الانتخابات الأميركية والاقتصاد العالمي.. ما مصير مجموعة السبع حال فوز ترامب؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

تُعجل نتائج الانتخابات الأميركية المقرر إجرائها في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل تفكيراً معمقاً من جانب حلفاء الولايات المتحدة التقليديين حول مستقبل العلاقات الاقتصادية العالمية في حالة فوز الرئيس السابق دونالد ترامب.

يمكن أن يؤدي فوز ترامب إلى اختلافات كبيرة بين الولايات المتحدة وأقرب شركائها فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية العالمية الرئيسية، مما يضعف فعالية التعاون الدولي، بما في ذلك دور مجموعة السبع.

تُعد مجموعة السبع (G7) منتدى حيوياً للتنسيق بين الولايات المتحدة وحلفائها لحل المشكلات العالمية وتعزيز المصالح الغربية المشتركة، رغم أنها لم تعد تقود الاقتصاد العالمي كما كانت من قبل.

ومع ذلك، تلعب المجموعة دوراً أساسياً في تبادل المعلومات وتنسيق الجهود لمواجهة الأزمات، مثل التعاون في استجابة الغرب لجائحة كورونا، وتحقيق استقرار الأمن الاقتصادي، وإضعاف الاقتصاد الروسي بعد الحرب في أوكرانيا.

على مدار العامين الماضيين، عززت مجموعة السبع فعاليتها، إذ تمكنت من التنسيق في مواجهة تحديات ضخمة، بما في ذلك التحولات الجيوسياسية والدعوات من دول الجنوب العالمي للمساعدة في أعقاب جائحة كورونا وحرب أوكرانيا.

تأثير ترامب على مجموعة السبع

لكن وبحسب معهد تشاتام هاوس، قد يشكل فوز ترامب خطراً على هذه الفعالية. ففي فترة ولايته الأولى، أبدى ترامب معارضة كبيرة للتعددية الدولية، وعرقل عديداً من المبادرات الاقتصادية المشتركة مع حلفاء الولايات المتحدة.

تميزت سياسته الاقتصادية الدولية بإجراءات مثل فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10-20٪، والسعي لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ومعاقبة الدول التي لا تستخدم الدولار. كما تميزت فترة رئاسته بمواقف سلبية تجاه المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي ودور الدول المتقدمة في مساعدة الدول الفقيرة.


كيف تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية على الأسواق العالمية؟


في قمم مجموعة السبع خلال ولاية ترامب، تم تعطيل الكثير من المناقشات المشتركة. في بعض الحالات، كان الحل الوحيد هو استبعاد الولايات المتحدة من الاتفاقات، كما حدث في قضايا المناخ، مما أدى إلى تضييع الوقت والجهود لمعالجة التحديات العالمية الكبرى.

وفي العام 2018، انسحب ترامب من الإعلان النهائي لقمة مجموعة السبع التي عُقدت في كندا، بعد ساعات من توقيعه عليه، وهو ما يؤكد عدم استقراره في السياسات المتعددة الأطراف. كذلك، خلال رئاسته لمجموعة السبع، فشلت الولايات المتحدة في استضافة القمة النهائية لقادة العالم.

التعامل مع فوز ترامب

يقول مدير برنامج الاقتصاد العالمي والتمويل، كريون بتلر، في تقرير معهد تشاتام هاوس، إنه في حال فوز ترامب بولاية ثانية، من المرجح أن تعود مجموعة السبع إلى حالة من الجمود مشابهة لما حدث بين 2017 و2020، ولكن بتكلفة أعلى نظرًا للتحديات العالمية المتزايدة. كذلك من المحتمل أن يسعى الحلفاء الغربيون إلى إيجاد طرق جديدة للتعاون بعيدًا عن الولايات المتحدة، أو على مسار موازٍ، لتجنب التأثير السلبي لسياساته.

ومن السيناريوهات المحتملة إنشاء منتدى بديل يُعرف بـ"مجموعة الستة بلس" (G6 plus)، والذي يجمع الدول الكبرى الأخرى باستثناء الولايات المتحدة. سيكون هذا المنتدى آليةً منخفضة للنقاش والتنسيق بشأن القضايا التي لا تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر، مثل تغير المناخ والصحة العالمية وحوكمة التكنولوجيا والتمويل التنموي. ويجب أن يتجنب المنتدى أي طابع دفاعي أو عسكري، ويركز بدلاً من ذلك على القضايا الاقتصادية الملحة التي تتطلب تعاونًا دوليًا عاجلًا، بحسب بتلر.

رد الفعل على منتدى "مجموعة الستة +"

ويشير إلى أنه لن يرغب أي من حلفاء الولايات المتحدة في أن يظهر كمقود لتأسيس هذا المنتدى البديل، إذ ستكون الأولوية هي محاولة الحفاظ على أفضل علاقة ممكنة مع الرئيس الجديد. كما أن الوضع السياسي الهش في دول مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة واليابان سيزيد من تردد هذه الدول في المجاهرة بتأسيس هذا المنتدى.

ومع ذلك، إذا تم إنشاؤه، يتعين أن تكون الاجتماعات في البداية سرية وعلى مستوى منخفض من الدعاية، مع تجنب أي تصريحات كبيرة حول "الاستقلال الاستراتيجي"، كما هو الحال مع الاتحاد الأوروبي. يجب أن يوصف هذا المنتدى على أنه آلية عملية وتقنية للتنسيق بين القوى الاقتصادية الغربية في مجالات لا تشارك فيها الحكومة الفدرالية الأميركية.

المخاطر والفوائد

ووفق مدير برنامج الاقتصاد العالمي والتمويل بالمعهد، فإن ثمة مخاطر كبيرة في إنشاء منتدى بديل لمجموعة السبع، فقد يرفض ترامب المنتدى أو يهاجمه، وربما يهدد بانتقام إذا رأى أن قراراته تضر بالمصالح الأميركية. ومع ذلك، قد تتلاشى مخاوفه بمرور الوقت إذا لم يشعر أن المنتدى يؤثر سلباً على سياساته.

كما قد يتطور هذا المنتدى بمرور الوقت ليشمل دولًا مثل كوريا الجنوبية وأستراليا وسنغافورة وسويسرا، ويضم ممثلين من المؤسسات المالية الدولية. ورغم المخاطر، فإن السماح بشلل السياسات الغربية يُعد تهديدًا أكبر، وهو ما يجب أن تتجنبه الدول الأعضاء في مجموعة السبع غير الأميركية.

ويعتقد بتلر بأنه قد يتسبب فوز ترامب في إعادة تشكيل طبيعة التعاون الاقتصادي العالمي، مما يتطلب من الحلفاء التفكير في بدائل لتجنب الشلل السياسي.

كيف حقق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مليارات الدولارات من السياسة؟

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة