صناعة عصير البرتقال أمام خطر الانقراض!

نشرالاثنين، 8 يوليو 2024 | 3:16 مساءً
آخر تحديث الاثنين، 8 يوليو 2024 | 3:16 مساءً

استمع للمقال
Play

صناعة عصير البرتقال تترنح. والمشروب الأكثر طلباً في العالم يتعرّض لخطر الانقراض بسبب الأمراض، وسوء الأحوال الجوية الذي يدمر المحاصيل.

مؤخراً، ارتفعت أسعار وجبة الإفطار إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، متأثرة بعاصفة كاملة من الطقس القاسي الذي يغذيه المناخ، وقيود العرض المستمرة ومرض الحمضيات المعروف باسم الإخضرار.

وتسارع ارتفاع الأسعار بشكل حاد في أواخر الشهر الماضي، بعد أن حذر مركز الأبحاث Fundecitrus من أن البرازيل، أكبر منتج ومصدر لعصير البرتقال في العالم، من المرجح أن تكون في طريقها لتسجيل أحد أسوأ محصول البرتقال منذ أكثر من ثلاثة عقود.

شاهد أيضاً: أسعار عصير البرتقال تصل إلى أعلى مستوياتها.. هل يجب النظر إلى فواكه بديلة؟

إذاً، صناعة عصير البرتقال العالمية تمر بأزمة. اختفت صناعة فلوريدا تقريباً، فيما تعاني البساتين البرازيلية من الأمراض وارتفاع التكاليف وظروف النمو غير المواتية، ما ترك إمدادات عصير البرتقال العالمية في أدنى مستوياتها منذ عقود

حتى أن الأزمة دفعت بعض مصنعي عصير البرتقال إلى استكشاف ما إذا كان من الممكن استخدام الفواكه البديلة، مثل اليوسفي والتفاح والكمثرى، لتخفيف المشروب.

وقال كيس كولز، رئيس الاتحاد الدولي لعصير الفواكه والخضروات IFU، لشبكة CNBC عبر البريد الإلكتروني: "مع عدم وجود حل قصير المدى في الأفق وخطر تفاقم حالات المرض، لا يزال الوضع حرجاً".

أغلقت العقود الآجلة لعصير البرتقال المركز المجمد، المتداولة في بورصة إنتركونتيننتال في نيويورك، عند 4.29 دولار للرطل الواحد يوم الاثنين، أي ما يقرب من ضعف السعر المسجل قبل عام.

قلص العقد القياسي مكاسبه في الأسابيع الأخيرة، حيث انخفض من أعلى مستوى خلال اليوم عند حوالي 5 دولارات للرطل الواحد في 28 مايو.

التطرف المناخي هو السبب

ويقول المحللون في مجموعة الأبحاث مينتيك إن البرازيل، التي تلعب دوراً مؤثراً بشكل كبير في تشكيل صناعة عصير البرتقال، تنتج عادة حوالي 300 مليون صندوق من البرتقال (يزن كل منها حوالي 40.8 كيلوغرام) في كل دورة. لكن الجمع بين الظروف المناخية المتطرفة، مثل الفيضانات والجفاف، والإخضرار، أدى إلى انخفاض كبير في إنتاج المحاصيل.

وفي تقرير نُشر في 10 مايو/ أيار، توقع Fundecitrus أن البرازيل من المقرر أن تنتج 232.4 مليون صندوق من البرتقال في موسم 2024 إلى 2025. ويمثل ذلك انخفاضاً بنسبة 24% مقارنة بالدورة السابقة.

ستتطلب استعادة مستويات المخزون الطبيعية في البرازيل عدة محاصيل جيدة متتالية. ومع تأثر 40% من المزارع البرازيلية بمرض الاخضرار وتزايد خطر تضاعفها، إلى جانب الظروف المناخية المتقلبة، فإن احتمال تحقيق مثل هذه المحاصيل منخفض.

ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تستمر الأسعار المرتفعة. وأضاف أنه على الرغم من وجود انخفاض طفيف في الطلب، إلا أنه غير كاف لإعادة التوازن إلى السوق.

ويُعرف مرض اخضرار الحمضيات، المعروف أيضا باسم "هوانغ لونغ بينغ"، بأنه عدوى بكتيرية تم تحديدها كواحدة من أخطر أمراض الحمضيات في العالم، لأنه لا يوجد علاج لها. وتؤدي العدوى إلى إنتاج معظم الأشجار لثمار سيئة اللون وغير متوازنة وطعم مرّ، ما يؤدي إلى موتها في غضون بضع سنوات. ويمكن أن ينتشر المرض من مشتل لنباتات الحمضيات إلى أخرى.

وأدى اخضرار إلى عرقلة إنتاج البرتقال بشدة في الشمس المشرقة في فلوريدا، حيث يقول الاتحاد الدولي إن الإنتاج انهار إلى ما يقرب من 17 مليون صندوق، بعد أن كان 242 مليون صندوق قبل 20 عاماً.

ارتفاع نسبة اخضرار الحمضيات

تتحمل حشرة صغيرة تسمى "بسيللا الحمضيات الآسيوية" المسؤولية عن الخسائر، حيث عُثر عليها للمرة الأولى في مقاطعة بالم بيتش بولاية فلوريدا عام 1998.

وفي غضون عامين، انتشرت الحشرة إلى 31 مقاطعة، وشقت طريقها عبر تكساس وألاباما وجورجيا وكارولينا الجنوبية وهاواي والعديد من الولايات الأخرى. وأفادت إدارة فلوريدا للحمضيات أن إنتاج الحمضيات في الولاية قد ينخفض بأكثر من 80% بحلول عام 2026.

اقرأ أيضاً: أسعار عصير البرتقال تواصل تحليقها .. والمنتجون يبحثون عن بدائل
وكشف الخبراء أن سلاسل التوريد قد تتبع طرقاً بديلة للتغلب على نقص عصير البرتقال، الذي قد يسبب تحديات كبيرة على المدى الطويل.

في هذا الشأن، قال أندريس باديلا، المتخصص في أبحاث الأغذية والأعمال الزراعية في رابوبانك، إن ارتفاع معدل اخضرار الحمضيات من المرجح أن يحد من الإنتاجية خلال الأشهر المقبلة.

وقال باديلا في مذكرة بحثية في أبريل: "لا يزال تخضير الحمضيات يشكل تهديداً كبيراً في جميع مناطق الإنتاج، كما أن تقلبات الطقس ستحد من النمو المحتمل في موسم الحصاد 2024/2025 القادم".

وقال باديلا إن مزارعي الحمضيات كثفوا إجراءاتهم ضد الإخضرار في البرازيل في الأشهر الأخيرة، مشيراً إلى أن الاخضرار كان أكثر انتشاراً في البساتين الصغيرة، حيث يميل المزارعون إلى الحصول على موارد محدودة لإزالة الأشجار المصابة بالمعدلات المطلوبة لإبقاء المرض تحت السيطرة.

وأضاف باديلا: "من الآثار الأخرى لاخضرار الحمضيات أنه سيتم تحفيز المزارعين على الحصاد مبكراً، مما يقلل من احتمالية ارتفاع معدلات سقوط الفاكهة، مما قد يكون له تأثير سلبي على جودة الفاكهة، وربما يقلل من إنتاجية العصير".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً






أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة

الأكثر تداولاً






    الأكثر قراءة

    سياسة ملفات الارتباط

    ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.