرض.

 كل هذا دفع البعض لأكل أوراق الشجر أو الصبار أو حتى ذبح دواب كالأحصنة.. ومشهد ثانٍ للبعض ممن قرروا تناول بقايا طعام فاسد أو أعلاف حيوانية لسد جوعهم، فيما مقاطع وصور أخرى لأطفال يحملون أواني طهي منتظرين علَّ الحظ يحالفهم في الحصول على قليل من الطعام.

وبعد خمسة أشهر على الصراع، ترتفع الأصوات مطالبة بـــــ "ضمان احترام القانون الإنساني بما في ذلك خطر استخدام تجويع السكان المدنيين كأداة للحرب".. لكن، هل سيُحترم القانون الإنساني؟ وهل سيُوقف تجويع المدنيين؟

إسقاط المساعدات جوا، هل يجدي نفعا؟

مع المشهد أعلاه والذي يزداد تعقيدا، قررت عدة دول كالأردن والإمارات ومصر ودول أخرى إيصال المساعدات وبعض المواد الغذائية جوا، وذلك بعدما مُنع دخول المساعدات إلى شمال غزة والسماح بدخولها بكميات ضئيلة إلى مناطق أخرى في القطاع.

ورغم أن بداية الغيث قطرة، يؤكد البعض أن إيصال المساعدات برا وفتح المعابر ودخول قوافل الشاحنات بشكل آمن هو أمر أكثر فعالية.

يشار هنا إلى أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا، قد أعلنت عن انخفاض بنسبة 50 % في عدد الشاحنات التي دخلت غزة في فبراير الماضي مقارنة بشهر يناير/ كانون الثاني 2024.

شاهد أيضاً: هل تسهم حرب غزة في إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة؟

وبشكل قاطع، فإن جميع سكان غزة تقريبا يعتمدون على المساعدات الإنسانية -حتى من قبل الحرب الدائرة حاليا-.

قوافل المساعدات بانتظار قرار أممي

- حوالى 1000 شاحنة محملة بـ 15 ألف طن من المواد الغذائية جاهزة للتحرك من مصر، بحسب الأمم المتحدة.

- ما يزيد عن 2300 شاحنة مساعدات دخلت القطاع في فبراير/ شباط الماضي، وفقا للأونروا.

- إسرائيل رفضت منذ بداية 2024 طلبات إيصال المساعدات بنسبة 16 % معللة أن بعض البضائع تنتهي في أيدي حماس، وفق نائب السفير الإسرائيلي أمام مجلس الأمن.

- الاتحاد الأوروبي سيفرج عن 50 مليون يورو كمساعدة للأونروا ثم 32 مليون يورو لاحقا (المفوضية الأوروبية)

-  53 مليون دولار مساعدات أميركية للفلسطينيين ليصل الإجمالي إلى 180 مليون دولار منذ الحرب (الوكالة الأميركية للتنمية الدولية).

اقرأ أيضاً: الحرب في غزة.. ما هي أبرز التداعيات الاقتصادية؟ (خاص CNBC عربية)

سكان غزة يواجهون شبح المجاعة

- 16 دولة علقت تمويلها للأونروا والذي بلغ إجماليه 450 مليون دولار (المفوض العام للأونروا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة)

- المجاعة تهدد 2.2 مليون شخص من أصل 2.4 مليون، وفق الأمم المتحدة

- تحذيرات من أن أكثر من 500 ألف شخص يواجهون نقص الغذاء والمجاعة (المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي)

- ارتفاع مستويات سوء التغذية الحاد منذ بداية الحرب من أقل من 1% إلى أكثر من 15% في بعض المناطق، بحسب WHO

- جميع السكان يواجهون أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة

- نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع فروا من منازلهم (الأونروا)

- حوالي 1.5 مليون فلسطيني في مدينة رفح (المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان)  

اقرأ أيضاً: تفاؤل حذر من "الأونروا" تجاه اعتزام بعض المانحين استئناف تمويلها قريباً

كيف تضرر أطفال غزة؟

وفق اليونيسيف وبالأرقام:

- أكثر من 15% من الأطفال أو واحد من كل 6 أطفال تحت سن الثانية بشمال القطاع يعاني من سوء التغذية الحاد

- يعاني 5 % من الأطفال دون سن الثانية في جنوب القطاع من سوء تغذية حاد

- يعاني ما لا يقل عن 90% من الأطفال دون الخامسة مرضا معديا أو أكثر

ولا ندري هل هو تناقض أم ضرورة حتمية، فمع الوضع المعيشي الكارثي لأطفال غزة وفقدان أساسيات الحياة من مأكل ومشرب وملبس، أعلن البنك الدولي تقديم منحة بـ 30 مليون دولار لضمان استمرارية تأمين التعليم للأطفال.

القطاع الزراعي.. أرض جُرفت ومحاصيل هلكت

بحسب نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة – الفاو، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو انهيار الإنتاج الزراعي في شمال قطاع غزة بحلول مايو/ آيار 2024.

قد يثير هذا التوقع علامات تعجب!

لكن الحقيقة التي نعرفها، وقد يتوارى جزء منها، هو أن 46.2 % من الأراضي الزراعية في قطاع غزة تضررت حتى 15 فبراير/ شباط الماضي، وربع المزارع في شمال القطاع دُمرت بشكل كامل وأن 97 % من المياه الجوفية لم تعد صالحة للاستهلاك البشري. (نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة-الفاو)

قطاع صحي يئن ونقص الأدوية في أنحاء القطاع

وبكل المقاييس، هي فترة الحاجة لأي شيء أساسي، فمع سوء التغذية والتكدس في مدينة رفح والبرد وانتشار الأمراض، ظهر العجز في الدواء أيضا. فوزارة الصحة، تؤكد على أن نقصا في الأدوية وأصناف الرعاية الأولية والمستلزمات الطبية بما يزيد عن 60%، وأشارت أيضا إلى وجود 350 ألف شخص مصاب بأمراض مزمنة بلا دواء حتى من الأدوية البديلة.

اقرأ أيضاً: عام 2023 وحرب غزة.. خسائر في الأرواح والممتلكات

أما الأمم المتحدة، فذكرت سابقا بأنه لا توجد مستشفيات -المكتظة هي بالكامل من الأساس- تعمل بإجمالي قدرتها الاستيعابية، فيما تعمل 13 منشأة طبية فقط من أصل 36 بطاقة محدودة.

هل تُعلن المجاعة في غزة أم تُوقفها المساعدات؟

وبعد ما استعرضناه من بيانات عن الوضع الحالي لأهالي غزة، فإن الإجابة على السؤال تعود فقط لمعايير الأمم المتحدة لــــ"المجاعة" ... فعلى موقعها الالكتروني عرّفتها بأنها هي الجوع الذي تواجه فيه ما لا يقل عن 20% من الأسر نقصا شديدا في الغذاء، ويعاني 30% من الأطفال على الأقل من سوء التغذية الحاد، وتحدث في ظله أكثر من حالتي وفاة يوميا من بين كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع الشديد أو نتيجة لسوء التغذية والمرض معا.

 

لتبقى على اطلاع بآخر الأخبار تابع CNBC عربية على الواتس آب اضغط هنا وعلى تليغرام اضغط هنا

 

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة