تصاعد "اضطرابات الطيران" يثير لغطاً.. ومختصون لـ CNBC عربية: لا يمكن التنبؤ بها
🔴 المدير التنفيذي لـ Safety Operating System: اضطرابات الطيران تشكل مصدر قلق كبير.. ومن المؤسف أننا نشهد اضطرابات كل عام
- في 2023 قمنا بـ 34 مليون رحلة تجارية بطائرات نفاثة بدون وفيات أو حوادث.. وهذا يمثل سجل سلامة رائع
🔴 رئيسة LARCASE: التغيرات المناخية يمكن أن تسهم في زيادة عدد الاضطرابات الجوية أثناء الطيران.. وحادث الخطوط السنغافورية مثالاً
🔴 خبير سلامة الطيران في غريفيث للطيران: الرحلات الجوية التي تعاني من اضطرابات CAT الشديدة أصبحت أكثر شيوعاً.. ومن الصعب التنبؤ بها
خاص- CNBC عربية- محمد خالد
أدت حلقة جديدة من اضطرابات الطيران في الآونة الأخيرة إلى زيادة المخاوف بشأن تأثير هذه الظاهرة على السلامة والتدابير المتبعة للتنبؤ بتلك الاضطرابات من أجل الحيلولة دون وقوعها.
آخر تلك الوقائع تمثل في الاضطرابات الشديدة على متن طائرة بوينغ 777-300 التابعة للخطوط الجوية السنغافورية، والتي أسفرت عن وفاة أحد الركاب.
والاضطرابات الجوية المقصود بها هنا تلك التي تحدث عندما تواجه الطائرة تيارات رياح قوية بسبب الأوضاع الجوية المتقلبة أو التغيرات في أنماط الرياح (من حيث السرعة والاتجاه) والتيارات الهوائية القوية المعروفة باسم التيارات النفاثة (والتي تتبع نمطاً يشبه الموجة)، يمكن أن تؤدي إلى اهتزازات أو تحركات مفاجئة للطائرة أثناء الطيران.
كما يمكن لعوامل مختلفة أخرى أن تسبب الاضطرابات الجوية، بما في ذلك الاحتكاك بين الهواء والأسطح الأرضية أو التضاريس غير المنتظمة أو أي عائق آخر.
وتعد الحوادث المرتبطة بالاضطرابات الجوية أكثر أنواع الحوادث شيوعًا التي تتعرض لها شركات الطيران التجارية، وفقًا للمجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل. ويغطي هذا شركات الطيران الأميركية الكبرى، بالإضافة إلى طائرات الشحن وشركات النقل الإقليمية.
تحدث الاضطرابات من ذلك النوع بمستويات متفاوتة؛ من خفيفة إلى متوسطة وشديدة.. وفي حالات الاضطرابات الخفيفة إلى المتوسطة (الأكثر شيوعاً) قد يعاني الركاب من إصابات طفيفة (مثل الإجهاد وخلافه)، بينما في الحالات الأكثر خطورة يمكن للاضطرابات "الشديدة" أن تدفع الركاب نحو المقصورة، وبما يؤدي لإصابات قد تصل حد الموت.
أبرز الأسباب
في حديث خاص مع CNBC عربية، يقول الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Safety Operating Systems ، الطيار جون كوكس، إن هناك عديداً من العوامل التي يُمكن أن تتسبب في اضطرابات الطيران، مستشهداً في السياق نفسه بالاضطرابات التي وقعت في الآونة الأخيرة وتسببت في مجموعة من الإصابات.
وفيما يشير إلى أنه "من المؤسف أننا نشهد اضطرابات كل عام على ذلك النحو"، فإنه يقول في الوقت نفسه: "من الضروري أن ندرك أن الطيارين لا يمكنهم دائماً رؤية الاضطرابات وقد لا يدركون وجودها".
وبالتالي فإن الإجراء الأكثر أهمية الذي يمكن للراكب اتخاذه هو إبقاء حزام الأمان مشدوداً بشكل فضفاض طوال الوقت الذي يقضيه في مقعده "أفعل ذلك وكل متخصص في سلامة الطيران يفعل ذلك أيضاً.. نحن نرتدي أحزمة الأمان طوال الوقت في السيارات، فلماذا لا نفعل ذلك في الطائرات؟".
وتتعدد أسباب الاضطرابات، بما في ذلك الأحداث التي تكون فيها الطائرات أقرب إلى بعضها البعض مما هو مسموح به "وهذا بالطبع مصدر قلق كبير"، وفق كوكس، الذي يشير إلى أن "جميع الأحداث قيد التحقيق ويتم التوصل إلى الأسباب (أسباب كل حادث على حدة) والعوامل المساهمة ومعالجتها".
لكنه على الجانب الآخر لا يرى ما يدعو للذعر، قائلاً في معرض حديثه: "دعونا نتذكر أنه في العام الماضي 2023 قمنا بـ 34 مليون رحلة تجارية بطائرات نفاثة بدون وفيات أو حوادث.. وهذا لا شك سجل سلامة رائع".
منحنى هابط
يشار في هذا السياق إلى أنه وفقاً لمجلة صناعة الطيران FlightGlobal، لم يكن هناك سوى ستة حوادث طيران تجارية "مميتة" مسجلة في جميع أنحاء العالم في العام 2023، مما أدى إلى وفاة 115 شخصا - وهو أقل عدد على الإطلاق.
وفي مجمل العام، كان هناك 3047 حادثاً تعرضت لها الطائرات التجارية، بحسب بيانات مكتب سلامة النقل الاسترالي، منها 236 حادث نجم عن اضطرابات الطقس والمناخ.
كما تؤكد بيانات المجلس الوطني لسلامة النقل الأميركي، المنحنى الهابط لحوادث السلام في الطيران، إذ انخفض معدل الحوادث (التي تنطوي على إصابة أو وفاة أحد الركاب أو أضرار جسيمة للطائرة) من 0.141 لكل 100 ألف ساعة طيران إلى 0.112 في 2022. وهو العام الذي سجل 20 حادثاً، مقارنة بـ 27 حادثاً "كبيراً" في العام 2008 يشمل شركات طيران أميركية كبرى.
ووفق بيانات المجلس ذاته، فإن الفترة من 2009 حتى 2023 شهدت تسجيل 185 "إصابة خطيرة" في 162 رحلة جوية عالمية.
وبحسب دراسة أجراها المجلس نُشرت في العام 2021، كانت "الاضطرابات" مسؤولة عن أكثر من ثلث الحوادث المبلغ عنها بين العامين المذكورين.
🔴 اقرأ أيضاً: ما هو أفضل مطار في العالم؟
وتعمل صناعة الطيران باستمرار على تحسين السلامة، وتستمر في القيام بذلك من أجل تطوير الأدوات التي يمكن من خلالها تعزيز سلامة كل من على متن الطائرات.
وفيما لا يُمكن التنبؤ بشكل دقيق بالاضطرابات وتأثيراتها على الطائرات، فإن ثمة مناطق تتزايد فيها احتمالات التعرض لاضطرابات الطيران بالنظر إلى طبيعة الجغرافيا والطقس.
"من منظور الطقس، فإن المناطق ذات الجبال العالية أكثر عرضة لأحداث الاضطرابات"، وفق كوكس، الذي يشدد على أن التأثير الأكبر للاضطرابات يكون في المواقع التي توجد بها مراكز رئيسية للسفر الجوي.
ويستطرد: "على سبيل المثال، إذا أثر الطقس على العمليات في لندن أو نيويورك أو دبي أو طوكيو أو بكين، فإن المزيد من الرحلات تتأثر وبالتالي يكون الاضطراب أكبر".
وعن موقع الشرق الأوسط على خارطة "التقلبات" أو الاضطرابات التي يُمكن التنبؤ بها جزئياً، يعتقد مستشار سلامة الطيران، بأن "الشرق الأوسط بشكل عام يتمتع بطقس جيد نسبياً، وعدد محدود من المطارات الرئيسية الكبرى، لذا فإن تأثيرات الطقس لا تؤثر على عديد من الرحلات الجوية"، على حد وصفه.
تغير المناخ
وفيما يتعلق بعوامل الطقس والمناخ، وبينما أصابع الاتهام عادة ما تشير في الآونة الأخيرة إلى "تغير المناخ" باعتباره من بين أخطر العوامل التي تهدد قطاع الطيران عموماً، يقول الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Safety Operating Systems: "هناك دراسات تُظهر وجود علاقة بين تغير المناخ وأحداث الاضطرابات.. وهذا بحث مستمر.. لكن ثمة بعض المجموعات التي تدحض صحة هذا البحث.. ويبدو أن هناك عدداً أكبر من العلماء الذين يقبلون أن تغير المناخ هو جزء من سبب زيادة أحداث الاضطرابات مقارنة بمعارضيه".
وفي المقابل، فإن روكساندرا ميهايلا، وهي رئيس مختبر الأبحاث في عناصر التحكم النشطة وإلكترونيات الطيران والمرونة الجوية LARCASE، تميل إلى اعتبار أن التغيرات المناخية يُمكن أن تتسبب في زيادة عدد الاضطرابات الجوية أثناء الطيران.
🔴 اقرأ أيضاً: تغير المناخ المتهم الرئيسي وراء زيادة حوادث الطيران
وتستدل على ذلك في تصريحات خاصة لـ CNBC عربية بالاضطرابات التي تعرضت لها رحلة الخطوط الجوية السنغافورية، مردفة: "يحتاج الناس إلى ربط الحزام طوال الوقت أثناء الطيران حيث قد تحدث اضطرابات أو اضطرابات الهواء النقي.
وواجهت طائرة تابعة للخطوط الجوية السنغافورية اضطرابات شديدة في طريقها من لندن إلى سنغافورة أواخر الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة عدد آخر .
واضطرت الرحلة إلى الهبوط في تايلاند. وأظهر التحقيق الأولي أن الطائرة سقطت على ارتفاع 54 مترا (178 قدما) في أقل من خمس ثوان.
واستخدم الطيارون أدوات التحكم في محاولة لتحقيق الاستقرار في الطائرة بينما كانت قوى الجاذبية تتقلب، وفقًا لتقرير التحقيق، الذي أشار أيضًا إلى تشغيل إشارات ربط حزام الأمان مع وقوع الحادث.
وتتفق مع كوكس في الإشارة إلى أن مثل تلك النوعية من الاضطرابات "من الصعوبة بمكان التنبؤ بها بسرعة كبيرة مسبقاً".
وتتعدد أوجه "الاضطرابات" في قطاع الطيران، وهو ما تشير إليه المحاضرة في تقنيات نمذجة ومحاكاة الطائرات بجامعة كيبك الكندية، بما في ذلك الاضطرابات المرتبطة بالتصنيع والمطارات، لافتة على سبيل المثال إلى المشاكل المرتبطة بالشركات، ومنها شركة بوينغ الأميركية على سبيل المثال.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً؟
ومع تأكيدات المختصين في سلامة الطيران على صعوبة التنبؤ بشكل دقيق باضطرابات الطيران، فإن ثمة آمالاً يعززها التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يلعب دوراً بشكل أو بآخر في التنبؤ باضطرابات الطيران من خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات الجوية والرحلات الجوية في الوقت الفعلي.
باستخدام تقنيات التعلم الآلي، يمكن للنماذج التنبؤية استيعاب بيانات متعددة مثل الطقس، والتغيرات في الضغط الجوي، ومسارات الرحلات السابقة، والتفاعل بين هذه العوامل، لتحديد أنماط يمكن أن تشير إلى اضطرابات محتملة. هذه القدرة على التحليل الفوري والدقيق تسمح لشركات الطيران والمراقبة الجوية باتخاذ تدابير استباقية لتحسين سلامة الركاب وراحة الطيران.
لكن رئيس مختبر الأبحاث في عناصر التحكم النشطة وإلكترونيات الطيران والمرونة الجوية LARCASE، تقول لـ CNBC عربية: لا استطيع أن أقول على وجه التحديد إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب مثل هذا الدور.. إذا كنا نشير إلى هذا النوع من التطبيقات والبرامج، يتعين التحقق من صحة جميع نتائجها تجريبياً من خلال اختبار الطيران في نهاية تصميم الطائرة.
وتضيف ميهايلا: "من المهم أيضاً أن نفهم أنه عندما نتحدث عن طائرة، يجب أخذ محركها في الاعتبار أيضاً.. بالتالي، في بعض الأحيان توجد أيضًا مشاكل مرتبطة بالمحرك - ويجب اختبارها كذلك"
على الجانب الآخر، فإن المتفائلين بقدرات الـ AI في هذا المجال، يعتقدون بأنه يمكنه أيضاً تعزيز فعالية نظم إدارة الحركة الجوية من خلال توفير توقعات دقيقة تساعد على تحسين تخطيط مسارات الطيران وتجنب المناطق التي قد تشهد اضطرابات شديدة. يمكن لهذه التوقعات تحسين كفاءة استهلاك الوقود وتقليل التأخيرات الناجمة عن الاضطرابات الجوية، مما ينعكس إيجابياً على الأداء التشغيلي لشركات الطيران وتقليل التكلفة الاقتصادية المرتبطة بالاضطرابات الجوية.
🔴 اقرأ أيضاً: مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان في حادث تحطم هليكوبتر
أما الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Safety Operating Systems ، الطيار جون كوكس، فيقول: لا توجد أية تقنية يمكنها رصد الاضطرابات في الوقت الفعلي، موضحاً أن هناك مشاريع بحثية جارية قد توفر مثل هذه التحذيرات في الوقت الفعلي، لكن التكنولوجيا لم تنضج بعد للتطبيق على نطاق واسع.
ويستطرد مستشار سلامة الطيران: "نأمل أن تكون هذه التكنولوجيا متاحة قريباً، حيث ستقلل بالتأكيد من عدد الإصابات الناجمة عن الاضطرابات"، مؤكداً في الوقت نفسه على أنه "في حين تحسنت التنبؤات بالاضطرابات على مر السنين، إلا أنها ليست علمًا دقيقًا وتحدث أحداث غير متوقعة، مثل رحلة الخطوط الجوية السنغافورية".
غير قابل للتنبؤ
وبشكل عام، لا تزال كيفية حدوث الاضطراب وسبب حدوثه غامضة إلى حدٍ ما، لا سيما مع حساسية الطائرات أمام التغيرات أو عوامل مختلفة مثل سلسلة جبال أو المباني الشاهقة التي تجبر الهواء على التحرك حولها، أو تغير في درجة الحرارة يؤثر على حركة الهواء. وهذا ما يجعل الاضطراب غير قابل للتنبؤ به إلى حد كبير، لكنه على الأرجح لن يتسبب في سقوط الطائرة أو تحطمها.
وتُعرِّف إدارة الطيران الفدرالية الاضطراب بأنه "حركة الهواء الناتجة عن الضغط الجوي أو التيارات النفاثة أو الهواء حول الجبال أو الجبهات الجوية الباردة أو الدافئة أو العواصف الرعدية.
وتؤدي الاضطرابات في الهواء إلى هز طائرتك قليلًا، تمامًا كما تهز الاضطرابات في الماء القارب.
جويدو جونيور، وهو خبير سلامة الطيران- محاضر أول في غريفيث للطيران، يقول في حديث خاص مع CNBC عربية: "لا نعتقد بأن هناك عاملًا معينًا يسبب كل هذه الحوادث المتعلقة بالاضطرابات؛ فقد أظهرت الأبحاث أن الأحداث الجوية أصبحت أقوى بسبب تغير المناخ. وقد أبرزت الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الحدثان البارزان (في إشارة إلى حادث رحلة الخطوط الجوية القطرية وحادث الخطوط الجوية السنغافورية)، أن الاضطرابات الشديدة لا تسبقها اضطرابات طفيفة.
ويشار إلى أن مطار دبلن، كان قد أعلن الشهر الماضي، عن إصابة 12 شخصا كانوا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية متجهة من الدوحة إلى إيرلندا، بسبب موجة من الاضطرابات الجوية، مضيفا أن الطائرة هبطت بسلام كما كان مقرراً.
ويبدو في كلا الحدثين أن الطائرة تعرضت لتدفق هواء تصاعدي قوي تبعه تيار هابط. هذه التغيرات الفورية تقريباً في اتجاه الرياح تسببت في اضطرابات قوية. وقد أظهر التقرير الأولي لمكتب التحقيق في سلامة النقل في سنغافورة أن التغيير في الارتفاع حدث في 4.6 ثوانٍ، مما أدى إلى تغيير مفاجئ وكبير في قوة الجاذبية.
في السياق، يجيب جويدو عن سؤال بشأن المناطق الأكثر عرضة لتعرض الطائرات فيها لاضطرابات جوية، قائلاً: "لست متأكداً مما إذا كانت لدينا بيانات كافية لنقول إن بعض البلدان أكثر عرضة لأحداث الاضطرابات الشديدة.. ما نعرفه هو أن بعض الطرق قد تكون أكثر عرضة للاضطرابات الشديدة بسبب موقعها في جميع أنحاء العالم".
بالقرب من خط الاستواء، نجد عادة مناطق تعرف بـ ITCZ، وهي مناطق معروفة بسحب العواصف القوية والضغط الجوي المنخفض.
على سبيل المثال، شهدت رحلة الخطوط الجوية الفرنسية التي تحطمت قبالة الساحل البرازيلي درجة حرارة منخفضة بشكل غير عادي مما أدى إلى تجميد بعض أجهزة استشعار الطائرات التي توفر معلومات السرعة.
وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، يضيف: "بقدر علمي، كانت الفيضانات الأخيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط غير عادية تماماً وربما تكون ناجمة عن عواصف قوية، والتي إذا حلقت عبرها، فقد تتسبب في اضطرابات شديدة.. وباعتبارها منطقة معروفة بدرجات الحرارة المرتفعة، فقد تؤثر على استقرار الغلاف الجوي فوقها، مما قد يخلق الظروف المناسبة للاضطرابات القوية".
هل فشلت تقنيات التنبؤ؟
وعادة ما تثار تساؤلات حول طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه أدوات المراقبة التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي في التنبؤ بهذه الاضطرابات، وما إذا كان وقوع الاضطرابات على ذلك النحو يشير الارتفاع الأخير إلى فشل هذه التقنيات؟
يعتقد خبير سلامة الطيران، بأنه "حتى وقت قريب، كان مصنعو إلكترونيات الطيران ينفقون الكثير من الطاقة والموارد في محاولة لتحسين أنظمة الرادار على متن الطائرة للتنبؤ باضطرابات الهواء الصافي (CAT) والاضطرابات بشكل عام.. إذا كانت هناك سحابة عاصفة قوية أمام الطائرة، فهناك فرصة لتجربة اضطرابات شديدة، وفي النهاية، تساقط البرد، ويمكننا تغيير المسار لتجنب ذلك".
ومع ذلك، من الصعب التنبؤ باضطرابات CAT وتصورها من خلال الرادار لأنه لا يوجد ماء مرئي، وهو ما يكتشفه الرادار بشكل أساسي.
🔴 اقرأ أيضاً: مقتل شخص إثر تعرض طائرة الخطوط الجوية السنغافورية لـ "مطبات هوائية شديدة"
وتهدف المشاريع الأخيرة من المنظمات الدولية إلى جمع البيانات من خلال أجهزة iPad الموجودة على متن الطائرة وإرسالها إلى خادم يوفر خريطة للمناطق التي شهدت فيها الطائرات اضطرابات. ويصنفون هذه المناطق على أنها اضطرابات طفيفة أو خفيفة أو شديدة. ويعتقد جويدو بأن هناك بعض أدوات التعلم الآلي التي تساعد في التنبؤ وتحديد المناطق.
وفي الشق المرتبط بتأثيرات تغير المناخ على المعدلات المحتملة للاضطرابات، يقول: تُظهر الأبحاث أن الحوادث التي تنطوي على اضطرابات شديدة آخذة في الارتفاع. وتشير إحدى الدراسات إلى أن هذا يرجع إلى تغير المناخ. سواء كان الأمر كذلك بالفعل أم لا، فمن الصعب التأكيد "ومع ذلك، شخصيًا، أستطيع أن أرى نقطة هنا.. بالتحدث إلى الزملاء والطلاب السابقين الذين هم طيارون نشطون، فإن عدد الرحلات الجوية التي تعاني من اضطرابات CAT الشديدة أصبحت أكثر شيوعاً".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي