الشباب وكبار السن.. هل يجمعون بين الشعور بالسعادة والوحدة في نفس الوقت؟

رغم أنه يحاول ملء وقته بالهوايات والمناسبات الاجتماعية فإن المواطن الأميركي هاري سامتور، 73 عاماً، لا يزال يجد نفسه يعاني من الوحدة من وقت لآخر. وقال إنه يعيش بمفرده وبعيداً عن عائلته، ولا يتمتع بالارتباطات الوثيقة التي نشأ عليها.

وقال سامتور: "عندما يكون لدى الناس عائلات، فإن لديهم ولاءاتهم لعائلاتهم، ويكونون مشغولين للغاية مع عائلاتهم. لذلك عندما تكون بمفردك، لا يكون لديك دائماً أشخاص للقيام بالأشياء معهم. لذلك تظهر الوحدة". 

سلطت ورقة بحثية نشرت في مجلة العلوم النفسية في أبريل/ نيسان الضوء على مأزق سامتور الدقيق. وفقًا للورقة البحثية، فإن الشعور بالوحدة يتبع منحنى على شكل حرف U طوال الحياة، حيث يرتفع في مرحلة الشباب والشيخوخة وينخفض في مرحلة منتصف العمر، بحسب موقع Business Insider.

اقرأ أيضاً: 10 عبارات يمكنك استخدامها بشكل يومي لإسعاد الآخرين وزيادة الرضا لديك

ربما، على عكس ما هو متوقع، تميل السعادة إلى اتباع نفس النمط. وهذا يعني أنه في الوقت الحالي، ربما يجمع الجيل Z (مواليد الفترة من 1997 إلى 2012)، وجيل طفرة المواليد  (المواليد بين عامي 1946- 1964)، على وجه الخصوص بين صفتين من الصعب جمعهما في نفس الوقت: فهم سعداء ووحيدون في نفس الوقت.

تجارب عاطفية معقدة

قالت المؤلفة المشاركة في دراسة الوحدة والأستاذة المشاركة في العلوم الاجتماعية الطبية بجامعة نورث وسترن، إيلين غراهام، لموقع Business Insider، إن السعادة والشعور بالوحدة هما "تجارب عاطفية معقدة لا تتعارض مع بعضها البعض". 

تم إجراء دراسة غراهام قبل الوباء وفحص أكثر من 120 ألف مشارك من تسع دول مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وأستراليا.

وقالت غراهام: "يمكنك تجربة كليهما في نفس الوقت، وخاصة خلال منتصف العمر، فهي فترة معقدة عاطفياً ... لذلك ربما يشعر الناس بقدر أقل من السعادة بحياتهم في منتصف العمر، لكن هذا لا يعني أنهم يشعرون بالوحدة أيضاً".

يمكن أن تتطور السعادة والشعور بالوحدة على مدى حياة المرء، ويمكن أن تؤثر على أي شخص، في أي مكان، كما قالت الدراسة.

وقالت غراهام: "بشكل عام، يميل الناس إلى أن يكونوا أكثر وحدة، أو يشعرون بالوحدة المستمرة، إذا حصلوا على تعليم أقل، وكان لديهم دخل أقل، وكانت حالتهم الصحية سيئة".

وأضافت: "وهذا يمكن أن يساعدنا على فهم أنه مع دخول الأشخاص في مرحلة البلوغ الأكبر سناً - وعادة ما يصبحون أكثر وحدة في المتوسط ​​على أي حال - فإن الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معينة أو من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة قد يكونون أكثر عرضة للخطر (الوحدة)".