استهدفت إيران منشآت إنتاج الغاز الإسرائيلية الواقعة بالقرب من مدينة عسقلان جنوب غربي إسرائيل، حسبما أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، وذلك ضمن ضربات صاروخية إيرانية رداً على اغتيال قياديين بارزين في المنطقة، الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية.
هذه الهجمات تمثل حلقة من سلسلة النقلات النوعية في سياق المواجهة المتصاعدة بين الخصوم الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط، حيث اختارت إيران توجيه صواريخها نحو أهداف حساسة، بما في ذلك أهداف اقتصادية، في محاولة لتكبيد الطرف الإسرائيلي أكبر قدر من الخسائر.
🔴نشرت وكالات انباء محلية إيرانية مقطعا مصورا قالت إنه يخص اللحظات الأولى لإطلاق صواريخ إيرانية صوب إسرائيل
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) October 1, 2024
📌إذاعة الجيش الإسرائيلي أفادت بأن نحو 200 صاروخ أطلقت من إيران على إسرائيل pic.twitter.com/DapRD8Jwi8
ومن أجل هذا الغرض كان من بين أهداف إيران في ضربة الثلاثاء منصة الغاز الإسرائيلية بالقرب من مدينة عسقلان، حيث تمثل هذه المنصة أهمية استراتيجية خاصة بالنسبة لإسرائيل وتأمين إمدادات الغاز المحلية، إذ يصنف حقل الغاز هناك "حقل تمار" كثاني أكبر حقول البلاد.
اقرأ أيضاً: 🔴 إطلاق صواريخ من إيران على إسرائيل
حقل تمار الواقع في شرق البحر الأبيض المتوسط مقابلاً لسواحل سوريا ولبنان وقبرص وفلسطين ومصر، هو حقل لإنتاج الغاز والمكثفات يقع في حوض ليفانتين قبالة سواحل إسرائيل، تم اكتشاف الغاز فيه في العام 2009 من قبل شركة "Nobel Energy" الأميركية وشركاء محليين، وبدأ تشغيله بعد أربع سنوات في أبريل/ نيسان 2013.
ما هو حقل تمار؟ وما أهميته؟
تبلغ الطاقة الإنتاجية للحقل - الذي يقع على بعد حوالي 13 ميلاً من الساحل الإسرائيلي جنوب مدينة عسقلان وعلى مسافة مماثلة من غزة - ما يزيد عن 1.1 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز والمكثفات.
يُعد هذا الحقل من أهم الاكتشافات الغازية في منطقة شرق البحر المتوسط، وقد شكل منذ اكتشافه عام 2009 - في منطقة تبعد نحو 80 كيلومتر من حيفا على عمق نحو 1700 متر تحت سطح البحر- محوراً رئيسياً لاستراتيجية إسرائيل في تعزيز أمنها الطاقي.
اقرأ أيضاً: شلل جوي على "خط النار" بين إيران وإسرائيل
ويحظى الحقل بأهمية كبيرة على النطاق المحلي - رغم أنه ليس الحقل الأكبر في إسرائيل - لا سيما للاعتماد المحلي عليه، ففي العام 2022 - قبل عام بدء الحرب في غزة - استخدم حوالي 85% من إنتاج الحقل لتغطية السوق المحلية، وتم تصدير نحو 15% إلى الأردن (لتوليد الكهرباء) ومصر (للإسالة والتصدير لأوروبا).
وفي العام 2023، بلغت صادرات الحقل 2.56 مليار متر مكعب، ذهب معظمها إلى مصر، بحسب بيانات وزارة الطاقة الإسرائيلية.
#عاجل
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) October 1, 2024
النفط يرتفع بأكثر من 5% بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق صواريخ من إيران على إسرائيل pic.twitter.com/0QUPMCLuss
ووفق تقييم مستقل أجرته وكالة NSAI، يحتوي الحقل على احتياطيات من الغاز الطبيعي تبلغ نحو 11.14 تريليون قدم مكعبة، أو نحو 315 مليار متر مكعب.
كان الحقل في البداية تحت إدارة شركة Nobel Energy، قبل أن تستحوذ عليه شركة Chevron في العام 2020، والتي تتولى مهام إدارة الحقل، وتمتلك حصة بنسبة 25% به.
وبحسب Spglobal، فقد أصبحت إسرائيل، التي تصدر الغاز أيضاً إلى مصر والأردن، دولة رئيسية منتجة للغاز في السنوات الأخيرة بفضل حقول ليفيثان وكاريش وتمار (الذي يلعب دوراً محورياً في تزويد إسرائيل بالطاقة، إذ يغطي معظم احتياجاتها من الغاز الطبيعي المستخدم لتوليد الكهرباء وتحلية المياه وتشغيل المصانع).
ويعد تمار ثاني أكبر حقل غاز في إسرائيل، بعد حقل ليفياثان في البحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالي 130 كيلومتراً من ساحل حيفا، والذي تم اكتشافه في عام 2010. يُقدر احتياطي حقل ليفياثان بحوالي 22 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
أما حقل كاريش، فيصل حجم احتياطيه إلى 1.3 تريليون قد مكعبة مكعب من الغاز، في المرتبة الثالثة بعد تمار وليفياثان، يليهم حقل تنين (أكثر من تريليون قدم)، ودليت (احتياطي 0.5 تريليون قدم).
#عاجل|#الأسواق_الآن|
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) October 1, 2024
🔴مع تصاعد التوترات الجيوسياسية نتيجة شن إيران هجوم صاروخي على إسرائيل..
🔻عملة الشيكل الإسرائيلي تفقد أكثر من 1.2% من قيمتها أمام الدولار متجهة لتسجيل أكبر خسارة يومية في نحو شهرين pic.twitter.com/oqFLGabf1R
الأهمية الاستراتيجية لـ "تمار"
يحظى تمار بأهمية استراتيجية خاصة بالنسبة لإسرائيل، لا سيما لكونه قد مكنها من توقيع اتفاقيات لتصدير الغاز إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن. وهذه الصفقات أسهمت في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين إسرائيل وهذه الدول. كما أن تطوير حقل تمار، إلى جانب حقول أخرى مثل "ليفياثان"، أسهم في تعزيز نفوذ إسرائيل داخل تحالفات الطاقة.
🔴عقب انتهاء الهجمة الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، أظهرت مقاطع مصورة سقوط الصواريخ في مناطق متعددة في إسرائيل ومنها المطار العسكري نيفاتيم، وأخرى في خارجها خاصة في الأردن وسوريا
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) October 1, 2024
📌تباينت التقديرات لآثار الصواريخ الإيرانية وتداولت أنباء تضرر القاعدة العسكرية نيفاتيم في بئر سبع… pic.twitter.com/ZNwghJvAOq
وتستورد مصر الغاز الإسرائيلي من حقلي الغاز تمار وليفيثان الواقعين في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل إسرائيل، للمساعدة في تلبية الطلب المحلي ولتصدير الغاز الطبيعي المسال من مصنعيها للتسييل.
تهديدات مستمرة.. وإغلاقات
وبرغم الفوائد الاقتصادية والجيوسياسية، يواجه حقل تمار تحديات عدة، أبرزها التهديدات الأمنية في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.
وتعرض الحقل للإغلاق عدة مرات، آخرها في العام الماضي 2023 عقب اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/ تشرين الأول، وقد قُدرت الخسائر اليومية الناجمة عن الإغلاق حينها بحوالي 201 مليون دولار (يومياً) وفق تقديرات شركة (BDO Israel). قبل أن يتم استئناف الإنتاج من جانب شركة Chevron في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني.
اقرأ أيضاً: "دعاية الحرب" تسيطر على مصير صواريخ إيران تجاه إسرائيل
وكان الحقل قد تعرض للإغلاق مؤقتاً في مايو/ آيار 2021، لعدة أيام بأمر من وزارة الطاقة بعد إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية من قطاع غزة.
وبينما كان حقل تمار مغلقاً، واصلت شركة Chevron الإنتاج من حقل ليفياثان. وتقع منصة تمار أقرب إلى غزة من ليفياثان، الذي تقع منصته إلى الشمال من ساحل إسرائيل، بالقرب من ميناء حيفا.
وفي مايو/أيار 2019، قررت إسرائيل وقف إمدادات الغاز من المنصة بعد تصاعد القتال عبر الحدود بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية والذي استمر لمدة ثلاثة أيام.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي