🔴 محللون يرصدون الآليات المحتملة التي تم من خلالها اختراق الأجهزة:
- "محفز يتم تنشيطة برسالة مركزية" تسبب في ارتفاع درجة حرارة البطارية على الأرجح من خلال ماس كهربائي
- احتمالات قائمة لوجود ثغرة في تشفير موجات الاتصال.. أو تدخل عامل بشري أو استغلال خطأ تقني في الأجهزة التي حصل عليها الحزب مؤخراً
- هذه العملية تعتبر جزءاً من الحرب التكنولوجية التي تتطور بسرعة.. حيث تعتمد إسرائيل بشكل متزايد على الاختراقات السيبرانية والتكنولوجيا دون تكبد خسائر بشرية
- العملية يمكن أن تكون قد تمت من خلال برامج خبيثة أدت إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية.. أو أن شحنة تم وضعها في الأجهزة لتفجيرها عن بعد
شهد حزب الله اللبناني، الثلاثاء 17 سبتمبر/ أيلول، أكبر اختراق أمني من نوعه، أسفر عن تفجيرات أجهزة اتصال محمولة في أنحاء لبنان، وهو الحادث الذي حمّل الحزب مسؤوليته إلى إسرائيل، متعهداً بالرد.
ووصفت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية الحادث بأنه "هجوم سيبراني إسرائيلي" أدى إلى تفجير عدد كبير من أجهزة الاتصال Pagers في عدة مناطق لبنانية، مما تسبب، في حصيلة أولية، إلى سقوط 8 قتلى بينهم أطفال، علاوة على 2800 مصاب.
وباعتبار الحادث اختراقاً سيبرانياً، يأتي في وقت تحتدم فيه حدة التوترات والمواجهات في المنطقة، لا سيما منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء الحرب في غزة، فإن ثمة تساؤلات تفرض نفسها حول كيفية وقوع تلك النوعية من الاختراقات التي يُمكن من خلالها للمخترقين الوصول للأجهزة بحوزة حامليها، وكيف تتم عملية التفجير؟ ولماذا تعرض هذا النوع تحديداً من الأجهزة لمثل تلك العملية؟
عملية معقدة
من الولايات المتحدة، قال المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية، المتخصص في تقنية البلوك تشين والأمن السيبراني، أحمد بانافع، في حديثه مع CNBC عربية: "كان الهجوم الإلكتروني على أجهزة النداء (أجهزة الاتصال المحمولة الخاصة بحزب الله اللبناني) نتيجة لخطة معقدة تتضمن مراحل متعددة. ووفقاً للتقارير، فقد تم توزيع أجهزة النداء مؤخراً بعد اغتيال عديد من الشخصيات، مما أدى إلى افتراض أن المهاجمين كانوا على علم بالأجهزة الجديدة.
وذلك في إشارة لما نقلته وكالة رويترز، عن مصادر أمنية، أكدت أن أجهزة الاتصال التي انفجرت في لبنان هي أحدث طراز يجلبه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية.
وتابع الأكاديمي المتخصص في الأمن السيبراني: "لقد تمكنوا (الجهة القائمة على الاختراق) من الوصول إلى أجهزة النداء، وتعديل البطاريات، وإضافة محفز يتم تنشيطه برسالة مركزية.. تسبب هذا في ارتفاع درجة حرارة البطاريات، على الأرجح من خلال ماس كهربائي، مما أدى في النهاية إلى انفجارات".
وأفاد بانافع بأنه "يمكن أن تصل درجات حرارة البطاريات إلى 590 درجة مئوية عند ارتفاع درجة حرارتها"، موضحاً أنه تم اختيار أجهزة النداء، وهي أجهزة اتصال منخفضة المستوى بدون تشفير، لتجنب مراقبة الهواتف الذكية. ومع ذلك، فإن استخدام هذه التكنولوجيا القديمة كان له نتائج عكسية، حيث ظلت عرضة للخطر بسبب طبيعتها اللاسلكية.وكان مسؤول من حزب الله، قدذكر أن انفجار الأجهزة هو "أكبر اختراق أمني" تعرض له الحزب خلال حرب ضد إسرائيل مستمرة منذ قرابة عام، بحسب ما نقلته رويترز.
اقرأ أيضاً: ما هي الوحدة 8200 الإسرائيلية التي خطط حزب الله اللبناني لاستهدافها؟
اختراق البيجر
ومن بيروت، قال أخصائي التطوير التكنولوجي، وخبير الأمن السيبراني، هشام الناطور، في حديثه مع CNBC عربية، إن ما حدث في لبنان هو عملية اختراق لشبكة الاتصالات التابعة لحزب الله، موضحاً أن هذه الشبكة هي واحدة من أحدث أنظمة الاتصال التي يستخدمها الحزب، وقد تعرضت للاختراق من قبل إسرائيل (حسبما حمّل الحزب المسوؤلية لها)، ما أدى إلى تفجير الأجهزة المستخدمة في الاتصال، والتي تعرف باسم "البيجر".
وأضاف أن هذه الأجهزة تحتوي على خاصية التفجير الذاتي، وهي ميزة تتيح تفجيرها عند الحاجة، وتحديداً في حال وقوعها في أيدي الطرف الآخر، موضحاً أن هذه الخاصية يتم تفعيلها إما من خلال المراكز التي تسيطر على هذه الأجهزة، أو عند محاولة الطرف المستهدف استخدام هذه الأجهزة أو معرفة المعلومات المخزنة فيها.
الخبير أشار أيضاً إلى أن إسرائيل أظهرت تطوراً ملحوظاً في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الفترة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق باستخدام المسيرات المجهزة بتقنية الليدار (تحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر، وهي تقنية استشعار عن بعد بنبضات من الضوء)، التي تتيح مسحاً جغرافياً شاملاً للأرض. وأوضح أن هذه المسيرات قد تُستخدم لتحليل حركة الاتصالات بين الأجهزة ومعرفة مواقعها.
وأكد أن إسرائيل تمكنت من استغلال هذه التكنولوجيا إلى جانب تقنيات أخرى لاختراق أجهزة البيجر، إما عبر تدخل بشري في أنظمة الإرسال، أو عن طريق إرسال موجات مشابهة للموجات التي تستخدمها هذه الأجهزة، مما أدى إلى وقوع مستخدمي البيجر في فخ التواصل مع الجهة المهاجمة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، عن مختصين تقديراتهم بأن عملية الاختراق يمكن أن تكون قد تمت من خلال برامج خبيثة أدت إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية، أو أن شحنة تم وضعها في الأجهزة لتفجيرها عن بعد.
طرق الاختراق المحتملة
وأفاد الناطور في سياق حديثه مع CNBC عربية، بأن هناك عدة طرق محتملة لهذا الاختراق، منها وجود ثغرة في تشفير موجات الاتصال، أو تدخل عامل بشري، أو استغلال خطأ تقني في الأجهزة التي حصل عليها الحزب مؤخراً.
وأضاف أن هذه العملية تعتبر جزءاً من الحرب التكنولوجية التي تتطور بسرعة، حيث تعتمد إسرائيل بشكل متزايد على الاختراقات السيبرانية والتكنولوجيا دون تكبد خسائر بشرية.
وفي السياق، أشار إلى أن ثمة معلومات تؤكد بيع "داتا" لبنان كاملة عبر الإنترنت، والتي تشمل جميع المعلومات الشخصية والجغرافية والعقارية للمواطنين اللبنانيين.
ويشار إلى أن تلك المعلومات المرتبطة بتسريب بيانات اللبنانين غير موثقة ولم يتسن التأكد من دقتها.
وختم الخبير بالتحذير من أن الخصوصية والبنية التحتية السيبرانية في لبنان قد تكون مخترقة بالكامل، سواء من قبل إسرائيل أو جهات أخرى، ما يستدعي ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية المعلومات الحساسة والبنى التحتية الحيوية في البلاد.
نحو 120 مليون دولار تكلفة الضربات الإسرائيلي على لبنان
وقائع الحادث
وكان حزب الله اللبناني، قد قال في بيان، إن سلسلة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال محمولة (بيجرز) يستخدمها الحزب تسببت في مقتل اثنين من عناصره وفتاة. وكشف عن أنه يجري تحقيقا لتحديد أسباب الانفجارات.
كما حمل الحزب إسرائيل مسؤولية انفجار أجهزة الاتصالات في أنحاء لبنان، وتوعد بالرد. وأشار في بيان إلى أنه بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول ما وصفه بـ "الاعتداء الآثم" فإنّه يحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة.
واستمرت موجة الانفجارات نحو ساعة عقب الانفجارات الأولى التي وقعت في نحو الساعة 3:45 بالتوقيت المحلي (1345 بتوقيت غرينتش). ولم تتضح بعد كيفية انفجار الأجهزة.
اقرأ أيضاً: خطة الحكومة اللبنانية للطوارئ في ظل سيناريوهات الحرب في لبنان
وقالت قوى الأمن الداخلي في لبنان إن عددا من أجهزة الاتصال اللاسلكية انفجرت في أنحاء لبنان، ولا سيما في الضاحية الجنوبية في بيروت، ما أدى إلى حدوث إصابات.
ووقعت الانفجارات وسط احتدام العنف بين إسرائيل وحزب الله اللذين يخوضان أعمالا قتالية عبر الحدود في أسوأ تصعيد في سنوات، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
لبنان خلال 5 سنوات إفلاس وانفجار وحرب ثم عتمة كاملة!
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي