أسواق الطاقة تحت الضغط.. ما تأثير التصعيد في الشرق الأوسط؟ (ملف خاص- CNBC عربية)

نشر
آخر تحديث
أسواق الطاقة تحت الضغط.. ما تأثير التصعيد في الشرق الأوسط؟  (ملف خاص- CNBC عربية)

استمع للمقال
Play

⬅️ UBS Global لـ CNBC عربية: أسعار النفط 🛢️ ستظل مرتفعة حتى يتضح رد فعل إسرائيل 

⬅️ Energy Delta Institute لـ CNBC عربية: خطر تأثر إنتاج النفط الإيراني من قبل إسرائيل "قابل للإدارة"

⬅️ رئيس  Rapidan Energy Group لـ CNBC عربية: سواء استهدفت إسرائيل منشآت تصدير النفط الإيرانية أم لا فهناك خطر أعلى بأن يستمر التصعيد ويهدد في النهاية إنتاج الطاقة الإقليمية وتدفقاتها أو يلحق الضرر بها

⬅️مدير مركز الطاقة العالمي بالمجلس الأطلسي لـ CNBC عربية: الإمدادات القوية والقدرة الفائضة الكبيرة توفر حاجزًا ضد الاضطرابات الكبيرة

⬅️ تقرير لـ S&P Global: الهجوم الإيراني يعرض 287 ألف برميل يومياً من طاقة التكرير الإسرائيلية لخطر أكبر

⬅️ رئيس Lipow Oil  لـ CNBC عربية: إذا دمرت إسرائيل البنية التحتية لتصدير النفط الإيراني من المرجح أن ترتفع أسعار النفط بمقدار 5 إلى 7 دولارات للبرميل

⬅️ زميل زائر في جامعة جورج ماسون لـ CNBC عربية: ظروف السوق الأوسع نطاقاً تقدم عوامل هبوطية لأسعار النفط


CNBC عربية- محمد خالد

ترزح أسواق الطاقة تحت ضغط تصاعد المخاطر في منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل سلسلة التطورات المتسارعة التي تُهدد بمزيدٍ من التصعيد بين الخصوم الإقليميين.

وشكلت الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، الثلاثاء الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، أحدث حلقة ضمن حلقات هذا التصعيد، وقد سبقتها ضربات إسرائيلية مكثفة على مناطق مختلفة، لا سيما لبنان، وقد أفضت إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وأمام تفاقم التوترات الجيوسياسية على ذلك النحو، وبينما تُحبس الأنفاس انتظاراً لـ "رد إسرائيلي" على تلك الهجمات بعدما توعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برد حاسم، فإن المنطقة تبدو على شفا اندلاع صراع أوسع، من شأنه أن يقود في أسوأ السيناريوهات إلى حربٍ إقليمية واسعة النطاق، سعت الأطراف في وقت سابق إلى تجنبها.

وفي اليوم الأول من الربع الثالث من العام 2024، كانت أسعار النفط على موعدٍ من قفزات واسعة تجاوزت الـ 5 بالمئة خلال التعاملات بعد الضربة الإيرانية، وبما يعكس تسعير الأسواق لتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وهو التأثير الذي من المُتوقع على نطاق واسعٍ تفاقمه مع تواصل المواجهات والردود العنيفة بين الأطراف دون التوصل إلى حلٍ حاسم.

تعكس أسواق الطاقة حقيقة أن تصاعد المخاطر الجيوسياسية يُشكل أحد أبرز العوامل المؤثرة في ديناميكيات الأسعار. فكلما زادت حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، زادت المخاوف من انقطاع الإمدادات، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل فوري، لا سيما وأن منطقة الشرق الأوسط تعتبر مركزاً رئيسياً مؤثراً للإنتاج العالمي للنفط، لذا فإن أي تصعيد يُهدد الاستقرار في هذه المنطقة من شأنه أن يُثير قلق المستثمرين والمضاربين على حد سواء.

وتتجه الأنظار نحو إمكانية حدوث صدمات عرضية تؤثر على توازن السوق. وبناءً على ذلك، فإن ردود الفعل المتسارعة من اللاعبين الرئيسيين في السوق، مثل منظمة أوبك وحلفائها، ستُصبح حاسمة في تحديد اتجاه الأسعار، وقد يتطلب الأمر إجراءات سريعة لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.



مخاطر على طرفي الصراع

وبحسب محللي النفط في S&P Global Commodity Insights، في مذكرة  اطلعت CNBC عربية عليها، فإن "الهجوم الإيراني من شأنه أن يصعد الصراع القائم بين إسرائيل وكل من حزب  الله وحماس". ونبهوا إلى أنه "من المرجح أن يعرض ذلك بعضاً من البنية التحتية النفطية الإسرائيلية على الأقل إلى الخطر، وبما يتضمن حوالي 287 ألف برميل يوميا من طاقة التكرير الإسرائيلية".

تشير المذكرة لارتفاع العقود الآجلة لخام برنت بنحو 5% بعد الهجوم الإيراني ليصل إلى مستويات 75 دولاراً للبرميل. بينما كان الخام القياسي في وقت سابق من اليوم، يتداول عند مستويات أقل في أعقاب تقارير تفيد بأن أوبك وحلفائها قد يبدأون في زيادة الإنتاج.

وفي اليوم التالي، واصلت أسعار النفط ارتفاعاتها، الأربعاء 2 أكتوبر، وسط مخاوف من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يتحول إلى حرب أوسع نطاقا ويعطل إمدادات النفط من منطقة الإنتاج الرئيسية بعد أن أطلقت إيران صواريخ باليستية على إسرائيل.

خطر اندلاع حرب شاملة

وإلى ذلك، يقول رئيس  Rapidan Energy Group، بوب ماكنالي، يقول في تصريحات خاصة لـ CNBC عربية: "لقد فاجأ تحول الحرب من غزة إلى لبنان وإيران سوق النفط على حين غرة - حيث كانت السوق قصيرة النظر للغاية وراضية عن مخاطر الاضطراب الجيوسياسي".

ويضيف: إن خطر اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط هو الأعلى منذ هاجمت إيران منشآت نفطية سعودية حاسمة في العام 2019. وعلى عكس شهر أبريل/ نيسان، سترد إسرائيل بشكل غير متناسب على هجوم الصواريخ الباليستية الإيراني. وسواء استهدفت إسرائيل منشآت تصدير النفط الإيرانية في البداية أم لا، فهناك خطر أعلى من التقدير بأن يستمر التصعيد ويهدد في النهاية إنتاج الطاقة الإقليمية وتدفقاتها أو يلحق الضرر بها.

ويوضح أن إيران تقع على جانبي أهم منطقة منتجة ومصدرة للنفط والغاز في العالم. وتقع معظم الطاقة الإنتاجية الاحتياطية لأوبك + من النفط الخام في المنطقة وتتطلب تدفقًا حرًا عبر مضيق هرمز لتكون متاحة للأسواق. وفي الوقت نفسه، استنفدت الولايات المتحدة حوالي نصف احتياطيها الاستراتيجي من البترول، ويظل الاقتصاد العالمي هشًا للغاية. لا يوجد وقت مناسب أبدًا لتهديد إمدادات الطاقة الحيوية في العالم، ولكن من الصعب التفكير في وقت أسوأ من الآن.

ترقب لرد فعل إسرائيل

في السياق، تُشير الحركة الحالية في أسعار النفط إلى تأثير ضعف تمركز المضاربين، حيث أسهمت عمليات تغطية المراكز القصيرة في ارتفاع الأسعار، ومن المتوقع أن تبقى الأسعار مدعومة حتى يتضح رد فعل إسرائيل على الوضع الجيوسياسي.

وهو ما يؤكده محلل أسواق السلع فيUBS Global لإدارة الثروات، جيوفاني ستونوفو، والذي يقول إن "تمركز المضاربين الماليين كان منخفضاً جداً، وبالتالي فإن جزءاً من الحركة عبارة عن نشاط تغطية المكشوف (إغلاق المراكز المكشوفة)".

ويضيف ستونوفو في تعليق لـ CNBC عربية، فيما يخص السيناريوهات التي تنتظر أسعار النفط على المدى القصير في ضوء التوترات الجيوسياسية الراهنة وتفاقمها على ذلك النحو: " أعتقد بأن الأسعار ستظل مدعومة حتى نحصل على مزيد من الوضوح بشأن رد فعل إسرائيل".

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع إيران ثمن هجومها الصاروخي على إسرائيل، في حين قالت طهران إن أي رد انتقامي سيقابل "بدمار واسع النطاق"، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.

وكان مسؤولون إسرائيليون قد قالوا لموقع أكسيوس، إن إسرائيل ستوجه رداً كبيراً على الهجوم الصاروخي الإيراني في غضون أيام، قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل طهران ومواقع استراتيجية أخرى.

سيناريو التصعيد

وعن هذا السيناريو التصعيدي الجديد ومدى تأثيره على أسواق الطاقة وأسعار النفط بشكل خاص، يقول خبير أول في Energy Delta Institute، تيرى بروس، إنه نظراً إلى أن أوبك لديها حوالي 4 ملايين برميل يومياً من الطاقة الاحتياطية غير المستخدمة، ولأن إيران تصدر "فقط" 3 ملايين برميل يومياً، فإن خطر تأثر إنتاج النفط الإيراني من قبل إسرائيل "قابل للإدارة".

ويضيف في تعليقاته لـ CNBC عربية: علاوة على ذلك، لا تستطيع أوبك+ تحمل ارتفاع سعر النفط إلى ما يزيد عن 100 دولار للبرميل؛ لأن ذلك من شأنه أن يسرع التحول في مجال الطاقة بعيداً عن النفط كما رأينا في أوروبا مع الغاز. لذلك يجب أن نتوقع أن تزيد المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي من إنتاجهما إذا لزم الأمر.

ورداً على بشأن تسعير الأسواق للمخاطر، وما إن كان ثمة تأثيرات أعمق في المستقبل بالنظر إلى تلك التهديدات، يقول بروس: "لقد دفعت السوق أسعار النفط إلى الارتفاع أمس (الثلاثاء الأول من أكتوبر/ تشرين الأول) ولكن لكي يرتفع النفط بشكل ملموس، نحتاج إلى رؤية إسرائيل تستهدف البنية التحتية النفطية الإيرانية بشكل مباشر.

اقرأ أيضاً: "دعاية الحرب" تسيطر على مصير صواريخ إيران تجاه إسرائيل

ومن المقرر أن تجتمع لجنة من وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، المعروفة باسم أوبك+، في وقت لاحق من يوم الأربعاء لمراجعة السوق، ولا يتوقع إجراء أي تغييرات في السياسة. ومن المقرر أن ترفع أوبك+، التي تضم روسيا، الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميا شهريا اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول.

وتعتبر إيران، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط، أحد أكبر منتجي النفط في المنطقة.

وذكرت Capital Economics في مذكرة أن "التصعيد الكبير من جانب إيران قد يؤدي إلى جلب الولايات المتحدة إلى الحرب". بينما تمثل إيران حوالي 4% من إنتاج النفط العالمي، لكن الاعتبار المهم سيكون ما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستزيد الإنتاج إذا تعطلت الإمدادات الإيرانية.

وقد اعتبرت ANZ للأبحاث، في مذكرة،  هذا التدخل المباشر لإيران -العضو في منظمة أوبك- بأنه يثير احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط"، موضحة أن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في 6 سنوات عند 3.7 مليون برميل يوميا في أغسطس/ آب.

رسائل طمأنة

على الجانب الآخر، يقول مدير مركز الطاقة العالمي بالمجلس الأطلسي، لاندون ديرينتس، إنه بينما تتصاعد التوترات الجيوسياسية نظراً للصراع المتزايد بين إيران وإسرائيل، ظلت أسعار النفط مستقرة نسبياً، حيث ارتفعت بنسبة تزيد قليلاً عن 2% عند التسوية (مقلصة ارتفاعاتها التي وصلت إلى 5% خلال التعاملات وبعد الضربات مباشرة) بعد الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم الثلاثاء. 

ويلفت لدى حديثه مع CNBC عربية، إلى أن هناك بعض التكهنات بأن إسرائيل ستستهدف الآن البنية التحتية للطاقة ردًا على ذلك، لكن الإمدادات القوية والقدرة الفائضة الكبيرة توفر حاجزًا ضد الاضطرابات الكبيرة في هذا الوقت.

ويضيف: من غير المرجح اتخاذ إجراءات تصعيدية تؤثر على أسواق النفط، مثل إغلاق مضيق هرمز أو الهجوم على البنية التحتية الحيوية في المملكة العربية السعودية، نظرا للتأثير السلبي المقابل على الصين والشركاء الآخرين الذين تعتمد عليهم إيران للحصول على الدعم المالي والسياسي. وفي تلك الحالات، ستكون إيران هي المحرضة وتتحمل مسؤولية توسيع الصراع إلى خارج المنطقة.

السيناريو الأسوأ

رئيس Lipow Oil  لـ CNBC عربية: إذا دمرت إسرائيل البنية التحتية لتصدير النفط الإيراني من المرجح أن ترتفع أسعار النفط بمقدار 5 إلى 7 دولارات للبرميل

وإلى ذلك، يوضح رئيس شركة Lipow Oil Associates الأميركية، آندي ليبو، في تعليق لـ CNBC عربية، أنه مع إطلاق إيران ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل ووعدها بالرد في الوقت والمكان الذي تختاره، فإن سوق النفط تضع في الحسبان احتمالية أعلى لمهاجمة إسرائيل لمنشأة نفطية في إيران مما يتسبب في انقطاع الإمدادات.

"تشق إسرائيل طريقها الخاص في الشرق الأوسط على الرغم من أي تحفظات من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته. ومن الواضح أيضًا أن الإدارة (الأميركية) ستستمر في دعم إسرائيل مع قيام البنتاغون بإبلاغ المزيد من القوات بالاستعداد للانتشار في الشرق الأوسط".

ومع ذلك، لم يكن هناك تأثير على إمدادات النفط بسبب التوترات الجيوسياسية، وقد تمر هذه الأحداث الأخيرة دون أي تأثير على الإمدادات، وفق ليبو، الذي يضيف:  لكن إذا دمرت إسرائيل البنية التحتية لتصدير النفط الإيراني وصادراتها البالغة 1.5 مليون برميل يومياً تقريباً، فمن المرجح أن ترتفع أسعار النفط الخام بمقدار 5 إلى 7 دولارات للبرميل. وقد تقرر أوبك + عدم استبدال أي نفط إيراني، معتقدة بأن الأسعار المرتفعة لصالحها، على حد قوله.

ويختتم حديثه بالإشارة إلى أن أسوأ سيناريو بالنسبة لإمدادات النفط هو أن تفقد إيران قدرتها على تصدير النفط بالكامل وتتخذ خطوات لإغلاق مضيق هرمز لنشر "الألم"، وتلقي باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة. وفي هذه الحالة، سوف ترتفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل.



ظروف السوق الأوسع نطاقاً

وفي السياق، يقول استراتيجي الطاقة المقيم في واشنطن والزميل الزائر في جامعة جورج ماسون، أوميد شكري، في تعليقه لـ CNBC عربية، إن الأحداث الأخيرة -وآخرها الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل- أثارت مخاوف بشأن انقطاعات الإمدادات المحتملة، مما دفع الأسعار إلى الارتفاع. وشهد كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط ارتفاعات، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 4 % إلى 70.92 دولاراً للبرميل. 

وفي حين تظل معنويات المستثمرين هادئة نسبياً، ربما بسبب التوقعات بأن الصراع لن يتصاعد أكثر، فإن ظروف السوق الأوسع نطاقاً تقدم عوامل هبوطية. وتشمل ضعف نمو الطلب، وخاصة من الصين، علاوة على الزيادات المحتملة في الإنتاج من أوبك وحلفائها.

ويضيف: من المتوقع أن تظل السوق متقلبة في الأمد القريب مع مراقبة المتداولين للتطورات في الشرق الأوسط، وخاصة حول نقاط الاختناق الرئيسية مثل مضيق هرمز. بالإضافة إلى ذلك، تسهم حالة عدم اليقين الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى في توقعات هبوطية لأسعار النفط، مما يخفف من المكاسب المدفوعة بالمخاطر الجيوسياسية.

ورداً على سؤال حول السيناريوهات المحتملة حال ما إذا نفذت إسرائيل تهديداتها باستهداف النفط الإيراني كرد على الهجمات الأخيرة، يوضح شكري، أن ذلك قد يتسبب في اضطرابات كبيرة في إمدادات النفط العالمية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير. وباعتبارها منتجاً رئيسياً يسهم بنحو 4٪ من نفط العالم، فإن أي هجمات على منشآت إيرانية قد تزيل كمية كبيرة من السوق.

ويتوقع المحللون أن تؤدي مثل هذه الاضطرابات إلى دفع أسعار النفط إلى ما يزيد عن 100 دولار للبرميل. ومن المرجح أن يؤدي هذا التوتر الجيوسياسي إلى تفاقم تقلبات السوق، حيث يستجيب التجار لاحتمال نقص الإمدادات لفترات طويلة وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة.



أوبك وتوازن الأسواق

وفي معرض حديثه مع CNBC عربية، يقول استراتيجي الطاقة المقيم في واشنطن، إن منظمة أوبك  تلعب دوراً حاسماً في استقرار أسواق النفط العالمية من خلال تعديل مستويات الإنتاج لاستعادة التوازن. ومع سيطرتها على ما يقرب من 40٪ من إنتاج النفط الخام في العالم وأكثر من 80٪ من الاحتياطيات المؤكدة، فإن قرارات أوبك تؤثر بشكل كبير على أسعار النفط العالمية.

ويعتمد تأثير المنظمة على السوق إلى حد كبير على قدرتها على إدارة أهداف الإنتاج والحفاظ على الطاقة الاحتياطية، وخاصة من خلال المملكة العربية السعودية، وهو أمر ضروري للاستجابة لانقطاعات الإمدادات.

ومع ذلك، وفقاً لأوميد- يمكن لعدة عوامل أن تحد من فعالية أوبك، ذلك أن التزام الأعضاء بحصص الإنتاج غير متسق، مما يقوض مصداقية المجموعة وتنفيذ قراراتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن العوامل الجيوسياسية والتحولات في السوق، مثل ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، يمكن أن تعقد جهود أوبك لتحقيق استقرار الأسعار.

وفي حين تظل أوبك لاعباً رئيسياً في إدارة إمدادات النفط والأسعار، فإن نجاحها في الحفاظ على استقرار السوق يعتمد على الوحدة الداخلية، والتزام الأعضاء بالحصص، وقوى السوق الخارجية.

أسواق الغاز

على الجانب الآخر، فإن تهديد منصات الغاز الإسرائيلية من جانب إيران يمثل تصعيداً يلقي بظلاله على المشهد، لا سيما وأن أنباءً تواترات عن استهداف منصة غاز إسرائيلية قبالة سواحل عسقلان في الهجوم الإيراني الأخيرة (بحسب تقارير إيرانية من بينها وكالة تسنيم، وتقارير إسرائيلية أخرى).

وتقع المنصة التي يتم من خلالها نقل الغاز من حقل تمار إلى الشاطئ قبالة سواحل جنوب إسرائيل، في حين يصل الغاز من حقل ليفياثان وكاريش إلى الأراضي الواقعة إلى الشمال بالقرب من الحدود مع لبنان.

وفي هذا السياق، يشير خبير أول في Energy Delta Institute، تيرى بروس في معرض حديثه مع CNBC عربية، إلى أنه "إذا استهدفت إيران البنية التحتية للغاز في إسرائيل، فقد يشكل هذا مشكلة أكبر لسوق الغاز؛ حيث لا توجد طاقة إنتاجية احتياطية للغاز على مستوى العالم، كما أن أسعار الغاز مرتفعة بالفعل بسبب التوازن الضيق بين العرض والطلب".

وفيما تُظهر ردود فعل الأسواق حتى الآن قدرة على استيعاب التطورات الجيوسياسية جزئياً، لكن استمرار حالة عدم اليقين قد يدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، مما يفرض على المستهلكين والمستثمرين إعادة تقييم استراتيجياتهم لضمان التكيف مع هذه الأوضاع المتقلبة.

اقرأ أيضاً: ما الذي يعنيه استهداف إيراني لمنشآت إنتاج الغاز الإسرائيلية؟

وبالعودة لتقرير S&P Global ، فقد أشار إلى أن أسواق الغاز الطبيعي المسال والشحن كانت قد استوعبت علاوة المخاطر السياسية بعد ارتفاعها بعد السابع من أكتوبر 2023، موضحاً أن الأسعار أخذت مساراً تصاعدياً خلال العام الجاري، وذلك بعد أن شهدت تراجعاً من مستويات قياسية سابقة وصلت إليها عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير/ شباط من العام 2022.

ويعتقد محللو S&P Global في هذا السياق، بأن أي تأثير على البنية التحتية للغاز في إسرائيل نتيجة صراع أوسع نطاقا مع حزب الله "يخلف آثاراً إقليمية ومحلية"، وذلك بالنظر إلى اعتبار إسرائيل منتج مهم للغاز ومصدر إقليمي.

ويشار إلى أنه طبقاً لبيانات وزارة الطاقة الإسرائيلية المنشورة في مايو/ آيار الماضي، فقد بلغ إنتاج إسرائيل من الغاز مستوى قياسياً العام الماضي عند 24.7 مليار متر مكعب.

وفي الربع الأول من العام الجاري، ارتفاع إنتاج إسرائيل (التي تنتج الغاز من ثلاثة حقول بحرية رئيسية وهي: تمار، وليفيثان، وأخيرًا كاريش) بنحو 7% على أساس سنوي (عند 13.1 مليار متر مكعب)، وبما يعكس اتجاهه نحو تسجيل إنتاج قياسي في العام الجاري. ويشير التقرير إلى أن مصافي النفط الإسرائيلية قد تتأثر بالتصعيد في الصراع.


تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة