ما هي الوحدة 8200 الإسرائيلية التي خطط حزب الله اللبناني لاستهدافها؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

◾  الوحدة 8200 هي وحدة تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتُعتبر العمود الفقري لأنشطة التجسس والحرب الإلكترونية

◾  تتولى الوحدة مسؤولية جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها، خاصة فيما يتعلق بالتهديدات الأمنية من الدول والمنظمات المعادية لإسرائيل

◾  تختص الوحدة بعمليات التجسس الإلكتروني والتنصت على الاتصالات وتفكيك الشبكات الإلكترونية للخصوم أو الأطراف المستهدفة وتوفير المعلومات كافة بشأنها

◾ الوحدة يُنظر إليها باعتبارها "مؤسسة نخبوية" وتسعى كثير من شركات التكنولوجيا  إلى استقطاب عناصرها بعد تركهم الخدمة؛ للاستفادة من مهاراتهم التكنولوجية في مجالات التجسس والقرصنة

أعلن حزب الله اللبناني، عن أن الهدف الأساسي للعملية التي نفذها الأحد 25 أغسطس/ آب، كان يتمثل في قاعدة غليلوت للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهي القاعدة التي تضم واحدة من أهم الوحدات التابعة للاستخبارات، وهي الوحدة 8200، والمسؤولة عن عمليات الرصد والتنصت والتصوير والتشويش.

تحظى تلك الوحدة -التي يشار إليها باسم وحدة SIGINT أيضاً- بأهمية بالغة بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية، باعتبارها ذراع رئيسية في الحرب الإلكترونية الأوسع، تلعب أدواراً مُحددة في التجسس ورصد الشفرات والإشارات والتشويش عليها بما في ذلك الردارية والتعامل معها.

وتعتبر الوحدة -التي تأسست قبل نحو ثلاثة عقود كقسم تابع لجهاز (أمان) أو الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية- عملياً المسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونية لدى الجيش الإسرائيلي.

تتضمن مهام الوحدة بشكل أساسي تقديم تقارير ورؤى استخباراتية شاملة، من خلال ما يتوافر لها من معلومات عبر عمليات الرصد والتتبع من مصادر مختلفة، وباستخدام ما لديها من تقنيات يتم تطويرها من جانب مجمع الصناعات العسكرية الإسرائيلية التابع للحكومة، والذي يوفر أجهزة إلكترونية خاصة بناءً على طلب الوحدة.

حاضنة تكنولوجيا التجسس

وبحسب تقرير سابق نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في العام 2015، فإن الوحدة تمثل حاضنة للتكنولوجيا الفائقة، وتعمل على تدريب بعض من أذكى الشباب في إسرائيل، لكنها تستبعد فعليا الأقلية العربية لأن عددا قليلا جدا منهم يؤدون الخدمة العسكرية.

وتتجسس الوحدة 8200 أيضاً على الفلسطينيين (..) بحسب تسريب سبق وأن أثار ضجة في العام 2014؛ ففي رسالة في سبتمبر/ أيلول 2014، نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية وبثتها القناة العاشرة، كشفت مجموعة من 43 من جنود الاحتياط السابقين والحاليين في الوحدة 8200 عما قالوا إنه تكتيكات تجسس قسرية تُستخدم على الفلسطينيين، بما في ذلك جمع معلومات جنسية أو مالية محرجة أو غيرها. 

ولا يُسمح للضباط في الوحدة بمناقشة خدمتهم، حتى مع الأقارب، كما أن ما يمكنهم قوله بعد تركهم للخدمة محدود ، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

شاهد: اقتصاد إسرائيل بقبضة الحرب على غزة

توفر الوحدة أدوات اختراق وذكاء اصطناعي من الطراز العالمي مع انتقال الحرب من ساحات المعارك التقليدية ــ البر والبحر والجو ــ إلى التضاريس السيبرانية. ووفقاً لبعض التقارير الإعلامية -التي لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي-  كانت الوحدة مسؤولة عن دودة الكمبيوتر ستوكسنت التي تم نشرها في عام 2010 ضد أجهزة الكمبيوتر الإيرانية، بما في ذلك تلك الموجودة في منشآتها النووية، وذلك في سياق الدور الذي لعبته الوحدة في الحرب الإلكترونية ضد المشروع النووي الإيراني.

وبحسب محللي الاستخبارات فإن نطاق عمل الوحدة 8200 مماثل لنطاق عمل وكالة الأمن القومي أو مقر الاتصالات الحكومية البريطانية، حيث تغطي كل شيء من تحليل المعلومات المتاحة للعامة إلى استخدام المشغلين البشريين واستخبارات الإشارات الخاصة. ويقع نطاق عملها الجغرافي في المقام الأول خارج إسرائيل، ولكنها تشمل الأراضي الفلسطينية.

مُعاملة خاصة

الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يقول لـ CNBC عربية، من العاصمة المصرية، إن الجانب الإسرائيلي يولي اهتماماً كبيراً بهذه الوحدة التي يطلق عليها الوحدة 8200 على اسم الرمز البريدي للمنطقة الواقعة بها، ويخصص لها ميزانية ضخمة، كما أن أفرادها يُعاملون معاملة الطيارين (الحربيين) لجهة منع نشر صورهم في أي من وسائل الإعلام على الإطلاق لأهميتهم.

ويشير إلى الدور "الإلكتروني" الذي تقوم به تلك الوحدة تحديداً، وبما يتضمن محاولة بث الفتن في بعض الدول (المعادية لإسرائيل) عبر مواقع التواصل الاجتماعي (..)، علاوة على دور الوحدة التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية (آمان)  في "التجسس الإلكتروني".

ويستطرد الأكاديمي المختص في الشؤون الإسرائيلية في معرض حديثه: "في الفترة الأخيرة (بعد الحرب في غزة) حدث تطور في الوحدة المذكورة؛ ففي ضوء العجز في عدد الوحدات المقاتلة في إسرائيل، بعد سقوط عدد من القتلى والمصابين، تمت محاولة سد العجز من خلال تقليص عدد المنتمين إلى هذه الوحدة.. وهذا يدل على العجز الكبير داخل صفوف الجيش، لا سيما بالنظر إلى أن نسبة تصل إلى 15% من السكان الحاليين يرفضون التجنيد ولو جزئياً".

ويوضح أنور أن "هذه الوحدة يتردد أنها مستهدفة حالياً من جانب حزب الله اللبناني وإيران، رداً على استهداف القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنيّة، في طهران".

وفي سياق متصل، يتحدث الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، عن ما يمثله الموقع من "خطورة"؛ ذلك أنه ملاصق لمناطق مكتظة، مثل المحطة المركزية للقطار، علاوة على بعض المعاهد الدينية التي قد تصاب عن طريق الخطأ، مضيفاً: "حينما يصاب هذا الموقع، سيتم الترويج على أنه موقع مدني دون الإشارة إلى أنه موقع تابع للاستخبارات العسكرية".

والتركيز المتزايد في 8200، كما هو الحال في وكالات التجسس الأخرى، هو استخراج البيانات، وبشكل خاص القدرة على الانتقال عبر جبال من المعلومات للعثور على البريد الإلكتروني المهدد، أو الأنماط المتكررة التي تشير إلى أن هناك شيئًا خاطئًا. 

مؤسسة نخبوية

وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية المشار إليه، فإن هذه الوحدة هي أيضاً مؤسسة نخبوية يستطيع خريجوها، بعد تركهم الخدمة، أن يستثمروا مهاراتهم المتطورة في التجسس والقرصنة في الحصول على وظائف في إسرائيل أو وادي السليكون أو ممر التكنولوجيا الفائقة في بوسطن. 

وقد وصف مؤلفو كتاب "أمة الشركات الناشئة" (Start-up Nation) ، وهو كتاب رائد صدر عام 2009 عن ثقافة الشركات الناشئة في إسرائيل ، الوحدة 8200 والوحدات النخبوية الأخرى في الجيش الإسرائيلي بأنها "المعادل الوطني لجامعات هارفارد وبرينستون وييل".

مهام تنفيذية

ولا يتوقف دور الوحدة على الشق المعلوماتي، بل إن لها مهام تنفيذية محددة. وإلى ذلك، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس د. أيمن الرقب لـ CNBC عربية، إن الوحدة 8200 واحدة من أهم أذرع ووحدات التجسس الإسرائيلية، وتأخذ على عاتقها جمع المعلومات، كما أوكلت إليها مهام تنفيذية أخرى تقوم بها بشكل كامل. 

ويضيف: "الوحدة التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي (أمان) تأخذ على عاتقها مهام واسعة من ضمنها التجسس ليس فقط في المنطقة ولكن بشكل عام، وجزء منها مرتبط بالأقمار الاصطناعية الإسرائيلية يتابع عمليات تجسس كبيرة محلية ودولية، بينما جزء آخر ينشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

"تنشط الوحدة عبر مواقع التواصل لتنفيذ مهام مختلفة عبر مجموعة من المغردين الناشطين بهدف نشر الانقسام والفتنة داخل الشعوب العربية وبين الفلسطينيين (..)"، بحسب الرقب الذي يشير إلى أن مهامها تتمثل في هذا السياق في جمع وتحليل البيانات ثم تحويلها إلى جهات الاختصاص سواء الموساد والاستخبارات الداخلية والخارجية، كواحدة من أهم المراكز الاستخباراتية التي تم توفير الدعم اللوجيستي الكامل لها للقيام بتلك المهام المعلوماتية والتنفيذية المختلفة.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة