دعا عدد من كبار النواب والمسؤولين في الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة والمتبرعين للحزب الرئيس الحالي جو بايدن إلى التنحي عن الترشح للسباق الرئاسي والمشاركة في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويأتي ذلك بعد أداء بايدن المخيب للآمال خلال المناظرة الرئاسية التي عقدها مع المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في أواخر يونيو/ حزيران، وهو ما أثار المخاوف بشأن قدرة بايدن على المنافسة في الانتخابات وأداء مهام منصبه لفترة أربع سنوات جديدة في حالة نجاحه وذلك في ظل سنه البالغ 81 عاماً.
ورفض بايدن الدعوات للتنحي في السباق، وقال للديمقراطيين في الكونغرس في رسالة يوم الاثنين 8 يوليو/ تموز: "حان الوقت لإنهاء [المناقشات حول أدائه في المناظرة]".
في أحدث الدعوات الموجهة لبايدن للتنحي عن الترشح للانتخابات، قالت النائبة الديمقراطية هيلاري شولتن، من ولاية ميشيغان، يوم الخميس، 11 يوليو/ تموز، إنها ستحترم إذا اختار بايدن البقاء، لكن الديمقراطيين بحاجة إلى شخص يمكنه "توحيد العالم الحر ضد المد المتصاعد للاستبداد" وقد حان "الوقت لتمرير الشعلة"، بحسب شبكة فوربس.
وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، بيتر ويلش، في مقال افتتاحي بصحيفة واشنطن بوست، إن "بايدن يجب أن ينسحب من أجل مصلحة البلاد"، مما جعله أول عضو في مجلس الشيوخ يدعو إلى انسحاب بايدن من السباق.
اقرأ أيضاً: "انسحاب بايدن".. الحزب الديمقراطي أمام "عملية معقدة" قد تفتح الباب أمام اضطرابات سياسية
وقال النائب الديمقراطي من ولاية أوريغون، إيرل بلوميناور، يوم الأربعاء 10 يوليو: "لا ينبغي أن يكون بايدن المرشح الديمقراطي للرئاسة"، مضيفاً أن "الأمر لا يتعلق فقط بتمديد رئاسته بل بحماية الديمقراطية".
وغرد النائب الديمقراطي من نيويورك، بات رايان، يوم الأربعاء، أن بايدن "لم يعد المرشح الأفضل لهزيمة ترامب"، وطلب منه التنحي "للوفاء بوعده بأن يكون جسراً لجيل جديد من القادة".
حث النائب الديمقراطي من نيوجيرسي، ميكي شيريل، بايدن على عدم الترشح لإعادة انتخابه و"المساعدة في قيادتنا خلال عملية نحو مرشح جديد" في بيان صدر يوم الثلاثاء 9 يوليو، قائلاً إن "المخاطر كبيرة جداً" بالنسبة لرئاسة ترامب الثانية، وهو ما جعله تاسع ديمقراطي منتخب يدعو بايدن إلى التنحي.
وقال النواب آدم سميث، ديمقراطي من واشنطن، ومارك تاكانو، ديمقراطي من كاليفورنيا، وجو موريل، ديمقراطي من نيويورك، في مناقشة بين المشرعين الديمقراطيين يوم الأحد 7 يوليو، إن بايدن يجب أن ينسحب من السباق، حسب صحيفة نيويورك تايمز، وشبكة NBC.
ودعت النائبة الديمقراطية من ولاية مينيسوتا، أنجي كريغ، بايدن إلى التنحي عن السباق بعد مقابلة بايدن مع جورج ستيفانوبولوس من شبكة ABC News، مشيرةً إلى أداء بايدن الضعيف في المناظرة و"افتقاره إلى رد قوي" في الأسبوع الذي تلا ذلك، حيث ادعى بايدن مرة أخرى في تلك المقابلة أن المناظرة كانت "حلقة سيئة" وليست علامة على حالة ما، ورفض إجراء اختبار معرفي.
وقال النائب الديمقراطي من إلينوي، مايك كويجلي، في مقابلة مع كريس هايز من قناة MSNBC، إن بايدن يجب أن ينسحب من السباق، وقال إن "الشيء الوحيد" الذي بقي لبايدن لترسيخ إرثه و"منع وقوع كارثة مطلقة هو التنحي والسماح" لشخص آخر بفعل هذا".
وأعرب النائب الديمقراطي من ماساشوستس، سيث مولتون، عن أسفه لأنه لم يعد لديه ثقة في قدرة بايدن على هزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر، وقال لمحطة WBUR في بوسطن إن بي آر، إن على بايدن "التنحي جانباً للسماح للقادة الجدد بالصعود".
وكان النائب الديمقراطي من تكساس، لويد دوجيت، أول مشرع ديمقراطي يدفع بايدن للتنحي الأسبوع الماضي، موضحاً أنه "كان يأمل أن يوفر النقاش بعض الزخم"، لكن بايدن بدلاً من ذلك "فشل في الدفاع بشكل فعال عن العديد من إنجازاته بفعالية وفضح أكاذيب ترامب العديدة".
وانضم النائب الديمقراطي من أريزونا، راؤول جريجالفا، إلى دوجيت باعتباره ثاني ديمقراطي في الكونغرس يدعو بايدن إلى التنحي، قائلاً لصحيفة نيويورك تايمز إن بايدن لديه "مسؤولية" لإخراج نفسه من السباق.
وقال وزير الإسكان والتنمية الحضرية في عهد أوباما والمرشح الديمقراطي للانتخابات التمهيدية في أوائل عام 2020، جوليان كاسترو، إن بايدن يجب أن يخرج نفسه "بالتأكيد" من السباق، مضيفاً أن نائبة الرئيس كامالا هاريس يجب أن تحصل على تذكرة الديمقراطيين للترشح.
وذكر النائب الديمقراطي السابق من ولاية أوهايو، والمنافس السابق لبايدن للترشح في عام 2020، تيم رايان، خلال مقال افتتاحي لمجلة نيوزويك، إنه يعتقد أن هاريس هي "أفضل طريق للمضي قدماً" للحزب، واصفاً هاريس بأنها فرصة "لتغيير الأجيال".
قال المستشار السياسي الديمقراطي منذ فترة طويلة، جيمس كارفيل، لصحيفة بوليتيكو: "لا ينبغي" أن يكون بايدن هو المرشح، بعد أن قال إن حملة بايدن استخدمت اسمه في نص لجمع التبرعات بعد المناظرة دون إذنه، وأخبر أكسيوس أيضاً أنه يعتقد أن بايدن سينهي حملته الانتخابية.
وكتب خصم بايدن السابق لترشيح الحزب الديمقراطي لعام 2020، أندرو يانغ، في مدونته أنه كان "مخطئاً" لثقته في أن فريق بايدن يمكنه إعداده للمناظرة، واصفاً بايدن بأنه "عجوز ومتثاقل" عندما رآه في فبراير/ شباط، أثناء كتابته. وقال إن بايدن "يخوض سباقاً لا يمكن الفوز فيه" و"يرتكب خطئاً للبلاد" لمواصلة ترشيحه.
بحسب موقع "أكسيوس" الخميس 11 يوليو، أبدى زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، انفتاحه على اختيار مرشح بديل في الحزب الديمقراطي للرئيس جو بايدن، رغم أنه يدعمه في العلن.
وقال زعيم الأقلية في مجلس النواب، الديمقراطي حكيم جيفريز، لـ Punchbowl News يوم الخميس 11 يوليو، إنه يعمل من خلال محادثات مع "كل" عضو ديمقراطي في مجلس النواب حول الرئيس، وبمجرد الانتهاء من ذلك، سوف "ينعقدون كفريق قيادي ويحددون الخطوة التالية".
اقرأ أيضاً: ازدياد أصوات معسكر الديمقراطيين الداعين لانسحاب بايدن من السباق الرئاسي
واقترحت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، علناً على بايدن أن يعيد النظر في قراره، قائلة في برنامج "مورنينغ جو" على قناة "MSNBC": "الأمر متروك للرئيس ليقرر ما إذا كان سيترشح أم لا. الوقت ينفد".
حث أنصار بايدن الأثرياء، المليارديرات كريستي والتون، ومايكل نوفوغراتز، وريد هاستينغز - الذين تبرعوا للجماعات المؤيدة لبايدن أو المناهضة لترامب - الرئيس بايدن على التنحي، بينما قال الملياردير مارك كوبان إنه يجب على الديمقراطيين تقييم ما إذا كان شخص آخر يمكن أن يتدخل كمرشح.
وكشفت حفيدة روي أو. ديزني، الذي شارك في تأسيس شركة والت ديزني، أبيغيل ديزني، إنها تخطط لوقف التبرعات للحزب الديمقراطي الذي مولته لسنوات حتى ينسحب بايدن، وأوضحت في تصريحات نقلتها شبكة CNBC: "أنوي إيقاف أي مساهمات للحزب ما لم يستبدلوا بايدن من أعلى القائمة، هذه هي الواقعية وليست قلة احترام".
وأضافت أن "بايدن رجل طيب وقد خدم بلاده بشكل مثير للإعجاب، لكن المخاطر مرتفعة للغاية، وإذا لم يتنح بايدن فإن الديمقراطيين سيخسرون، وأنا على يقين تام من ذلك، وستكون العواقب المترتبة عن الخسارة وخيمة".
وأشارت ديزني إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس، كبديل قوي لبايدن، قائلة إنها ستكون قادرة على هزيمة ترامب.
اقرأ أيضاً: الرئيس الديمقراطي في مأزق.. ممولو حملة بايدن يغيبون عن السمع
وضمن الذين أعلنوا إيقاف تمويل الحزب الديمقراطي، رئيس صندوق موريا، جدعون شتاين، الذي إنه قرر إيقاف التبرعات المخطط لها البالغة 3.5 مليون دولار، المخصصة للمنظمات غير الربحية والمنظمات السياسية المتوافقة مع السباق الرئاسي.
وقال شتاين: "تقريباً كل المانحين الرئيسيين الذين تحدثت إليهم يعتقدون أننا بحاجة إلى مرشح جديد من أجل هزيمة دونالد ترامب".
كما ألمحت الممولة الديمقراطية، كارلا جورفتسون، مؤخراً في مكالمة خاصة للمولين، يوم الثلاثاء 9 يوليو/ تموز، إلى أنها تتفق مع الرأي السائد بشأن إيقاف التبرعات مؤقتاً حتى يتنحى بايدن ويمكن أن ينتهي الأمر باتخاذ مثل هذه الخطوة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي