تمثل إعادة تشغيل محطة "ثري مايل أيلاند" خطوة للأمام للطاقة النووية، لكن الولايات المتحدة بحاجة إلى إنشاء محطات جديدة لمواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء، حسبما قال أحد كبار المسؤولين النوويين في البلاد هذا الأسبوع.
تحتاج الولايات المتحدة إلى مضاعفة أسطولها النووي على الأقل ثلاث مرات لمواكبة الطلب، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وضمان أمن الطاقة في البلاد، وفقاً لما قاله مايك غوف، القائم بأعمال مساعد وزير الطاقة في مكتب الطاقة النووية.
تمتلك الولايات المتحدة حالياً أكبر أسطول نووي في العالم، حيث تضم 94 مفاعلاً تشغيلياً بإجمالي قدرة تصل إلى نحو 100 غيغاواط. وقد زود هذا الأسطول البلاد بأكثر من 18% من استهلاك الكهرباء في عام 2023.
اقرأ أيضاً: مع تزايد الإنفاق العالمي على تطويرها.. ترتيب الدول الأكثر امتلاكاً للرؤوس النووية
احتياجات الولايات المتحدة من الطاقة النووية
تحتاج الولايات المتحدة إلى إضافة 200 غيغاواط من الطاقة النووية، وفقاً لما قاله غوف في مقابلة مع CNBC. وهذا يعادل تقريباً بناء 200 محطة جديدة، استناداً إلى متوسط حجم المفاعل الحالي في الأسطول الأميركي الذي يبلغ نحو غيغاواط واحد.
وقال غوف: "إنها مهمة ضخمة". قادت الولايات المتحدة ائتلافاً عالمياً في ديسمبر/كانون الأول الماضي تعهد رسمياً بتحقيق هذا الهدف بحلول عام 2050.
وقد أيدت المؤسسات المالية مثل Goldman Sachs وBank of America هذا الهدف في مؤتمر مناخي في مدينة نيويورك هذا الأسبوع.
وقال غوف إن خطة شركة "Constellation Energy" لإعادة تشغيل محطة "ثري مايل أيلاند" بحلول عام 2028 تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح. وأوضح أن المحطة عملت بأمان وكفاءة، وتوقفت فقط في عام 2019 لأسباب اقتصادية.
ستقوم شركة "Microsoft" بشراء الكهرباء من المحطة لتزويد مراكز بياناتها بالطاقة. قال غوف إن ظهور مراكز البيانات الكبيرة التي تستهلك ما يصل إلى غيغاواط من الكهرباء يعزز الحاجة إلى مفاعلات جديدة.
لكن غوف أشار إلى أن إعادة تشغيل المفاعلات في الولايات المتحدة سيوفر فقط جزءاً صغيراً من الطاقة النووية المطلوبة. وهناك عدد قليل من المحطات المغلقة التي تعتبر مرشحة محتملة لإعادة التشغيل، وفقاً لما قاله غوف.
وقال غوف عن عمليات إعادة التشغيل المحتملة: "إنها ليست رقماً كبيراً". وأضاف: "نحتاج حقاً إلى المضُي قدماً أيضاً في نشر المحطات".
اقرأ أيضاً: تزايد بناء مراكز البيانات يرفع الطالب على الطاقة في أميركا
محطات الفحم قد تمهد الطريق لبناء المزيد من المفاعلات النووية
يمكن أن توفر محطات الفحم في جميع أنحاء الولايات المتحدة فرصة لبناء عدد كبير من المحطات النووية الجديدة. حيث تقوم شركات المرافق في العديد من مناطق الولايات المتحدة بالتخلص من الفحم كجزء من الانتقال إلى الطاقة النظيفة، مما يؤدي إلى حدوث فجوة في الإمداد في بعض المناطق لأن الطاقة الجديدة لا تُبنى بسرعة كافية.
تشير دراسة صادرة عن وزارة الطاقة هذا الشهر إلى أن المحطات التي تم إغلاقها مؤخراً، وتلك التي يُتوقع أن تُحال للتقاعد، والمحطات التي لا توجد لها تواريخ إغلاق مقدرة حتى الآن، يمكن أن توفر مساحة تصل إلى 174غيغاواط من الطاقة النووية الجديدة عبر 36 ولاية.
قال غوف: "يمكننا في الواقع الحصول على خفض كبير في التكلفة من خلال البناء في محطة تعمل بالفحم. ربما يمكننا الحصول على خفض في التكلفة بنسبة 30% مقارنة بالانتقال إلى موقع جديد".
إن ارتفاع التكاليف والجداول الزمنية الطويلة تشكل عقبات رئيسية أمام بناء محطات نووية جديدة. على سبيل المثال، كلف توسيع محطة فوغتل في جورجيا بمفاعلين جديدين أكثر من 30 مليار دولار واستغرق نحو سبع سنوات أطول من المتوقع.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي