بعد ضربة إيران الصاروخية على إسرائيل في بداية الشهر الجاري رداً على تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان واغتيال زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، طالب إسرائيليون يمينيون بارزون حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستهداف البرنامج النووي الإيراني، خاصة أن تل أبيب تعتبره منذ زمن تهديداً استراتيجياً خطيراً لها.
لكن دبلوماسيين غربيين حذروا من أن هذا سيكون الانتقام الأكثر تطرفاً. وحثت الولايات المتحدة نتنياهو على عدم استهداف المواقع النووية الإيرانية أو بنيتها التحتية النفطية.
اقرأ أيضاً: بايدن يناقش ضربات إسرائيلية محتملة على منشآت نفط إيرانية
من غير المرجح أن تتمكن إسرائيل من شن ضربات ناجحة على المنشآت النووية الإيرانية - حيث تتمتع محطاتها الرئيسية بحماية شديدة ومبنية في أعماق الأرض - بدون دعم الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن خبراء.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال يوم الأربعاء التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول، إن رد إسرائيل سيكون "قاتلاً ودقيقاً وفوق كل شيء مفاجئاً".
وتابع: "لن يفهموا ما حدث وكيف حدث. سوف يرون النتائج".
تعقد الحسابات وتغيير العقيدة النووية
في حين تستعد إيران والشرق الأوسط على نطاق أوسع لرد الجيش الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني، فإن أي هجوم على منشآت إيران النووية قد يدفع إلى نتائج مختلفة وحسابات معقدة مقارنة بالمرحلة الحالية من الصراع الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
وحذر المستشار السياسي للمرشد الأعلى الإيراني، رسول سنائي راد، من أن طهران قد تغير عقيدتها النووية إذا استهدفت إسرائيل المنشآت النووية لإيران. وقال لوكالة أنباء فارس الإيرانية: "من المؤكد أن ضرب المواقع النووية قد يؤثر على الحسابات أثناء الحرب وبعدها".
وأضاف: "أثار بعض الساسة بالفعل إمكانية حدوث تغييرات في السياسات الاستراتيجية النووية [لإيران]". "وعلاوة على ذلك، فإن مثل هذه الإجراءات [ضربة إسرائيلية على محطات إيران النووية] من شأنها أن تتجاوز الخطوط الحمراء الإقليمية والعالمية".
منذ بدء الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حذر المسؤولون في طهران من أن الجمهورية الإسلامية قد تغير عقيدتها النووية إذا واجهت تهديداً وجودياً، لكنهم كانوا غامضين عمداً بشأن ما يؤدي إليه ذلك التغيير.
وقال سنائي راد: "إن المنشآت النووية لها بروتوكولاتها الخاصة التي يجب على الطرفين مراعاتها أثناء الحرب".
وأضاف ملمحاً إلى احتمالية رد إيران في حال ضرب إسرائيل برنامجها النووي باستهداف المنشآت النووية الإسرائيلية: "أي رد محتمل من إيران سينعكس بلا شك على هذا الأمر وسيكون له تأثير، تماماً كما يمكن أن تؤثر الهجمات على منشآت النفط والغاز على أمن الطاقة الإقليمي وأسعار الطاقة العالمية".
اقرأ أيضاً: لماذا استهدفت إيران منشآت إنتاج الغاز الإسرائيلية ضمن ضربتها الصاروخية؟
تعزيز الأنشطة النووية لإيران
عززت طهران أنشطتها النووية بشكل متسارع منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام 2018 من اتفاق وقعته إيران مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، وفرض عقوبات على البلاد.
قامت إيران بتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة وتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60%، وهي قريبة من درجة الأسلحة، لأكثر من ثلاث سنوات، بحسب فايننشال تايمز.
تقدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لديها مفتشون في إيران، أن البلاد لديها ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج حوالي ثلاث قنابل نووية في غضون أسابيع إذا اختارت القيام بذلك.
لكن الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، والمسؤولين الأميركيين يقولون إنه لا يوجد دليل على أن إيران تطور سلاحاً.
تصر إيران على أن برنامجها لأغراض مدنية فقط، وقال رئيسها الجديد مسعود بزشكيان إنه يريد إعادة التواصل مع الغرب لحل المشكلة المتعلقة بالبرنامج وتأمين تخفيف العقوبات لتعزيز الاقتصاد.
اقرأ أيضاً: مع استمرار التصعيد في المنطقة.. إيران مستعدة لإنهاء الأزمة النووية مع الغرب
لكن نائباً إيرانياً ذكر هذا الأسبوع أن 39 نائباً وقعوا على رسالة موجهة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، قائلين إن البلاد يجب أن تعزز عقيدتها الدفاعية من خلال تضمين الأسلحة النووية.
وقال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إنه لم يكن هناك تغيير في العقيدة النووية، واستشهد بفتوى أصدرها خامنئي قبل عقدين من الزمان تحظر تطوير الأسلحة النووية.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.