ما أبرز التفاصيل التي كشف عنها محضر اجتماع الفدرالي الأميركي خلال سبتمبر؟

نشر
آخر تحديث
الفدرالي الأميركي - مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

أظهر أحدث محاضر الفدرالي الأميركي عن الاجتماع الذي عقده في سبتمبر/ أيلول أن مسؤولي البنك اتفقوا على خفض أسعار الفائدة، على الرغم من الانقسام بشأن التحرك بنصف نقطة مئوية ، والذي علله المركزي بأنه محاولة لموازنة الثقة في التضخم مع المخاوف بشأن سوق العمل.

وتضمن محضر الاجتماع الذي صدر يوم الأربعاء الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، أسباباً تفصيلية دفعت صناع السياسات إلى الموافقة على خفض أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات، وأظهرت انقسام الأعضاء بشأن التوقعات الاقتصادية.

كان بعض المسؤولين في الفدرالي يأملون في خفض أصغر بربع نقطة مئوية، حيث سعوا إلى ضمان أن التضخم يتحرك إلى مستوى أدنى بشكل مستدام وأنهم أقل قلقاً بشأن صورة الوظائف، بحسب شبكة CNBC.

اقرأ أيضاً: هل تتباطأ وتيرة خفض أسعار الفائدة الأميركية بعد بيانات الوظائف؟

وصوتت عضوة واحدة فقط في لجنة السوق المفتوحة الفدرالية، وهي ميشيل بومان، ضد خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية، قائلة إنها كانت تفضل ربع نقطة مئوية. لكن المحاضر أشارت إلى أن آخرين فضلوا أيضاً خفضاً أصغر. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعارض فيها محافظ في الفدرالي الأميركي التصويت على أسعار الفائدة منذ العام 2005، حيث من المعروف عن الفدرالي وحدته في التعامل مع السياسة النقدية.

وذكر المحضر: "أن بعض المشاركين أفادوا بأنهم كانوا يفضلون خفض النطاق المستهدف بمقدار 25 نقطة أساس في هذا الاجتماع، وأشار عدد قليل من الآخرين إلى أنهم كانوا سيدعمون مثل هذا القرار". 

وأضاف: "لاحظ العديد من المشاركين أن خفض 25 نقطة أساس سيكون متوافقاً مع مسار تدريجي لتطبيع السياسات من شأنه أن يسمح لصناع السياسات بالوقت لتقييم درجة تقييد السياسة مع تطور الاقتصاد". "وأضاف عدد قليل من المشاركين أيضا ًأن خطوة 25 نقطة أساس يمكن أن تشير إلى مسار أكثر قابلية للتنبؤ لتطبيع السياسات".

تخفيضات مستقبلية أقل

منذ الاجتماع، أظهرت المؤشرات الاقتصادية أن سوق العمل ربما تكون أقوى مما توقعه المسؤولون الذين يفضلون الخطوة بمقدار 50 نقطة أساس.

في سبتمبر/ أيلول، زادت الوظائف غير الزراعية بمقدار 254 ألف وظيفة، وهو ما يزيد كثيراً عن المتوقع، في حين انخفض معدل البطالة إلى 4.1%.

اقرأ أيضاً: الاقتصاد الأميركي يفاجئ الأسواق ويضيف 254 ألف وظيفة في سبتمبر مقابل توقعات عند 147 ألف

ساعدت البيانات في ترسيخ التوقعات بأنه من غير المرجح أن تكون التخفيضات المستقبلية للفائدة في الفدرالي عدوانية مثل الخطوة التي تمت في سبتمبر/ أيلول. في الأيام الأخيرة، أيد رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول ومسؤولون آخرون في البنك خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس كما أشارت التوقعات غير الرسمية التي صدرت بعد اجتماع سبتمبر.

وذكر المحضر أن التصويت على الموافقة على خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس جاء "في ضوء التقدم المحرز في التضخم وتوازن المخاطر" ضد سوق العمل.

وأشار إلى أن "أغلبية كبيرة من المشاركين" فضلوا التحرك الأكبر، دون تحديد عدد المعارضين. ويشير مصطلح "المشاركين" إلى مشاركة اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة بالكامل وليس فقط المصوتين الـ 12.

وأضاف المحضر أيضاَ أن بعض الأعضاء كانوا يفضلون الخفض في اجتماع يوليو/ تموز، وهو ما لم يحدث.

ورغم أن الوثيقة كانت أكثر تفصيلاً حول المناقشة بشأن ما إذا كان ينبغي الموافقة على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فإنه لم يكن هناك الكثير من المعلومات حول سبب دعم المصوتين على القرار للخفض الأكبر.


اقرأ أيضاً: وزير أميركي سابق: قرار الفدرالي بخفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس كان "خطأ"


"إعادة المعايرة"

في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع، استخدم باول مصطلح "إعادة المعايرة" لتلخيص قرار الخفض، ويظهر المصطلح أيضاً في المحاضر.

"وأكد المشاركون على أهمية التواصل بشأن عدم تفسير إعادة معايرة موقف السياسات في هذا الاجتماع على أنها دليل على آفاق اقتصادية أقل ملاءمة أو كإشارة إلى أن وتيرة تخفيف السياسات ستكون أسرع من تقييمات المشاركين للمسار المناسب"، وفقاً لما جاء في المحضر.

ومن شأن إعادة المعايرة هذه أن تجعل السياسة النقدية "أكثر توافقاً مع المؤشرات الأخيرة للتضخم وسوق العمل". كما أكد مؤيدو خفض 50 نقطة أساس "أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تساعد في الحفاظ على قوة الاقتصاد وسوق العمل مع الاستمرار في تعزيز التقدم في التضخم، وأنها تعكس توازن المخاطر".

في ظل الظروف العادية، يفضل الفدرالي الخفض بتحركات ربع نقطة. في السابق، خفض البنك الفائدة بمقدار نصف نقطة فقط أثناء كوفيد، وقبل ذلك خلال الأزمة المالية في العام 2008 أيضاً.

وتشير أسعار السوق إلى أن سعر الفائدة على الأموال الفدرالية سيصبح مع نهاية العام 2025 في نطاق بين 3.25% و3.5%، وهو ما يتماشى تقريباً مع متوسط ​​التوقعات بمعدل 3.4%، وفقاً لأداة FedWatch من مجموعة CME. 

كانت أسواق العقود الآجلة تشير في السابق إلى مسار أكثر عدوانية وفي الواقع الآن تسعر فرصة بحوالي 20% أن الاحتياطي الفدرالي لن يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه الشهر المقبل.

اقرأ أيضاً: لا مبرر لخفض أسعار الفائدة مجدداً من قبل الفدرالي الأميركي..هذا ما يقوله الخبراء

ومع ذلك، كانت سوق السندات تتصرف بشكل مختلف. منذ اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي، ارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات وسنتين بنحو 40 نقطة أساس.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة