فرنسا تجري الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية.. وحزب التجمع الوطني يتقدم

نشر
آخر تحديث
AFP/فرنسا، البرلمان الفرنسي، ماكرون، اليمين المتطرف

استمع للمقال
Play

أدلى الناخبون الفرنسيون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات برلمانية مبكرة اليوم الأحد الثلاثين من يونيو حزيران، والتي قد تسفر نتائجها عن تشكيل أول حكومة يمينة متطرفة منذ الحرب العالمية الثانية.

وستحتاج معظم الدوائر الانتخابية إلى جولة ثانية تضم جميع المرشحين الذين حصلوا على أصوات ما لا يقل عن 12.5% ​​من الناخبين المسجلين في الجولة الأولى. ويفوز من يحصل على أعلى عدد من الأصوات.

وقد يجعل النظام الانتخابي من الصعب تقدير التوزيع الدقيق للمقاعد في الجمعية الوطنية المؤلفة من 577 مقعداً، ولن تُعرف النتيجة النهائية حتى نهاية التصويت في السابع من يوليو تموز.

وكان الرئيس إيمانويل ماكرون فاجأ البلاد عندما دعا إلى انتخابات مبكرة بعد تفوق حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان ائتلاف تيار الوسط المنتمي إليه ماكرون في الانتخابات الأوروبية هذا الشهر.

اقرأ أيضاً: فرنسا تحت وطأة "مقامرة" ماكرون الانتخابية واقتصاد على حافة الخطر

وظل حزب مارين لوبان المتشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة منبوذاً لفترة طويلة، لكنه الآن أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى، وقالت لوبان في مقابلة صحفية يوم الأربعاء الماضي: سنفوز بالأغلبية المطلقة. كما توقعت أن يصبح تلميذها جوردان بارديلا 28 عاماً رئيساً للوزراء.               

وإذا فاز حزب التجمع الوطني بالأغلبية المطلقة فقد تشهد الدبلوماسية الفرنسية فترة غير مسبوقة من الاضطراب مع تنافس ماكرون، الذي قال إنه سيواصل رئاسته حتى نهاية فترة ولايته في عام 2027، وبارديلا على الحق في التحدث باسم فرنسا.

تقدم حزب التجمع الوطني في النتائج الأولية

أظهرت استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع فوز حزب التجمع الوطني بالجولة الأولى من الانتخابات، لكن النتيجة النهائية لم تحسم قبل جولة الإعادة المقررة الأسبوع المقبل.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات إبسوس وإيفوب وأوبينيون واي وإيلاب حصول حزب التجمع الوطني على نحو 34% من الأصوات، مقابل حصول تحالف الجبهة الشعبية الجديدة، وهو تحالف يساري جرى تشكيله على عجل، على 29% من الأصوات، وحصول تحالف (معاً) الذي ينتمي إليه ماكرون على نسبة تتراوح بين 20.5 و23%.

وأظهر استطلاع إيلاب فوز حزب التجمع الوطني بأغلبية مطلقة عددها 289 مقعداً في جولة الإعادة، لكن خبراء قالوا لرويترز، إن توقعات الفوز بالمقاعد بعد الجولة الأولى قد يكون معظمها غير دقيق، ولا سيما في هذه الانتخابات.

مساومات سياسية

ستعتمد فرص فوز حزب التجمع الوطني بالانتخابات الأسبوع المقبل على المساومات السياسية التي سيعقدها منافسوه خلال الأيام المقبلة.

وبدأت المساومات السياسية مساء الأحد مباشرة عقب الانتخابات.

ودعا ماكرون، في بيان مكتوب للصحافة، الناخبين إلى مساندة المرشحين "الجمهوريين والديمقراطيين"، بحسب رويترز.

ومن جانبه، قال رئيس وزراء فرنسا، جابرييل أتال، الأحد، إن حزب التجمع  الوطني يجب ألا يحصل على أي صوت في الجولة الثانية من الانتخابات.

وقال زعيم حزب فرنسا الأبية، جان لوك ميلونشون، إن تحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي جاء ثانياً في الانتخابات سوف يسحب جميع مرشحيه الذين جاءوا في المركز الثالث في الجولة الأولى.

وأضاف ميلونشون: "مبادئنا بسيطة وواضحة: لن يذهب صوت واحد آخر لحزب التجمع الوطني".

بارديلا يبدي استعداده ليصبح رئيساً للوزراء.. ولوبان: قضينا على معسكر ماكرون

قالت مارين لوبان، الأحد، إن معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون "قُضي عليه تقريباً" خلال الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، بعد تقدم حزبها في هذه الجولة، بحسب وكالة رويترز.

ومن جانبه، أبدى غوردان بارديلا، استعداده لتولي منصب رئيس الوزراء إذا فاز حزب التجمع الوطني الذي ينتمي إليه بأغلبية مطلقة بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المقررة الأسبوع المقبل.

وقال بارديلا: "سأكون رئيس وزراء 'يؤمن بالتعايش'، أحترم الدستور ومنصب رئيس الجمهورية، لكن لن أتنازل عن السياسات التي سننفذها".

نسبة إقبال أعلى

أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسستا إبسوس وإلاب للتلفزيون الفرنسي أن نسبة المشاركة النهائية في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية تراوحت بين 67.5% و69.5%.

التقديرات تشير إلى أن إقبال الناخبين الفرنسيين في الجولة الأولى من الانتخابات هو الأعلى منذ عام 1986، وفق ما قاله مدير الأبحاث لدى إبسوس فرنسا، ماتيو جالارد.

كانت نسبة الإقبال على التصويت في الساعات الأولى من الانتخابات في أنحاء فرنسا سجلت مستوى أعلى مما كانت عليه في الانتخابات البرلمانية لعام 2022، ووصلت إلى 25.9% من الناخبين بحلول منتصف النهار مقابل 18.43% في الفترة نفسها قبل عامين، بحسب ما ذكرته وزارة الداخلية.

وعلى مدار العقود السابقة، كلما تزايد التأييد لليمين المتطرف، يتحد الناخبون والأحزاب من الأطياف الأخرى إذا ما رأوا أنه يقترب من تولي السلطة في البلاد. لكن ربما لا يحدث ذلك خلال الانتخابات الحالية.

ثلاث فترات سابقة من "التعايش" بين الأطراف المعارضة

شهدت فرنسا ثلاث فترات من "التعايش" عندما كان الرئيس والحكومة من معسكرين سياسيين متعارضين في عصر ما بعد الحرب. لكن لم تشهد أي منها أطرافاً متنافسة على إدارة الدولة تتبنى وجهات نظر متباينة جذرياً بهذا الشكل حيال قضايا عالمية.

وأشار جوردان بارديلا بالفعل إلى أنه سيتحدى ماكرون فيما يتعلق بالقضايا العالمية، ومن الممكن أن تتحول فرنسا من كونها واحدة من ركائز الاتحاد الأوروبي إلى شوكة في خاصرته وتطالب بخفض مساهمتها في موازنة التكتل وتتصادم مع بروكسل بشأن وظائف المفوضية الأوروبية.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الاوروبي ينتقد ديون فرنسا المرتفعة في ذروة حملة انتخابية

ومن شأن تحقيق حزب التجمع الوطني الانتصار الصريح أن يؤدي إلى حالة من الضبابية حيال موقف فرنسا من الحرب الروسية الأوكرانية. إذ لدى لوبان تاريخ من الآراء المؤيدة لروسيا، وبينما يقول الحزب الآن إنه سيساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد "الغزاة الروس"، فقد وضع أيضا خطوطاً حمراء مثل رفض تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى.

كيف بدت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات؟

أشارت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات إلى تقدم حزب التجمع الوطني بفارق مريح يبلغ 33% إلى 36% من الأصوات على تحالف الجبهة الشعبية الجديدة المنتمي لليسار والذي يحل في المركز الثاني متمتعا بتأييد 28% إلى 31% من الناخبين.

أما تحالف ماكرون المنتمي لتيار الوسط فيحل ثالثاً بتأييد 20% إلى 23% من الناخبين.

وتضم الجبهة الشعبية الجديدة مجموعة واسعة من الأحزاب من يسار الوسط المعتدل إلى اليسار المتشدد. ومنها الحزب المشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض لحلف شمال الأطلسي، وحزب فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلونشون، أحد أشد معارضي ماكرون.

ويمكن انتخاب المرشحين في الجولة الأولى إذا فازوا بالأغلبية المطلقة من الأصوات في دائرتهم الانتخابية، لكن هذا أمر نادر.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة