استطلاع جديد: بايدن يقلص الفارق مع ترامب في التعامل مع الاقتصاد الأميركي

فقد المرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب بعض تفوقه على المرشح المنافس جو بايدن فيما يتعلق بالاقتصاد في استطلاع شهري للناخبين الأميركيين، وهي واحدة من أولى العلامات على أن أشهر من البيانات الاقتصادية القوية قد تعزز أخيراً احتمالات إعادة انتخاب الرئيس الحالي خلال الاقتراع الذي سيجري في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

كان ترامب متقدماً بين الناخبين المسجلين الذين سُئلوا عن أي من المرشحين الذين يثقون به أكثر للتعامل مع الاقتصاد بأربع نقاط فقط في يونيو/ حزيران، بانخفاض عن تقدمه بـ 11 نقطة في فبراير/ شباط، وفقاً لأحدث استطلاع أجرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، وكلية روس للأعمال بجامعة ميشيغان الأميركية.

أبرز نتائج الاستطلاع

أجرت الجهتان الاستطلاع في الفترة من 30 مايو/ أيار إلى 3 يونيو/ حزيران - مباشرة بعد إدانة ترامب الجنائية في نيويورك بشأن دفع "أموال الصمت" للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز - ووُجد أن 41% من الناخبين المسجلين في جميع أنحاء البلاد قالوا إنهم يثقون في ترامب، مقارنة بـ 37% وضعوا ثقتهم في بايدن. وقال 17% إنهم لا يثقون بأي منهما، بحسب فايننشال تايمز.

على الرغم من تحسن بايدن بمقدار سبع نقاط منذ فبراير/ شباط، إلا أن الاستطلاع لا يزال يظهر بعض المشاعر القاتمة تجاه مرشح الحزب الديمقراطي، الذي عانى باستمرار من انخفاض معدلات الموافقة على إدارته للاقتصاد - والتي يقول الناخبون إنها أهم قضاياهم مع اقتراب عقد الانتخابات.

اقرأ أيضاً: وزير الخزانة الأميركية السابق يحذر من تداعيات اقتصادية حال عودة ترامب لحكم أميركا

وتأتي نتائج الاستطلاع على الرغم من استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي، حيث ساعد الإنفاق الاستهلاكي القوي وانخفاض البطالة على دفع الناتج المحلي الإجمالي ودفع أسواق الأسهم إلى مستويات قياسية.

لكن استطلاع FT-Michigan Ross استمر في الكشف عن المخاوف بشأن تكاليف الإسكان والغذاء، بين سلع أخرى، حيث أشار نحو 80% من المشاركين إلى التضخم باعتباره بين أكبر ثلاثة مصادر للضغوط المالية. ومن المتوقع أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض الأمريكية المرتفعة دون تغيير في اجتماعه يوم الأربعاء في إطار جهوده المستمرة لترويض الأسعار.

الاقتصاد أهم الملفات

تحسن أرقام بايدن يأتي مع بقاء خمسة أشهر قبل يوم الانتخابات، مع تكثيف الرئيس الحالي هجماته على سلفه. واستغل بايدن يوم الجمعة 7 يونيو/ حزيران خطاباً بمناسبة ذكرى "إنزال النورماندي في فرنسا" لدعوة الناخبين الأميركيين للدفاع عن الحقوق الديمقراطية التي قال إنها معرضة للتهديد من ترامب.

ومن المقرر أن يتواجه الرجلان في مناظرة متلفزة مباشرة في وقت لاحق من هذا الشهر في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا.

وقال إريك غوردون من كلية روس للأعمال: "يجب أن تشعر حملة ترامب بالقلق بشأن تقلص تقدمه فيما يتعلق بمن يثق به الناخبون في الاقتصاد لأن الاقتصاد هو القضية الأكبر للناخبين".

وأضاف غوردون: "الناخبون مهتمون بالاقتصاد أكثر من اهتمامهم بالقضايا الانتخابية الأخرى مثل الهجرة والسياسة الخارجية". "للفوز في الانتخابات، عليك إقناع الناخبين بأنك ستقوم بأفضل عمل فيما يتعلق بالاقتصاد".

وأظهر الاستطلاع الأخير أن بايدن يتمتع بميزة خاصة لدى الناخبين الأكبر سناً، في حين يفضل البالغون الأصغر سناً ترامب في الإدارة الاقتصادية. ومن بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و54 عاماً، يتمتع ترامب بفارق 10 نقاط في تعامله مع الاقتصاد. ويتقدم بايدن على ترامب بفارق نقطة واحدة بين الناخبين الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً.

كما تم الكشف عن أفضلية بايدن لدى الناخبين الأكبر سناً من خلال سؤال جديد في الاستطلاع، حيث سُئل عن المرشح الذي يثق به الناس أكثر لخفض تكاليف الرعاية الصحية، بما في ذلك أسعار الأدوية وأقساط التأمين. وتفوق بايدن على ترامب، حيث قال 41% من الناخبين إنهم يثقون به مقابل 39% اختاروا منافسه الجمهوري. ومن بين الأميركيين الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، كان بايدن متقدماً عن ترامب بسبع نقاط.

اقرأ أيضاً: ترامب يتعهد بالترويج للعملات المشفرة والبتكوين

كثيراً ما استشهدت حملة بايدن بجهود إدارته لوضع حد لسعر الأنسولين عند 35 دولاراً شهرياً لكبار السن الذين يحصلون على تأمينهم الصحي من خلال برنامج Medicare، وهو المخصص الفدرالي للأميركيين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.

ومع ذلك، كشف الاستطلاع الجديد عن استمرار نقاط الضعف لدى الرئيس، الذي ظلت معدلات قبوله الاقتصادي منخفضة وسط استمرار الإحباط العام من ارتفاع الأسعار والتضخم.

قال واحد فقط من كل خمسة ناخبين أميركيين هذا الشهر إنهم أصبحوا أفضل مالياً منذ أن أصبح بايدن رئيساً، بينما قال ما يزيد قليلاً عن النصف إنهم أصبحوا أسوأ حالاً.