كيف جمع "أسطول الظل" الروسي سفنه لنقل صادرات النفط؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

من أجل تجنب العقوبات الغربية عليها، تعتمد موسكو على ما يسمى بـ "أسطول الظل" لنقل النفط، والذي يتضمن سفناً قديمة لا يعرف مالكها النهائي، وبالتالي من غير الواضح من المسؤول عن تغطية التكاليف إذا تعرضت تلك السفن لحوادث تصادم أو تسرب نفطي.

منذ فرض القيود الغربية الأولى على صادرات النفط الروسية في ديسمبر/ كانون الأول 2022، جمعت روسيا أسطولاً يضم أكثر من 400 سفينة من هذا القبيل تنقل حالياً حوالي أربعة ملايين برميل من النفط يومياً بعيداً عن متناول العقوبات، وتولد مليارات الدولارات سنوياً في عائدات إضافية لحربها مع أوكرانيا.

واستجابت الحكومات الغربية بفرض قيود على سفن فردية من ضمن أسطول الظل - فقد أضيفت سفينة Canis Power إلى قوائم العقوبات في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران. لكن المسؤولين الغربيين واجهوا صعوبة في تحديد من يملك الناقلات، وكيف تم شراؤها أو من يشرف على عملياتها.

كيف جمع "أسطول الظل" سفنه؟
 
يُظهر تحقيق لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية كيف استخدمت شركة Lukoil الروسية ذراع الشحن التابعة لها لتمويل محاسب بريطاني يبلغ من العمر 74 عاماً يُدعى جون أورميرود لشراء Canis Power وما لا يقل عن 24 ناقلة أخرى مستعملة بين ديسمبر/ كانون الأول 2022، وأغسطس/ آب 2023، بتكلفة إجمالية تزيد عن 700 مليون دولار.


اقرأ أيضاً: ارتفاع صادرات الغاز الروسي إلى الصين عبر السكك الحديدية 40%


تم شراء كل سفينة من شركة خاصة مختلفة أسسها أورميرود في جزر مارشال، لكن شركة Eiger Shipping DMCC التابعة لشركة Lukoil وفرت الأموال من خلال الدفع مقدماً لاستئجار السفن، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

في الوقت نفسه، تم تعيين شركات مقراتها خارج روسيا مرتبطة بقطب شحن بريطاني من مواليد مدينة كراتشي الباكستانية يُدعى محمد طاهر لاخاني لإدارة السفن، وفقاً لأشخاص مطلعين على الهياكل.

تُظهر المجموعة المعقدة من الترتيبات كيف تمكنت شركة Lukoil، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، من تمويل الاستحواذ على أسطول من السفن مع عدم ظهور تلك المشاركة إلى العلن.

تكشف المعاملات أيضاً عن كيف سهّل المحامون وسماسرة السفن، بما في ذلك شركة Braemar المدرجة في لندن، شراء السفن، مما أدى إلى توسيع أسطول روسيا.

ونقلت السفن الخمس والعشرون حوالي 120 مليون برميل من النفط من روسيا منذ استحواذ أورميرود عليها في الأصل. وبتقدير متحفظ لسعر البرميل عند 60 دولاراً، فإن هذا يعادل 7.2 مليار دولار من الصادرات، بحسب التحقيق.

لا انتهاك للعقوبات

ذكرت الصحيفة أنه لم يُزعم أن تلك المعاملات انتهكت أي قوانين. على الرغم من أن شركة Lukoil تخضع لعقوبات أميركية منذ العام 2014، فإن شركة Eiger Shipping DMCC ومالكها Litasco Middle East DMCC ليس كيانين خاضعين للعقوبات.

صُممت العقوبات الغربية من أجل تقليل عائدات الكرملين، مع السماح للصادرات الروسية بالاستمرار في التدفق حتى لا تدفع أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع.


اقرأ أيضاً: لماذا يستمر الغاز الروسي في التدفق إلى أوروبا عبر أوكرانيا رغم التطورات الأخيرة؟


أسطول الظل في مرمى النيران

ومع ذلك، فإن الأفراد والشركات التي ساعدت في تجميع وتشغيل أسطول الظل أصبحت بشكل متزايد في مرمى نيران الحكومات الغربية.

في يوليو/ تموز، أصدر 44 زعيماً أوروبياً، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، نداءً للعمل تعهدوا فيه بتعطيل وردع أسطول الظل من خلال استهداف "سفنه ووسطائه".

وقال الزعماء: "نحث مالكي السفن ومشغليها، وصناعة التأمين البحري، وسماسرة السفن، وغيرهم من أصحاب المصلحة البحريين ذوي الصلة على الالتزام بالتزاماتهم ذات الصلة، ودعم منع أنشطة أسطول الظل وكشفها والإبلاغ عنها".

وقال ستارمر: "لن أسمح لأسطول الظل الروسي من ناقلات النفط، والأموال القذرة التي يولدها، بالتدفق بحرية عبر المياه الأوروبية وتعريض أمننا للخطر".


اقرأ أيضاً: تداعيات العقوبات الغربية تتصاعد على الاقتصاد الروسي وعائدات التجارة.. ماذا يحدث؟


الاعتماد على الناقلات الغربية قبل الحرب

قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/ شباط 2022، اعتمدت صادرات النفط الروسية بشكل أساسي على ناقلات النفط الغربية، التي تهيمن على أسطول الشحن العالمي.

وفي محاولة لتقليص عائدات الكرملين من النفط، حظرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى شركاتها من توفير السفن أو التأمين أو التمويل للصادرات الروسية بعد الخامس من ديسمبر/ كانون الأول 2022 ما لم يتم بيع النفط بخصم عن أسعار السوق.


اقرأ أيضاً: ارتفاع قياسي لصادرات النفط الروسية إلى آسيا عبر رأس الرجاء الصالح


ورداً على ذلك، شرعت روسيا في الوصول إلى أسطولها الخاص من السفن المسجلة في دول خارج مجموعة السبع. وفي الأشهر الأخيرة من العام 2022، ازدهرت سوق ناقلات النفط حيث شرعت الشركات الروسية ووسطاؤها في شراء السفن المستعملة، واغتنم الملاك الغربيون فرصة نادرة للتخلص من ناقلات النفط القديمة بأسعار مميزة.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة