تزايدت حدة التوترات بين كل من تايوان والصين في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد أن طوقت الأخيرة تايوان بقوات بحرية في 6 تشكيلات مختلفة، وذلك ضمن مناورات بحرية جوية صينية.
وعزز ذلك دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ، قوات بلاده إلى "تعزيز استعدادها للحرب" طبقاً لوسائل إعلام صينية رسمية السبت 19 أكتوبر.
شاهد أيضاً: الصين تستعرض قوتها بمناورات غير مسبوقة حول تايوان
الرئيس الصيني قال خلال كلمة له أمام لواء من قوة الصواريخ بالجيش الصيني، إن على الجيش التدريب والاستعداد الشامل للحرب، وضمان أن للقوات قدرات قتالية صلبة.
الرئيس الصيني خلال زيارة للواء من قوة الصواريخ بالجيش
وتنظر الصين إلى تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي على أنها جزء من أراضيها، تحت مبدأ "الصين الواحدة"، لكن تايبيه تتمسك بالاستقلال ورفض التبعية للصين.
وقال متحدث باسم البر الرئيسي الصيني للوكالة الرسمية الصينية "شينخوا" إن التدريبات التي نفذها جيش التحرير الشعبي الصيني يوم الاثنين في مضيق تايوان والمناطق إلى شمال وجنوب وشرق جزيرة تايوان، خطوة عادلة لحماية السيادة الوطنية للصين وسلامة أراضيها.
أدلى تشن بين هوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة الصيني، بهذه التصريحات بشأن تدريبات "السيف المشترك-2024 بي" التي نفذتها قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني، والتي ضمت جنودا من القوات البرية والبحرية والجوية والصاروخية.
التواجد الصيني حول تايوان خلال المناورة البحرية الأسبوع الماضي
تايوان مستعدة للحرب
وأعلن الجيش التايواني أنه "مستعد للرد إذا لزم الأمر" وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنها استخدمت طائراتها وسفنها البحرية وأنظمة الصواريخ الساحلية لمراقبة النشاط.
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية أنه تم رصد 153 طائرة صينية حول تايوان خلال فترة 25 ساعة بين الاثنين والثلاثاء الماضي وهي فترة التدريبات العسكرية.
ودفعت الصين بعدد قياسي من الطائرات المقاتلة والطائرات الحربية الأخرى والتي حلقت بالقرب من تايوان خلال المناورات البحرية التي أجرتها الصين الأثنين الماضي، وهو ما أعتبرته تايوان "استفزاز غير معقول".
اقرأ أيضاً: الصين تتوعد تايوان بمزيد من التدابير التجارية بعد خطاب للرئيس
شملت المناورات مشاركة مقاتلات وسفناً حربية وقوارب لخفر السواحل، فيما يعد محاكاة لمحاصرة تايوان من جميع الجهات.
الصين أجرت ثلاث مناورات واسعة النطاق في العامين الماضيين، مستخدمة سلاح الطيران والبحرية، كما ترسل بكين أيضا بشكل شبه يومي سفنا حربية وطائرات إلى المنطقة.
وقال جيش التحرير الشعبي إن التدريبات هي عملية مشتركة بين الجيش والبحرية والقوات الجوية وقوة الصواريخ، وأجريت في مضيق تايوان - وهو مساحة ضيقة من المياه تفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين - بالإضافة إلى تطويق تايوان.
الرئيس التايواني: لا يحق للصين تمثيلنا
تنتقد الصين الرئيس التايواني لاي تشينغ تي وتصفه بأنه "انفصالي". وقال لاي في خطاب مهم بمناسبة اليوم الوطني الأسبوع الماضي إن الصين لا يحق لها تمثيل تايوان، إلا أن تايبيه مستعدة للعمل مع بكين للتصدي لتحديات مثل تغير المناخ. واتسمت لهجته بالحسم والتصالح في آن واحد، لكن ذلك أثار حفيظة الصين.
وقال "لاي" في اليوم الوطني لتايوان يوم الخميس إن تايوان "ليست تابعة" للصين، وإن بكين "ليس لديها الحق في تمثيل تايوان".
وردت بكين بالتحذير من أن "استفزازات" الرئيس التايواني ستتسبب بـ"كارثة" لشعبه.
وتعود الخلافات بين بكين وتايبيه إلى الحرب الأهلية الطويلة الدامية التي خاضها الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونغ ضد قوميي حزب كومينتانغ بزعامة تشانغ كاي شيك.
وبعد هزيمتهم على يد الشيوعيين الذين أسسوا جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1949، لجأ القوميون إلى تايوان التي تحظى منذ ذلك الحين بحكومتها وجيشها وعملتها.
الرئيس التايواني يتفقد معدات وقوات عسكرية بعد المناورات الصينية التي طوقت بلاده
قلق الولايات المتحدة
الولايات المتحدة الأميركية والتي تعد الحليف الأكبر والأبرز لتايوان، تخشى أن تستغل الصين التركيز الأميركي على الشرق الأوسط وأوكرانيا لبسط سيطرتها على الجزيرة، أو على الأقل إجراء مناورات عسكرية تتجاوز حدود المناورات التقليدية التي يقوم بها الجيش الصيني في المنطقة، طبقاً لمحللين.
ومع أن واشنطن اعترفت دبلوماسيا ببكين على حساب تايبيه منذ 1979، إلا أن الولايات المتحدة تبقى أقوى حليف للجزيرة والمورد الرئيسي للأسلحة إليها.
وتظهر تخوفات جلية من تزايد حدة التوترات والتي قد تؤدي إلى حرب بالمنطقة، خاصة مع انشغال الولايات المتحدة وحلفائها بالحرب الروسية الأوكرانية و التوترات في منطقة الشرق الأوسط والدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد قطاع غزة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي