تغير المناخ المتهم الرئيسي وراء زيادة حوادث الطيران

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

لم يكن حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الأول في حوادث الطيران فقد لقي العديد من الرؤساء الرؤساء والسياسيين البارزين حول العالم مصرعهم في مثل هذه الحوادث.

وبعد الحادثة التي أدت إلى مصرع الرئيس الإيراني حصلت حوادث أخرى بسبب تقلبات الطقس لكنها أقل مأساوية. وآخرها حادث طائرة تابعة للخطوط الجوية السنغافورية في رحلة قادمة من لندن قد تعرضت، يوم الثلاثاء الماضي، إلى مطبات هوائية شديدة أدت إلى وفاة شخص وإصابة 31 آخرين.

كما أعلن مطار دبلن، يوم الأحد، عن إصابة 12 شخصاً كانوا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية متجهة من الدوحة إلى إيرلندا، بسبب موجة من الاضطرابات الجوية، مضيفاً أن الطائرة هبطت بسلام كما كان مقرراً.

وبنتيجة التحقيق بهذه الحوادث، المتهم الأساسي هو الطقس والتقلبات المناخية التي لا يمكن التنبؤ بها سوى بنسبة 75% بمساعدة أدوات التكنولوجيا الحديثة.

تعد المطبات الهوائية واحدة من أكثر الظواهر الجوية التي لا يمكن التنبؤ بها، وتشير الدراسات إلى أن المطبات الهوائية الشديدة يزداد حدوثها في ظل ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فإذا تعرضت طائرة لمطب هوائي، فقد يسبب ذلك إصابات للركاب أو حتى الوفاة، فضلاً عن الأضرار التي قد تصيب جسم الطائرات.

 في هذا السياق، يقول وزير النقل الأميركي بيت بوتيغيج إن تغير المناخ هو أحد الأسباب وراء زيادة اضطرابات الطيران.

وقال بوتيغيج في برنامج "واجه الأمة" الذي تبثه شبكة سي بي إس يوم الأحد: "الحقيقة هي أن آثار تغير المناخ قد بدأت بالفعل علينا فيما يتعلق بوسائل النقل لدينا"، وتوقع أن الاضطرابات ستستمر في "التأثير على المسافرين الأميركيين، سواء كانوا هنا أو في الخارج".

اقرأ أيضاً: مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان في حادث تحطم هليكوبتر

وأضاف بوتيغيج "لقد رأينا ذلك، بدءاً من موجات الحرارة التي لا ينبغي أن تهدد إحصائياً بإذابة كابلات أنظمة النقل في شمال غرب المحيط الهادئ، إلى، كما ذكرت، مواسم الأعاصير التي أصبحت أكثر فأكثر تطرفاً". وتابع أن "الاضطراب ارتفع بنحو 15%. وهذا يعني تقييم أي شيء وكل ما يمكننا القيام به حيال ذلك".

وتأتي تعليقات وزير النقل الأميركي في الوقت الذي تسببت فيه الاضطرابات الجوية في إحداث فوضى في عدد من الرحلات الجوية حتى الآن هذا العام.

وخلصت دراسة أجريت عام 2024 إلى أن الطائرات تواجه مطبات هوائية جوية متوسطة إلى "شديدة أو أكبر" 68 ألف مرة كل عام، وتُعرف المطبات الهوائية بأنها "حركة غير منتظمة للهواء" ناجمة عن دوامات وتيارات عمودية، ويرتبط حدوثها بظواهر جوية مثل الجبهات الهوائية، وتغير في اتجاه وسرعة الرياح والعواصف الرعدية.

مطبات لا يمكن التنبؤ بها

ويمكن أن تتسبب المطبات الهوائية في حدوث بعض الصدمات غير المريحة، أو قد تؤدي إلى خروج الطائرة عن نطاق السيطرة، مما يؤدي إلى حدوث "لفات عشوائية وتأرجح وانعراج للطائرة".

لجأت شركات التصنيع إلى تجهيز الطائرات الحديثة بأنظمة رادار طقس متطورة يستخدمها الطيارون لتحديد المناطق التي تعاني من المطبات الهوائية من أجل تفاديها، ويقول بول ويليامز، عالم الغلاف الجوي في جامعة ريدينغ: "يمكننا التنبؤ بنجاح بنحو 75% من المطبات الهوائية لمدة تصل إلى 18 ساعة".

اقرأ أيضاً: مقتل شخص إثر تعرض طائرة الخطوط الجوية السنغافورية لـ "مطبات هوائية شديدة"

وعلى الرغم من ذلك توجد أنواع عديدة من المطبات الهوائية، بعضها قد يصعب اكتشافه، وغالبا ما يكون المطب الهوائي الشديد الذي ضرب طائرة رحلة الخطوط الجوية السنغافورية هو "مطب هوائي واضح" غير مرئي، وقد يحدث ذلك دون سابق إنذار، وهو أحد أكبر أسباب وقوع حوادث الطائرات ذات الصلة بالطقس.

وتحدث مطبات هوائية واضحة على ارتفاعات عالية، أثناء تحليق الطائرات في سماء زرقاء تبدو هادئة، ولا يمكن رؤية تلك المطبات بالعين المجردة ولا يمكن اكتشافها بواسطة أجهزة الاستشعار الموجودة على متن الطائرة.

 وبحسب الخبراء، حتى الأقمار الصناعية لا يمكنها رؤية هذا النوع من المطبات الهوائية، لذا يضطر الطيارون غالباً إلى الاعتماد على أي طائرة تحلق على نفس المسار أمامهم للإبلاغ عن وجود مطبات هوائية واضحة، حتى يتمكنوا من تعديل مسارهم.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة