الأسهم الأوروبية "بخصم كبير" تجذب الباحثين عن البديل الأرخص لنظيراتها الأميركية

المستثمرون الذين يبحثون عن عوائد من السوق الأميركية المزدهرة يتجهون الآن إلى الأسهم الأوروبية التي تتمتع بوجود كبير في الولايات المتحدة ولكنها تتداول بخصم مقارنة بنظيراتها الأميركية.

تشمل هذه المجموعات شركات أوروبية كبرى مثل "بي إيه إي سيستمز" البريطانية للدفاع، و"شنايدر إليكتريك" الفرنسية، و"نوفو نورديسك" الدنماركية في مجال الأدوية، التي شهدت ارتفاعات حادة هذا العام مع بحث المستثمرين عن بدائل أرخص للشركات الأمريكية ذات الأداء المتميز، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

نقل التقرير عن  ديف تشاكربارتي، كبير مسؤولي الاستثمار للنمو العالمي المركز في شركة "ألاينس بيرنشتاين"، التي تمتلك حصصاً في عدة شركات أوروبية ذات وجود كبير في الولايات المتحدة: "الواقع أنك قادر على الحصول على هذه الشركات بتقييم أقل، وهو أمر يُغفل عنه". وأضاف: "هذا نوع من عدم الكفاءة في التسعير الذي نستمر في استغلاله، ونتوقع الحصول على عوائد منه".

اقرأ أيضاً: ما هي الأسهم الأوروبية المستعدة للاستفادة من حزمة التحفيز الاقتصادي في الصين؟

عززت بيانات الوظائف القوية الصادرة يوم الجمعة في الولايات المتحدة توقعات المستثمرين بأن الاقتصاد الأميركي سيسجل "هبوطًا سلسًا"، حيث يتراجع التضخم بشكل سريع مع استمرار النمو القوي وزيادة التوظيف. ومع ذلك، كان التوجه العام في أوروبا أكثر سلبية، حيث تباطأت الأنشطة التجارية مع انخفاض التضخم.

تحقق عشرات الشركات الأوروبية الكبرى الجزء الأكبر من مبيعاتها في الولايات المتحدة. شركة "نوفو نورديسك"، التي تصنع الأدوية الشهيرة لإنقاص الوزن "أوزمبيك" و"ويجوفي"، تحصل على حوالي 60% من إيراداتها من السوق الأميركية، بينما تحقق "بي إيه إي سيستمز" نحو 50% من مبيعاتها في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإن "نوفو نورديسك"، وهي أكبر شركة في أوروبا من حيث القيمة السوقية، تراجعت خلف منافستها الأميركية "إيلي ليلي"، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 51% هذا العام.

ويرى بعض المستثمرين أن هذا يجعل "نوفو نورديسك" الأوروبية استثماراً أكثر جاذبية، حيث تتداول بسعر إلى الأرباح المتوقع في ديسمبر 2025 يبلغ 27 مرة، مقارنة بـ 39 مرة لمنافستها الأمبركية، وفقًا لبيانات "فاكتست".

قال ستيفن سميث، مدير استثمارات الأسهم في "كابيتال جروب"، إنه يرى فرصًا في قطاعي الأدوية وأشباه الموصلات الأوروبيين، حيث تتداول هذه الشركات المتعددة الجنسيات بخصم مقارنة بنظيراتها الأمريكية.

وأضاف: "عندما يكون هناك نظير أوروبي وأميركي، يكون الأول متداولًا بخصم، ونعتبر هذا فرصة".

قال فيل مكارتني، مدير صندوق الأسهم الأوروبية في "جوبتر لإدارة الأصول"، إنه يختار شركات مثل "إكسبريان" لمزود البيانات، و"شنايدر إليكتريك" للطاقة، و"ساب" لصناعة البرمجيات، التي تتمتع بوجود في السوق الأميركية ومن المرجح أن تستفيد من تخفيضات الفائدة الإضافية. وأضاف: "قوة الأرباح بقيت معهم".

اقرأ أيضاً: بعد انتعاشتها الأخيرة.. كم ستحصد الآن إذا استثمرت 1000 دولار في أسهم Eli Lilly قبل سنوات؟

قالت لويز دودلي، مديرة محفظة استثمارية في "فيديريتد هيرميس"، إن الجمع بين تحسين الحوكمة في الشركات الأوروبية — بما في ذلك ظروف العمل وخطط التحول نحو الحياد الكربوني — مع الوجود في السوق الأمريكية هو ميزة إضافية.

وأضافت: "الشركة الأوروبية التي تفي بهذه المعايير ولها وجود في السوق الأمريكية كمحرك للنمو هي شركة جذابة".

وفي يوليو/ تموز، حثت "غولدمان ساكس" عملاءها على بناء مراكز في حوالي 45 شركة أوروبية ذات وجود كبير في الولايات المتحدة للاستفادة من النمو الأعلى، حيث كان نسبة السعر إلى الأرباح المتوقعة لمدة 12 شهرًا لسلة الأسهم المختارة تتداول عند أدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية.

شاهد أيضاً: سوق الطروحات العامة في أميركا تتعافى.. ولكن بحذر!

قالت شارون بيل، محللة في "غولدمان ساكس": "لطالما كانت الشركات الأوروبية عالمية جدًا، وهذا ليس جديدًا... ما تغير هو أن السوق الأميركية أصبحت ذات علاوة أعلى بكثير".

ومنذ ذلك الحين، غيرت "غولدمان ساكس" تقييمها إلى "عدم وجود توصية نشطة" بعد ارتفاع الأسهم. ومع ذلك، لا تزال السلة — التي تشمل "نوفو نورديسك" و"بي إيه إي سيستمز" و"ستيلانتس" — تتداول دون متوسطها طويل الأجل.