تسلا تطرح سيارة أجرة ذاتية القيادة بأسعار منخفضة.. فهل تكفي للتغاضي عن غرابة التصميم؟

أثارت شركة تسلا Tesla الارتباك بين المستثمرين والمحللين بعد الكشف عن تصميم سيارة الأجرة الآلية الجديدة التي تم تصميمها كسيارة كوبيه رياضية منخفضة الارتفاع تتسع لشخصين فقط، وهو ما يتعارض تماماً مع مفهوم سيارة الأجرة التقليدية التي توفر مساحة لعدة ركاب وأمتعتهم.

قدم الرئيس التنفيذي إيلون ماسك التصميم الجذاب للنموذج الأولي لسيارة الأجرة الروبوتية تسلا، والتي أطلق عليها اسم "Cybercab"، خلال حدث ضخم بالقرب بالقرب من لوس أنغلوس يوم الخميس الماضي. 

وقال ماسك إن هذه السيارات ستدخل الإنتاج في عام 2026، وسيبلغ سعرها أقل من 30 ألف دولار لكل سيارة.
لكن ماسك تجاهل توقعات كيفية تلبية سيارة الأجرة الروبوتية ذات المقعدين لاحتياجات العائلات التي تتجه إلى مطعم أو إلى المطار، أو ما إذا كان يتوقع أن تجذب هذه السيارة العملاء من فئة معينة فقط.

وسخر المستثمرون من التصميم والافتقار إلى التفاصيل المالية، مما أدى إلى انخفاض أسهم تسلا بنسبة 9% في وول ستريت يوم الجمعة، بحسب رويترز.

قال جوناثان إلفالان، مدير اختبار السيارات لموقع Edmunds.com: "عندما تفكر في سيارة أجرة، فإنك تفكر في شيء سيسع أكثر من شخصين. جعل هذه السيارة مكونة من مقعدين فقط أمر محير للغاية".

سيارات الأجرة الآلية

قال الخبراء إن سيارات الأجرة الآلية يجب أن تشبه سيارات الأجرة العادية، مع مساحة واسعة، وتصميم مرتفع، وأبواب منزلقة. بينما عرض ماسك شاحنة روبوتية مستقبلية يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 20 شخصاً، لكنه لم يحدد موعد توفرها.

وأشار سانديب راو، باحث أول في شركة Leverage Shares لإدارة الأصول، التي تمتلك أصولاً تبلغ نحو مليار دولار، بما في ذلك في تسلا، إلى أن سوق سيارات الأجرة الروبوتية ذات البابين سيكون محدوداً للغاية.

تمتلك وايمو أسطولاً يتكون من نحو 700 سيارة من طراز جاكوار لاند روفر تتسع لأربعة ركاب، وهو نفس سعة المقاعد في سيارات الأجرة الروبوتية من زوكسا التابعة لشركة أمازون.

قال جون كرافتشيك، الرئيس التنفيذي السابق لشركة وايمو، إن تصميم تسلا يبدو "أكثر مرحاً من جدياً"، وأن تكوين البابين يطرح تحديات للركاب الأكبر سناً وذوي الاحتياجات الخاصة.

اقرأ أيضاً: أسهم أوبر تستفيد من تعثر طموحات تسلا في مجال سيارات الأجرة الذاتية

إن تقديم سيارات الأجرة الروبوتية والاستحواذ على سوق لا يزال ناشئاً ويخضع لتنظيم صارم سيكون أمراً حيوياً بالنسبة لتسلا.

هذا العام، ألغى ماسك خطط بناء مركبة أصغر وأرخص في ظل تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، وبدلاً من ذلك، حول تركيزه نحو تعزيز طموحات تسلا في مجال الاستقلالية. وقد صرح أن أعمال سيارات الأجرة الروبوتية يمكن أن ترفع تقييم تسلا إلى 5 تريليون دولار، مقارنة بنحو 700 مليار دولار حالياً.

قال سام فيوراني، نائب رئيس شركة AutoForecast Solutions للأبحاث، إن سيارات ذات مقعدين قد تم اقتراحها لعقود كوسائل نقل يومية، لكنها لم تنجح في الانتشار. وأكد أنه في نهاية المطاف ستحتاج تسلا إلى بناء سيارات أجرة روبوتية أكبر.

قال بليك أندرسون، المحلل الاستثماري البارز في مجموعة كارسن، وهي مستثمر في تسلا، إنه إذا كان من المفترض أن يكون Cybercab نموذجاً منخفض التكلفة وسوقياً لجذب المزيد من العملاء لتسلا، فإن تصميم المقعدين لا يتماشى مع هذا الهدف.

وأضاف: "من المحتمل أن تكون هذه طريقة للتوجه إلى السوق بسرعة".