فاز المرشح المعتدل مسعود بزشيكان بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الإيرانية، وذلك على حساب منافسه سعيد جليلي، في انتخابات شهدت نسبة إقبال ضعيفة. ويأتي فوز بزشيكان بصورة غير متوقعة ووسط سخط اجتماعي وحرب إقليمية ومصاعب اقتصادية.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات حوالي 50%، حصل فيها بزشيكان على 16.3 مليون صوت. أما منافسه جليلي فقد حصل على 13.5 مليون صوت.
وتمكن بزشيكان من هزيمة العديد من المرشحين الآخرين، جميعهم من المحافظين بشدة. وكان قد تم وصفه من قبل العديد من المحللين على أنه مرشح من الدرجة الثانية.
وشغل بزشيكان -69 عاماً- من قبل منصب وزير الصحة تحت قيادة الرئيس الإيراني الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي والذي أيد بزشيكان رفقة عدد من السياسيين الإصلاحيين الآخرين.
كما كان الرئيس الإيراني الجديد عضواً في البرلمان منذ عام 2008، وعضو في مجلس الشورى الإسلامي، ونائب رئيس البرلمان.
ويرغب بزشيكان في تخفيف القيود الاجتماعية مثل المفروضة على الحجاب وتحسين العلاقات مع الغرب ومن بينها استئناف المحادثات النووية مع القوى العالمية.
وسيتولى الرئيس الإيراني الجديد رئاسة حكومة الجمهورية الإسلامية، في وقت تعاني فيه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 88 مليون نسمة من اقتصاد متهالك وحملات قمع قياسية تستهدف المعارضة وعقوبات غربية ثقيلة.
هل ينجح بزشيكان في إجراء تغييرات جذرية كبيرة؟
سيتعين على الرئيس الإيراني الجديد التعامل مع أي فائز في الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني. ويزيد ذلك من المخاطر بالنسبة لطهران وواشنطن والشرق الأوسط بشكل عام، إذ تقترب طهران بشكل أكبر من أي وقت مضى من القدرة على إنتاج قنبلة نووية.
وعلى صعيد القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والحرب، يتمتع الرئيس الإيراني ببعض النفوذ. لكن تظل السلطة والنفوذ الحاسم في البلاد في يد المرشد الأعلى والمؤسسات غير المنتخبة مثل الحرس الثوري.
وفي هذا السياق، يقول زميل أول غير مقيم في مركز السياسة الدولية سينا الطوسي لـCNBC إنه في حين أن الانتخابات قد تؤدي إلى تحولات على مستوى الأولويات، وتكتيكات إيران الداخلية والخارجية، فمن غير المرجح حدوث تغيير جوهرية في الوضع الراهن.
وأضاف: المبادئ الأساسية التي تحرك القرارات الاستراتيجية لإيران بشكل خاص فيما يتعلق بواشنطن وإسرائيل متجذرة بقوة في الإطار الأوسع نطاقاً بالمرشد الأعلى والهيئات المؤثرة مثل الحرس الثوري.
وعلى الرغم من ذلك، يرى الطوسي أن انتصار بزشيكان قد يفتح المجال أمام ارتباطات دبلوماسية متجددة وسياسات داخلية أكثر تقدمية قليلاً.
لكن مع ذلك فهو يرى أنه حتى مع وجود رئيس إصلاحي فإن حجم التغيير سيكون محدداً بهيكل السلطة الشامل، والضرورات الاستراتيجية التي تحدد المشهد السياسي في إيران.
اقرأ أيضاً: انتخابات الرئاسة الإيرانية... سياسة جوهرها الاقتصاد
ما وضع الاقتصاد الإيراني؟
أضرت إعادة فرض العقوبات الأميركية في 2018 الصادرات النفطية والإيرادات الحكومية، ليصل التضخم السنوي بالقرب من 40%.
وتوقع البنك الدولي نمو الاقتصاد بمستويات أقل من 3.2% في السنوات الثلاث المقبلة، أما القوة الشرائية فواصلت انكماشها، وتراجعت قيمة الريال الإيراني بأكثر من النصف في التداول الحر.
وتبلغ العملة الإيرانية حالياً 600 ألف ريال لكل دولار، أما معدل البطالة فعند 7.6% مقابل 9.6% عند تولي الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي السلطة، وفقاً لبيانات البنك الدولي.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي