بعد أسبوعين من تقديمها طلب الطلاق، دعت بيث ليفين 30 من أصدقائها إلى أحد الحانات المفضلة لديها في هيوستن. وكان موضوع الاحتفال "بيث لم تعد متزوجة بعد الآن".
ليفين، وهي مساعدة تنفيذية تبلغ من العمر 53 عاماً، تزوجت في عام 2014 وانفصلت عن زوجها بعد أقل من عامين بقليل.
لأسباب متعددة تشبه سيناريوهات أفلام "لايف تايم" -الخيانة الزجية، الأطفال غير الشرعيين، الحصول على الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء)، وشعورها العام بعدم السعادة– أدركت أنها لم تعد ترغب في الاستمرار في الزواج من زوجها السابق، وفقاً لما ذكرته ليفين لشبكة CNBC.
ما الدافع وراء إقامة حفلات الطلاق؟
رغم صعوبة اتخاذ قرار الانفصال، شعرت بيث بتحرر كبير بعد ذلك، لهذا السبب أرادت إقامة "حفل الطلاق".
تقول بيث: "تقديم طلب الطلاق هو بداية لحياة جديدة، لماذا لا أحتفل بأحد أشجع القرارات التي اتخذتها لنفسي؟"
اقرأ أيضاً: 5 علامات تدل على الحاجة إلى الطلاق من شريكك أثناء النوم
وصلت دعوات حفلات الطلاق إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق العام الماضي، وفقاً لبيانات موقع "Evite".
تشير هذه الزيادة إلى أن المزيد من الناس باتوا يدركون وحتى يقدرون الأحداث غير التقليدية، كما تقول أوليفيا بولوك، محللة بيانات الحفلات في "Evite".
تقول بولوك: "يسلط هذا الاتجاه الضوء على التحول نحو استخدام الاحتفالات لتحويل انتقالات الحياة إلى تجارب إيجابية".
ولا يقتصر الأمر على حالات الطلاق فقط، إذ يقيم الأميركيون حفلات لسداد الديون، وعمليات تصغير الثدي، وغيرها من الأحداث الحياتية الكبرى.
اقرأ أيضاً: لجنة أميركية: فحوصات الكشف عن سرطان الثدي يجب أن تبدأ في سن 40 بدلاً من 50 عامًا
وتضيف بولوك: "كما نحتفل بالزواج وأعياد الميلاد والذكرى السنوية، فمن المنطقي أن يتم الاعتراف بالطلاق والاحتفال به أيضاً".
كما أن الطلاق بات أقل وصمة مما كان عليه سابقاً، ولم لا نحتفل قليلاً بعملية تكلف في المتوسط أكثر من 11 ألف دولار؟
هل تغيرت نظرة المجتمع للطلاق؟
أصبحت النظرة الأميركية لكل من الزواج والطلاق أقل صرامة، وفقاً لبيانات مركز بيو للأبحاث، يرى أكثر من نصف البالغين (55%) أن الأزواج يبقون في زيجات سيئة لفترة أطول مما ينبغي.
كما فقد الزواج بعض جاذبيته: 71% من البالغين يقولون إن الحصول على وظيفة أو مهنة يستمتعون بها أمر مهم لعيش حياة مرضية، بينما فقط 23% يعتقدون أن الزواج مهم لذلك.
"في الوقت الحاضر، يُقبل الطلاق بشكل أكبر كحدث طبيعي في الحياة، ويتطلع الناس إلى طرق إيجابية لإنهاء الزواج"، كما تقول بولوك.
وفقاً لبيانات موقع "Evite"، فإن النساء هن الفئة الأكثر تنظيماً لحفلات الطلاق.
تشعر ليفين أن الضغوط المجتمعية تدفع النساء إلى البقاء في زيجات غير ناجحة.
وتقول ليفين: "النساء أكثر عرضة للبقاء في وضع غير مناسب لهن، يخشين كثيراً من الزواج الفاشل. أنت تترك وظيفتك إذا كنت غير سعيد، ولن تبقى في مطعم وتتناول شريحة لحم فاسدة لإرضاء شخص ما. لا بأس في الانفصال".
اقرأ أيضاً: هل من الممكن أن يدفعك قانون حضانة حيوانك الأليف للعدول عن قرار الطلاق ؟
قواعد حفلات الطلاق
تقول ليزا ماري بوبي، أخصائية العلاقات ومؤسسة "Growing Self Counseling & Coaching" في دنفر، إن الافتراض المجتمعي بأن إنهاء الزواج أمر سيئ غالباً لا يتوافق مع مشاعر الأشخاص الذين يخوضون هذه التجربة.
وتضيف بوبي: "هناك سرد في ثقافتنا يعتبر الطلاق شيئاُ مخزياً، والحقيقة هي أن هذا غير صحيح. العديد من الأشخاص يرون في الطلاق شيئاً إيجابياً جداً، مرتبطاً بحريتهم وقدرتهم على تمكين أنفسهم والحصول على الحياة التي يرغبون فيها".
حفلات الطلاق يمكن أن تكون إشارة للآخرين بأن هذا قرار تفخر به.
تقول بوبي: "عندما تقيم حفلة للاحتفال بالطلاق، فأنت ترسل رسالة قوية للعالم ولنفسك تقول فيها: 'أنا متحمس جداً بشأن هذا الأمر".
نظراً لأن الانفصال يثير مجموعة متنوعة من المشاعر، يمكن أن تتعكر أجواء حفلات الطلاق بسرعة. لذلك وضعت ليفين قائمة من القواعد لضمان قضاء وقت ممتع لها ولضيوفها.
تضمنت هذه القواعد: عدم الحديث عن الشريك السابق، يمكنك الشرب ولكن دون الإفراط، واختيار حانة لا ترتبط بذكريات مع الزوج السابق.
تقول ليفين: "اعتمدت على صديقتي المقربة لنشر الأجواء التي أريدها، بأنني لا أريد الحديث عن الأمور غير السارة، وإذا كنت ترغب في إحضار هدية، فهذا رائع لأنني أستحق ذلك".
اقرأ أيضاً: استجواب السيدة الأولى في كوريا الجنوبية لقبولها حقيبة يد فاخرة هدية
نظمت ليفين الحفلة ليس فقط لإحياء ذكرى نهاية علاقة غير صحية، بل أيضاً لشكر مجتمع الأصدقاء الذين ساعدوها في تجاوز موقف صعب.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي