بعد انقلاب المعركة الرئاسية الأميركية في الطريق إلى البيت الأبيض، من منافسة شرسة بين الديمقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب، باتت معركة المعسكر الديمقراطي الأزرق هي هل بايدن كفؤ للترشح وتولي ولاية جديدة على رأس الإدراة الأميركية، أم عليه الانسحاب بعد آدائه السيئ في المناظرة الأولى مع ترامب.
ويوماً بعد يوم تتسع دائرة المقتنعين بضرورة تبديل بايدن بسبب الشكوك حول صحته الجسدية والعقلية، التي تعيق مهام رئيس الدولة العظمى. واليوم ينضم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ والرئيسة السابقة لمجلس النواب إلى الأصوات المؤيدة لانسحاب بايدن.
اقرأ أيضاً: "تعثر بايدن" يرفع أصوات المعسكر الديموقراطي الداعية لتنحيه عن خوض الانتخابات
وأفاد موقع "أكسيوس" بأن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر أبدى انفتاحه على اختيار مرشح بديل في الحزب الديمقراطي للرئيس جو بايدن، والذي يواجه معارضة متصاعدة داخل حزبه لثنيه عن الترشح لولاية ثانية، بعد أدائه المخيب في المناظرة الرئاسية أمام المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب.
زعيم الديمقراطيين ليس متمسكاً ببايدن
وذكرت مصادر للموقع الأميركي، أن شومر يبدي موقفين مختلفين تجاه ترشح جو بايدن للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني، إذ يدعمه علناً، لكن خلف الأبواب المغلقة يشير إلى انفتاحه على رحلة رئاسية ديمقراطية لا يقودها الرئيس.
قبل أداء بايدن في مناظرته مع دونالد ترامب، كان شومر يخبر حلفاءه أن موعد المناظرة في أواخر يونيو/ حزيران لها ميزتان واضحتان: "إما أن تمنح بايدن الوقت للتعافي إذا كان أداؤه سيئاً، أو تمنح الديمقراطيين خيار العثور على مرشح آخر مختلف، إذا لم يكن ترشيح بايدن قابلاً للإنقاذ".
وتبادل شومر والمانحين، قبل المناظرة وبعدها، وجهات نظرهم، إذ استمع على مدار الـ12 يوماً الماضية، إلى أفكارهم واقتراحاتهم حول أفضل طريقة للمضي قدماً للحزب.
وقال شومر في بيان لـ"أكسيوس": "كما أوضحت مراراً، في العلن وبشكل خاص، فأنا أدعم الرئيس بايدن وأظل ملتزماً بضمان هزيمة دونالد ترمب في انتخابات نوفمبر".
وركّز شومر على أولوية هزيمة الرئيس السابق والاحتفاظ بالأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وبعد المؤتمر الحزبي، الذي أُقيم الثلاثاء الماضي، دعا شومر كبار مسؤولي حملة بايدن لإطلاع الأعضاء ومعالجة أي مخاوف قد تكون لديهم بشكل مباشر.
قلق معسكر الديمقراطيين
وخلال الاجتماع، لم يفصح شومر ما إذا كان يعتقد أن بايدن قادر على هزيمة ترمب، أو أنه يجب أن يقود تذكرة حزبه في نوفمبر، لكن محادثاته تعد جزءاً من نقاش محتدم في الحزب الديمقراطي، حيث يدعو المانحون البارزون، بايدن إلى الانسحاب من السباق.
وينتظر المشرعون والمانحون المزيد من بيانات الاستطلاع، التي جاءت معظمها سلبية لبايدن، قبل اتخاذ خطوة محتملة ضد الرئيس، كما يراقبون أيضاً أداءه العلني، في اجتماع حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وتعهد بايدن، الاثنين، بالبقاء في السباق الرئاسي والتغلب على ترمب، موضحاً أنه "سمع مخاوف الناس وقلقهم بحسن نية" بشأن المخاطر التي قد تواجه الحزب الديمقراطي خلال الفترة المقبلة.
اقرأ أيضاً: بايدن وترامب وجهاً لوجه.. تفاصيل المناظرة التاريخية
وزعيم الأغلبية، يعد واحداً من العديد من الديمقراطيين، بما في ذلك الرئيس السابق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، التي تتمتع بالمكانة السياسية والشخصية لإقناع بايدن بالتنحي.
حليفة بايدن تعاكسه
واقترحت بيلوسي علناً على بايدن أن يعيد النظر في قراره، قائلة في برنامج "مورنينغ جو" على قناة "MSNBC": "الأمر متروك للرئيس ليقرر ما إذا كان سيترشح أم لا. الوقت ينفد".
وبيلوسي حليفة قديمة للرئيس بايدن وأحد أبرز الساسة الديمقراطيين المتمرسين في مجلس النواب الأميركي، وسينظر بقية الأعضاء إلى تصريحاتها على أنها دليل عل الطريق الذي يجب أن يتخذونه.
ولدى سؤالها عما إذا كانت تريد أن يترشح بايدن لمرة أخرى قالت: "أريده أن يفعل ما يقرره. وهذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور. أياً كان ما يقرره فسنسير معه".
مخاطر عالية
ويعبّر عدد متزايد من الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي عن قلقهم من عدم قدرة بايدن على هزيمة دونالد ترمب في انتخابات الخامس من نوفمبر على الرغم من أنهم خرجوا من اجتماعات مغلقة يوم الثلاثاء دون قرار واضح في هذا الشأن.
ودعا ديمقراطي سابع في مجلس النواب الأميركي علناً الرئيس الحالي إلى إنهاء حملته لإعادة انتخابه، وتقدم أول ديمقراطي في مجلس الشيوخ ليقول إن بايدن لا يستطيع الفوز، رغم أنه لم يصل إلى حد دعوته إلى الانسحاب.
وأصبحت النائبة ميكي شيريل سابع ديمقراطية في مجلس النواب تدعو بايدن علناً إلى الانسحاب من السباق، قائلة في بيان: "المخاطر عالية جداً، والتهديد حقيقي جداً، للبقاء صامتين".
اقرأ أيضاً: "بدائل بايدن".. ستة أسماء تتصدر الواجهة حال تنحي الرئيس الأميركي
وبات النائب الديمقراطي بات رايان، ثامن عضو في مجلس النواب يدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق.
لكن الديمقراطيين شيرود براون وجون تيستر، أعربا عن مخاوفهما من احتمال خسارة بايدن الانتخابات، كما انضم إليهم السيناتور مايكل بينيت، الذي نشر تحذيراته الخاصة علناً، وقال لشبكة CNN: "أعتقد أننا قد نخسر الأمر برمته".
وقال العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لـ "أكسيوس": "شومر يستمع إلى مخاوف مجموعته حول موضوع مستقبل بايدن".
دعم بايدن
مقابل الداعين للانسحاب والمشككين بالفوز، تلقى بايدن دعماً عاماً من العديد من أعضاء مجلس الشيوخ، بما في ذلك السيناتور جاري بيترز، رئيس لجنة الحملة الديمقراطية لمجلس الشيوخ، كما قال السيناتور بيرني ساندرز، إنه "يمكن للرئيس أن يفوز وأعتقد أنه سيفوز".
وفاز بايدن بأصوات نحو 95% من إجمالي أصوات 4 آلاف مندوب تقريباً في الانتخابات التمهيدية لهذا العام، ورغم تعهد المندوبين بمساندته، إلا أنهم غير ملزمين بذلك.
وإذا فاز دونالد ترامب بالبيت الأبيض وفاز الجمهوريون بالأغلبية في مجلسي الكونغرس، فلن يواجه عقبات كبيرة في السعي إلى تغييرات سياسية كبرى. ويواجه الديمقراطيون بالفعل تحديات هائلة لحماية أغلبيتهم في مجلس الشيوخ (51-49)، حيث يتعين عليهم الدفاع عن مقاعد متعددة في الولايات ذات الميول الجمهورية.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي