أصبح السؤال بشأن إمكانية استبدال الرئيس جو بايدن من الترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية للحزب الديمقراطي، والذي كان في يوم من الأيام بعيداً عن الرؤوس، أكثر إلحاحاً بعد أداء بايدن المخيب للآمال في المناظرة الرئاسية التي أجريت في أواخر يونيو/ حزيران أمام الرئيس السابق دونالد ترامب.
في كلتا الحالتين (انسحاب بايدن أو بقاؤه) ستكون العملية معقدة وستفتح الباب أمام اضطرابات سياسية من الآن وحتى اجتماع المندوبين في الحزب الديمقراطي للتصويت لاختيار مرشحه رسمياً في مؤتمره القومي الذي سينطلق في 19 أغسطس/ آب المقبل، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
يتمتع بايدن بحق الانسحاب من سباق الانتخابات التي ستعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني، وفك تعهد المندوبين بالالتزام بالتصويت له خلال المؤتمر، والذين يبلغ عددهم 3894 من أصل 3937 مندوباً للحزب عن الولايات، وفقاً لإحصاء وكالة أسوشيتد برس.
اقرأ أيضاً: هفوة جديدة.. بايدن يقدم زيلينسكي على أنه بوتين
وإذا فعل ذلك، فسيكون لهؤلاء المندوبين الحرية في التصويت لمن يختارونه. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مؤتمر مفتوح، وسيكون ذلك خطوة نادرة في السياسة الأميركية الحديثة.
ولكن مع رفض بايدن الدعوات التي تطالبه بالتنحي والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة، قد لا يتمكن من لا يرغبون في استكمال ترشحه من أعضاء الحزب من إثنائه عن الترشح إذا حصل خلال المؤتمر السنوي له على نسبة الأغلبية المطلوبة في تصويت المندوبين عن الولايات والتي كان يضمنها إلى حد كبير مع تعهد أكثر من 90% من المندوبين بالتصويت له.
يُفتتح مؤتمر الترشيح في شيكاغو في 19 أغسطس/ آب، لكن الحزب وافق على قواعد إجراء مكالمة افتراضية قبل 7 أغسطس/ آب، للالتفاف حول قانون ولاية أوهايو الذي يتطلب أن يكون جميع المرشحين الرئاسيين معتمدين قانونياً بحلول ذلك التاريخ من أجل الظهور في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، لذلك فإن الوقت يضيق لاختيار مرشح بديل والترويج له من أجل إثناء المندوبين عن التصويت لبايدن.
وسيصوت ما مجموعه 3934 من المندوبين في الاقتراع الأول. إذا حصل بايدن على أغلبية قدرها 1968، فسيكون هذا الشخص هو المرشح.
لكن المنفذ الوحيد أمام الديمقراطيين في حال اتفقوا على ضرورة استبدال بايدن العنيد، هو حث مندوبي الولايات على تطبيق ما جاء في القواعد الرسمية للحزب، والتي تنص على: "يجب على جميع المندوبين في المؤتمر الوطني الذين تعهدوا بمرشح رئاسي أن يعكسوا بكل ضمير حي مشاعر أولئك الذين انتخبوهم".
وتفتح هذه القواعد من الناحية النظرية إمكانية التصويت لصالح شخص آخر في حالة شهدت الأوضاع بعض المستجدات مثل ما قد يحدث في هذه الحالة، ولكن على المستوى العملي ربما يكون الأمر أكثر صعوبة في حال لم يتنحَ بايدن طواعية إذا طلب منه ذلك.
ولكن في حال تقبل بايدن للأمر وتنحيه عن الترشح هل يستطيع إجبار المندوبين الذين تعهدوا بالتصويت له على دعم مرشح من اختياره؟
الإجابة: لا، فبينما من المؤكد أنه يستطيع أن يؤيد خليفة له، وهذا من شأنه أن يؤثر نوعاً ما على بعض المندوبين، لكنهم غير ملزمون بالتصويت لمن يؤيده فهم أحرار.
اقرأ أيضاً: قدرات بايدن وصحته أمام امتحان حلف الناتو
لكن عدم الاتفاق على بديل بايدن في حالة تنحيه قد يؤدي إلى صراع في الحزب حول من سيترشح، وبالتالي تفاقم الانقسامات الأيديولوجية في الحزب، وربما يضعف المرشح الجديد قبل حملة الخريف.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، إذا كان هناك جانب إيجابي واحد للديمقراطيين بشأن أداء بايدن في المناظرات، فهو أنه حدث في يونيو/ حزيران، وليس في الأسابيع التي سبقت الانتخابات، عندما كانت تُعقد المناظرات عادة في هذا الوقت، وبالتالي هناك وقت للعمل داخل الحزب مقارنة بالوضع لو كان قد وقع في سبتمبر.
لكن ماذا قد يحدث لو حصل بايدن على تأييد الترشيح خلال المؤتمر الوطني ثم فجر مفاجأة وانسحب قبل الانتخابات؟
في مثل هذه الحالة، تمنح الإجراءات الرسمية للجنة الوطنية الديمقراطية للمؤتمر، والتي تم اعتمادها في عام 2022، اللجنة سلطة اختيار مرشح جديد "في حالة انسحاب أو وفاة أي من أعضاء القائمة" (المرشح الرئاسي أو نائب الرئيس).
وسيقوم رئيس الحزب الديمقراطي، خايمي هاريسون، بالتشاور مع القادة الديمقراطيين في الكونغرس، وفي رابطة حكام الولايات الديمقراطيين وتقديم تقرير إلى اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، لكن أعضاء اللجنة أنفسهم سيكون لهم الكلمة الأخيرة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي