للمرة الثالثة تدخل الهند حقبة رئاسية جديدة، بعد أن حقق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فوزه الثالث في الانتخابات التشريعية الثلاثاء.
وقال مودي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" بشأن ائتلافه: "وضع الشعب ثقته بالتحالف الوطني الديموقراطي للمرة الثالثة على التوالي". وأضاف "إنها واقعة استثنائية في تاريخ الهند".
لا يزال الرجل البالغ من العمر 73 عاماً يُصنف ضمن أكثر القادة شعبية في العالم، هو رئيس الوزراء ناريندرا مودي المولود عام 1950 في ولاية جوجارات الغربية، وهو الثالث من بين ستة أطفال كان والدهم يبيع الشاي في محطة للسكك الحديدية.
شاهد أيضاً: الهند.. حقبة رئاسية جديدة
وفي وقت سابق من اليوم، بدأ فرز الأصوات في الانتخابات الهندية التي بدا فيها رئيس الوزراء الهندوسي القومي الأوفر حظاً، في ظل انقسام المعارضة وتفاقم القلق حيال حقوق الأقليات.
وأظهرت النتائج بعد فرز نحو ربع أصوات المقترعين، حصول حزب مودي "بهاراتيا جاناتا" على ما نسبته 39.3%، وفق اللجنة الانتخابية.
وحقق الحزب وحلفاؤه تقدماً في 281 مقعداً على الأقل، وفق أرقام اللجنة، بينما يحتاج إلى 272 لضمان الغالبية في الغرفة الدنيا للبرلمان.
وأظهرت الاستطلاعات أن مودي (73 عاماً) سيحقق الفوز بعد انتخابات استغرقت ستة أسابيع وصوّت فيها 642 مليون شخص على سبع مراحل في أنحاء الدولة الأكثر سكانا في العالم.
وأعرب مودي نهاية الأسبوع عن ثقته بأن "الشعب الهندي صوّت بأعداد قياسية" لإعادة انتخاب حكومته بعد عقد على وصوله إلى رئاسة الوزراء أول مرّة.
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حقق فوزه الثالث في الانتخابات التشريعية الثلاثاء
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) June 4, 2024
مودي قال على موقع التواصل الاجتماعي إكس بشأن ائتلافه "وضع الشعب ثقته بالتحالف الوطني الديموقراطي للمرة الثالثة على التوالي". واضاف "إنها واقعة استثنائية في تاريخ الهند" pic.twitter.com/uy3XgncJcH
ويعتقد مراقبون أن مساعيه للعب على وتر النزعة القومية الهندوسية المتنامية ستمنحه ولاية ثالثة.
وواجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه الضخمة إذ تضعفهم الخلافات الداخلية إلى جانب القضايا الجنائية، التي يقولون إنها مدفوعة سياسيا والهادفة لتحطيم أي منافسة.
وذكر مركز أبحاث "فريدوم هاوس" الأميركي هذا العام بأن حزب "بهاراتيا جاناتا" استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين".
تحركات الأسواق والأسهم
وبتأثير من حمى الانتخابات وترقب النتائج، انخفضت الأسهم الهندية بحوالي 6% عند إغلاق تعاملات، اليوم الثلاثاء، وذلك تزامناً مع بدء عملية فرز أصوات الناخبين، ورغم توقعات فوز رئيس الوزراء ناريندرا مودي بفترة ولاية ثالثة وحصول حزبه الحاكم على أغلبية في البرلمان.
وأغلق مؤشر نيفتي 50 الجلسة منخفضاً 5.93% عند 21884 نقطة، مسجلاً أسوأ أداء يومي منذ أكثر من أربع سنوات.
وفقدت سوق الأسهم الهندية 386 مليار دولار من قيمتها لتصل إلى 4.73 تريليون دولار، وفقاً للبيانات المتاحة على موقع البورصة.
اقرأ أيضاً: بنك QNB يتوقع نمواً قوياً للاقتصاد الهندي رغم التحديات الهيكلية
وذلك بعدما أظهرت استطلاعات للرأي أجريت نهاية الأسبوع الماضي حصول مودي وتحالفه الحزبي بأغلبية ساحقة في الانتخابات، الأمر الذي دفع مؤشري سوق الأوراق المالية الهندي للوصول إلى مستويات قياسية في أولى جلسات الأسبوع.
إلى ذلك، انخفض كل من Adani Ports وAdani Enterprises ذوا الثقل في السوق بأكثر من 20% خلال جلسة الثلاثاء، في حين انخفض بنك State Bank of India وبنك ICICI بنسبة 17٪ وحوالي 9% على التوالي.
يوم الاثنين، سجل كل من مؤشري Nifty وSensex مستويات قياسية وحققا أفضل مكاسبهما خلال اليوم منذ 1 فبراير/ شباط 2021، حيث ارتفعا بنسبة 3.25% و3.39% على التوالي، بعد أن توقعت استطلاعات الرأي خلال عطلة نهاية الأسبوع أغلبية ساحقة لحزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي.
وتراجع الدولار بنسبة 0.5% يوم الثلاثاء بعد ارتفاعه بنسبة 0.41% يوم الاثنين.
نمو اقتصادي
وفي عهد مودي، شهدت الهند، التي يسكنها 1.4 مليار نسمة، نمواً اقتصادياً قوياً. شهد الاقتصاد الأسرع نموًا في العالم نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.2% في السنة المالية 2024.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد الهند بنسبة 6.8% في عام 2024، و6.5% في عام 2025، مقارنة بتوقعات النمو في الصين البالغة 4.6% في عام 2024، و4.1% في عام 2025.
لكن وفق الخبراء سيتعين على رئيس الوزراء مودي أن يستعرض عضلاته ضد خصوم مثل الصين للنفاذ بشكل أكبر إلى الأسواق العالمية وسيتضمن إرسال إشارات لدعم قدرات التصنيع الدفاعي المحلية.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي