قال رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول أنه حتى الآن لم يتم إحراز أي تقدم للوصل إلى هدف التضخم الذي حدده الفدرالي الأميركي للسير في إجراءات خفض أسعار الفائدة.
وأشار باول إلى أن الاقتصاد الأميركي، على الرغم من قوته، لم يشهد عودة التضخم إلى هدف البنك المركزي.
وأحبط باول أي آمال بخفض قريب لأسعار الفائدة في حديثه أمام منتدى سياسي يركز على العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وكندا، حيث قال باول إنه "بينما يستمر التضخم في الانخفاض، فإن الوضع الحالي للسياسة يجب أن يظل كما هو".
اقرأ أيضاً: هزة في الأسواق الأميركية عقب بيانات التضخم الأعلى من التوقعات
وقال رئيس الفدرالي خلال حلقة نقاشية: "تظهر البيانات الأحدث نمواً قوياً واستمرار القوة في سوق العمل، ولكن أيضاً عدم إحراز مزيد من التقدم حتى الآن هذا العام بشأن العودة إلى هدف التضخم البالغ 2%".
وردد باول التصريحات الأخيرة لمسؤولي الفدرالي الأميركي، حيث أشار إلى أن المستوى الحالي للسياسة من المرجح أن يظل قائماً حتى يقترب التضخم من الهدف.
وأضاف رئيس الفدرالي الأميركي، بوضوح، أنه حتى يظهر التضخم المزيد من التقدم، "يمكننا الحفاظ على المستوى الحالي من القيود طالما دعت الحاجة".
بيانات تفتقد الثقة
وتأتي هذه التعليقات في أعقاب بيانات التضخم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023 والتي كانت أعلى من المتوقع.
وأظهرت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مارس/ آذار، والتي صدرت الأسبوع الماضي، أن التضخم يسير بمعدل سنوي 3.5% - وهو ما يقل كثيرًا عن الذروة التي بلغت حوالي 9% في منتصف عام 2022 ولكنه ينجرف نحو الأعلى منذ أكتوبر/ تشرين الثاني 2023.
اقرأ أيضاً: بايدن يتوقع بدء تخفيض أسعار الفائدة بحلول نهاية 2024
ومع خروج تصريحات باول إلى العلن، ارتفعت عوائد سندات الخزانة. وتجاوزت السندات القياسية لأجل عامين، والتي تعتبر حساسة بشكل خاص لتحركات سعر الفائدة من قبل الفدرالي، لفترة وجيزة 5%، في حين ارتفع العائد القياسي لأجل 10 سنوات نصف نقطة مئوية.
وانخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية بعد أن كانت إيجابية في وقت سابق من الجلسة.
التضخم المفضل
وأشار باول إلى أن مقياس التضخم المفضل لدى الفدرالي، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، في فبراير/ شباط أظهر التضخم الأساسي عند 2.8% ولم يتغير كثيراً خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقال: "لقد قلنا في لجنة السوق المفتوحة الفدرالية أننا سنحتاج إلى ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو 2% قبل تخفيف السياسة". وتابع باول "من الواضح أن البيانات الأخيرة لم تمنحنا ثقة أكبر، وبدلاً من ذلك تشير إلى أنه من المرجح أن يستغرق الأمر وقتاً أطول من المتوقع لتحقيق هذه الثقة."
منذ يوليو/ تموز 2023، أبقى الفدرالي الأميركي سعر الفائدة القياسي في نطاق مستهدف بين 5.25% -5.5%، وهو الأعلى منذ 23 عاماً. وكان ذلك نتيجة 11 زيادة متتالية في أسعار الفائدة بدأت في مارس/ آذار 2022.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي