خاطب الرئيس جو بايدن الأميركيين لإخبارهم بأن الوقت قد حان "لتمرير الشعلة إلى جيل جديد" وذلك في خطاب من المكتب البيضاوي شرح فيه الأسباب وراء قراره عدم خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2024، فيما يرقى إلى وداع طويل بعد 50 عاماً من الخدمة العامة.
وشدد بايدن على أن الدفاع عن الديمقراطية أهم من أي منصب، مشدداً على أنه سيتعين على الولايات المتحدة الاختيار بين الأمل والكراهية. وقال "انسحبت من السباق الرئاسي الأميركي باسم الدفاع عن الديموقراطية".
وقال بايدن "الأمر العظيم في أميركا ماثِل هنا، الملوك والدكتاتوريون لا يحكمون. الشعب هو الذي يحكم. التاريخ بين أيديكم. السلطة بين أيديكم. صورة أميركا بين أيديكم".
اقرأ أيضاً: انسحاب بايدن من الترشح للسباق الرئاسي
وأضاف "سجلي يستحق ولاية ثانية لكن لا شيء يمكن أن يقف في طريق إنقاذ الديمقراطية".
وصف بايدن نفسه بأنه "طفل يتلعثم" وارتقى ليصبح رئيساً للولايات المتحدة. ولطالما اعتبر نفسه شخصاً ضعيفاً تغلب على الصعاب الشديدة.
هذه أول تصريحات عامة مطولة له منذ أن خضع لضغوط من الديمقراطيين وأعلن على إثرها يوم الأحد عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه قرر عدم الترشح لإعادة انتخابه في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وبايدن هو أول رئيس في السلطة لا يسعى لإعادة انتخابه منذ عام 1968.
تمرير الشعلة
وأكد بايدن "لقد قررت أنّ أفضل طريقة للمضي قدماً هي تمرير الشعلة إلى جيل جديد. هذه هي أفضل طريقة لتوحيد أمتنا"، مشدداً على أنه لا مكان للعنف السياسي في أميركا.
وأكد الرئيس الديمقراطي على أنه سيركز على عمله كرئيس خلال الأشهر الستة المتبقية من ولايته، "كرست حياتي لخدمة البلاد لنصف قرن وسأفعل ذلك".
كما قال "على مدى الأشهر الستة المقبلة سأركز على القيام بعملي كرئيس.. وسأستمر في خفض التكاليف للعائلات التي تعمل بجد وتنمية اقتصادنا... وسأواصل الدفاع عن حرياتنا الشخصية وحقوقنا المدنية، من حق التصويت، إلى حق الاختيار".
وفي شأن دعم نائبته كمالا هاريس في السباق الرئاسي، قال بايدن "كامالا هاريس مخضرمة وقوية وتتمتع بالخبرة والحزم والكفاءة". وهي خصم "قادر" على مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وهذه هي المرة الرابعة التي يستخدم فيها بايدن المكتب البيضاوي كرمز رسمي منذ توليه منصبه في عام 2021. وكان آخر خطاب له في المكتب البيضاوي في 15 يوليو/ تموز عندما حث الأميركيين على تهدئة حدة الخطاب السياسي بعد محاولة اغتيال منافسه دونالد ترامب.
شاهد أيضاً: بعد انسحاب الرئيس الأميركي من سباق انتخابات نوفمبر المقبلة.. ما مصير أموال حملة بايدن؟!
وكان بايدن أعلن، الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 في خطوة مفاجئة وحض الديمقراطيين، الاثنين، على دعم ترشيح نائبته، كامالا هاريس، "لهزيمة ترامب".
وقال في اتصال مع فريق حملته الانتخابية، الاثنين، "أريد أن أقول للفريق، ادعموها. إنها الأفضل".
وأضاف بايدن (81 عاماً)، وهو أكبر رئيس أميركي شغل المنصب على الإطلاق، أنه سيظل يمارس مهامه حتى تنتهي ولايته في 20 يناير/ كانون الثاني 2025.
بطة عرجاء
في السياق، اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن دعوة الرئيس جو بايدن إلى الاستقالة من منصبه بسبب انسحابه من السباق الرئاسي هو أمر "سخيف".
وصرحت المتحدثة كارين جان بيار لصحافيين أن "أي دعوة من هذا القبيل هي أمر سخيف، هذا ما نراه"، مضيفة أن قرار بايدن في شأن الانتخابات "لا علاقة له بصحته".
وأكدت المتحدثة أن الرئيس بايدن "ليس بطة عرجاء" رغم قراره الانسحاب من السباق الرئاسي والاكتفاء بولاية رئاسية واحدة. وقالت إن بايدن "يريد البناء على ما تمكنا من القيام به، لسنا نرى أنفسنا بطة عرجاء على الإطلاق، على الإطلاق".
وعاد الرئيس إلى البيت الأبيض في واشنطن، الثلاثاء، بعدما عزل نفسه في منزله بولاية ديلاوير بسبب إصابته بفيروس كوفيد-19.
وكان انسحاب بايدن أحدث صدمة في سباق للترشح للرئاسة شهد أيضاً محاولة اغتيال للرئيس السابق، دونالد ترامب، على يد مسلح خلال تجمع انتخابي لحملته قبل أن يعلن ترشيح زميله السناتور، جي دي فانس، للمنافسة معه على مقعد نائب الرئيس.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي