تشهد الساحة اللبنانية-الإسرائيلية توترات متصاعدة منذ عقود، ويعد الصراع بين حزب الله اللبناني وإسرائيل واحداً من أكثر النزاعات استمرارية وتعقيداً في منطقة الشرق الأوسط.
ومع تطور هذا الصراع، اتجه حزب الله اللبناني إلى تطوير قدراته العسكرية والتكنولوجية ربما بشكل غير مسبوق، وبما يشمل استخدام الطائرات المسيّرة كعنصر فعال في استراتيجياته القتالية والاستخباراتية.
من بين أبرز هذه الطائرات تأتي "صياد 107"، التي أصبحت جزءاً أساسياً من العمليات التكتيكية لحزب الله في السنوات الأخيرة، وقد تم استخدامها في عديد من العمليات مؤخراً، أحدثها إطلاق ثلاث طائرات من جنوب لبنان استهدفت إحداها مدينة قيساريا، التي تضم مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
"صياد 107" هي طائرة مسيرة تكتيكية صغيرة الحجم، يتم إنتاجها بكميات كبيرة محلياً. وتعد هذه الطائرة واحدة من الأسلحة المتطورة التي يستخدمها حزب الله بشكل واسع في عملياته ضد إسرائيل في الفترة الأخيرة.
أبرز المهام
تتميز بقدرتها على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ الهجمات الجوية الدقيقة.
فيما يخص المواصفات التقنية والقدرات القتالية، فإن "صياد 107" بعدة خصائص تجعلها سلاحاً فعالاً في يد حزب الله، بما في ذلك ما يتعلق بـ "التصميم الصغير والحركية العالية"، إذ يبلغ طول جناحيها حوالي مترين -بحسب معلومات بثتها بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية عن الطائرة.
ورغم حجمها الصغير، تتمتع بقدرة كبيرة على التحليق لمسافات تصل إلى 100 كم، مما يمنحها مدى عملياتي واسع، مع صعوبة اكتشافها.
واحدة من أبرز مواصفاتها هي قدرتها على التخفي من أنظمة الدفاع الجوي، حيث تمتلك توقيعاً رادارياً منخفضاً للغاية مقارنة بالطائرات المسيرة الأكبر حجماً والمصنوعة من المعدن. وبفضل حجمها الصغير وتصميمها غير التقليدي، يصعب اكتشافها وتتبعها، لا سيما وأنها قادرة على تغيير مسارها وارتفاعها بشكل متكرر، بحسب تقارير إعلامية. وإضافة إلى مهامها الاستخباراتية، فهي قادرة على تنفيذ هجمات تكتيكية مؤثرة في المناطق الحيوية للعدو.
ما هي الوحدة 8200 الإسرائيلية التي خطط حزب الله اللبناني لاستهدافها؟
تلعب "صياد 107" دوراً محورياً في منظومة حزب الله العسكرية، حيث تستخدم بشكل رئيسي في عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية، ما يوفر للحزب معلومات دقيقة تمكنه من التخطيط لعمليات هجومية.
علاوة على ذلك، تم توظيف هذه الطائرة في تنفيذ هجمات مباشرة على أهداف عسكرية ومدنية داخل إسرائيل، ما يؤكد فعاليتها في إحداث أضرار مادية ونفسية للعدو.
صعوبة الاكتشاف والتتبع
من أبرز ما يميز "صياد 107" قدرتها على المناورة والتخفي. فهي ليست فقط ذات توقيع راداري منخفض، بل يمكن برمجة مسارها بشكل يتيح تغيير اتجاهها وارتفاعها باستمرار، مما يصعب اكتشافها واستهدافها من قبل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية بسهولة.
هذه الخاصية تعطيها ميزة استراتيجية، حيث تمكنت الطائرة من اختراق دفاعات العدو وتنفيذ مهامها دون اكتشافها في عدة مناسبات.
عمليات مختلفة
خلال الفترات الأخيرة، شهدت الساحة عديد من العمليات التي تم فيها استخدام "صياد 107" من قبل حزب الله. من بين هذه العمليات: الهجوم الذي استهدف قاعدة تدريب لفرقة غولاني في مدينة بنيامينا جنوب حيفا، والذي أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 60 آخرين، فضلاً عن استهداف موقع "غليلوت"، الذي يضم قاعدة ووحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "8200". وأخيراً استهداف مدينة قيساريا، التي تضم مقر إقامة نتنياهو.
بحسب القناة "12" الخاصة، السبت 19 أكتوبر/ تشرين الأول، فإن التحقيقات حول استهداف منزل نتنياهو، كشفت عن أن المسيرة "صياد 107" هي نوع المسيرة نفسها التي ضربت قاعدة تدريب للواء غولاني في منطقة بنيامينا الأحد الماضي.
اقرأ أيضاً: آخرهم السنوار.. أبرز القادة في حماس وحزب الله الذين تعرضوا للاغتيال منذ بداية حرب غزة
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي