في المناظرات الرئاسية للعام 2016، تفوق المرشح الجمهوري دونالد ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فيما وصفها بأنها "امرأة سيئة"، كما زعم أنها تفتقر إلى "المظهر" و"القدرة البدنية" لتولي رئاسة الولايات المتحدة.
أما مناظرة يوم الثلاثاء، والتي تعتبر اللقاء الأول وجهاً لوجه بين ترامب ومنافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، فقد تشكل منعطفاً حاسماً في سباق انتخابي متقارب قبل ثمانية أسابيع من انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
الهجمات العنصرية ضد هاريس
شن ترامب بالفعل سلسلة من الهجمات العنصرية والجنسية ضد هاريس. فقد زعم الرئيس السابق أن هاريس، التي تنحدر من أصول إفريقية وجنوب آسيوية، لم "تصبح سوداء البشرة" إلا مؤخراً، وفقاً لـ"رويترز".
كما أعاد نشر رسالة مبتذلة على الإنترنت تلمح إلى أنها استغلت الجنس للارتقاء في مسيرتها المهنية. وأطلق إهانات تلعب على الصور النمطية المتعلقة بالنساء والأشخاص السود، واصفاً إياها بأنها "ضعيفة"، و"غبية"، و"كسولة".
اقرأ أيضاً: أسئلة وتوقعات ومعلومات عن المناظرة الرئاسية المرتقبة بين ترامب وهاريس
وفقاً لمقابلات أجريت مع ثمانية من خبراء استطلاعات رأي، وخبراء في المناظرات والسياسة ونشطاء سود، فإن استخدام ترامب لهذه الهجمات أمام عشرات الملايين من المشاهدين، ورد فعل هاريس عليها، قد يحمل مخاطر لكلا المرشحين.
شاهد أكثر من 51 مليون مشاهد تلفزيوني المناظرة بين ترامب والرئيس الديمقراطي جو بايدن في يونيو/حزيران.
ووفقاً للأستاذ في جامعة فاندربيلت وخبير في السياسة الرئاسية،جون جير، فإن إهانات ترامب قد تؤدي إلى تنفير مجموعات الناخبين الرئيسية، بما في ذلك النساء والناخبين السود والمعتدلين.
وأضاف: "سوف ينفرون من هذا النوع من الخطاب".
حسابات هاريس المعقدة
تواجه كامالا هاريس، التي قد تصبح أول امرأة سوداء، وأول أميركية من أصول جنوب آسيوية تتولى منصب الرئيس، حسابات سياسية معقدة يوم الثلاثاء.
إذا تجاهلت هجمات ترامب على منصة المناظرة، كما فعلت في الحملة الانتخابية، فقد يُنظر إليها على أنها غير مستعدة للدفاع عن نفسها.
وإذا تفاعلت مع خطابه، قد تجد نفسها مُنجرة إلى السجال الذي يجيد ترامب الاستفادة منه، وتفتح الباب أمام اتهامات، سواء كانت عادلة أم لا، بأنها تستغل عرقها وجنسها لتحقيق مكاسب سياسية.
قالت مديرة الأبحاث في مركز جامعة مركز النساء والسياسة الأميركية بجامعة روتجرز، كيلي ديتمار، إن رد الفعل القوي للغاية قد يعزز الصورة النمطية للمرأة السوداء الغاضبة.
تواجه هاريس تحدياً إضافياً يتمثل في الرد على هجمات ترامب مع تعريف نفسها أيضاً للناخبين الذين ما زالوا يتعرفون عليها بعد دخولها المفاجئ في السباق قبل سبعة أسابيع.
اقرأ أيضاً: هاريس تكشف عن خططها الاقتصادية قبيل مناظرة حاسمة مع ترامب.. حسم ضريبي على الشركات الصغيرة
في استطلاع رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا يوم الأحد، قال 28% من الناخبين المحتملين إنهم بحاجة إلى مزيد من المعلومات حول هاريس، بينما كانت الآراء حول ترامب محددة إلى حد كبير.
وذكرت مصادر الحملة إن هاريس ستحاول تجنب الانجرار إلى تبادلات شخصية بينما تهدف إلى جر ترامب إلى نوع التعليقات الهجومية التي من المرجح أن تنتشر على نطاق واسع.
قد تتمكن هاريس، المدعية العامة السابقة، من إرسال إشارة أكثر دقة حول هجمات ترامب دون وصفها صراحة بأنها عنصرية أو جنسية.
وقد نجحت في ذلك في مناظرتها لمنصب نائب الرئيس عام 2020 ضد مايك بنس، عندما ردت على مقاطعاته قائلة: "السيد نائب الرئيس، أنا أتحدث"، وهي اللحظة التي انتشرت على نطاق واسع.
وفي مقابلة إذاعية بثت يوم الاثنين، قالت هاريس إنها مستعدة لتكتيكات ترامب.
🔴 المناظرة المرتقبة بين ترامب وهاريس.. ما هي القضايا الأكثر إلحاحاً؟
وفي لقاء مع الصحافيين يوم الاثنين، قالت النائبة الديمقراطية السابقة تولسي غابارد، التي تقدم المشورة لترامب قبيل المناظرة، إن الرئيس السابق سيركز على سجل هاريس وسيتحدث معها بالطريقة نفسها التي تحدث بها مع بايدن.
وأضافت غابارد: "الرئيس ترامب يحترم النساء ولا يشعر بالحاجة إلى التحدث إليهن بأسلوب متعاطف أو بشكل مختلف عن كيفية حديثه مع الرجال".
ترامب سبق أن تجاهل دعوات من مستشاريه وزملائه الجمهوريين لتلطيف نبرته والتركيز على القضايا، وقال للصحفيين: "علي أن أفعل ذلك بطريقتي الخاصة".
لكن الرئيس السابق واجه صعوبة في العثور على خط هجوم فعال ضد هاريس، التي، على عكس كلينتون، ليست مثقلة بعقود من العبء السياسي، والتي أثارت موجة من الحماس بين الديمقراطيين منذ توليها قيادة حملة بايدن الانتخابية المتعثرة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي