خفض صندوق النقد الدولي، توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني للعام 2024 إلى 4.8%، خلال تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر الثلاثاء 22 أكتوبر/ تشرين الأول، مقارنة بتوقعات سابقة صدرت في يوليو/ تموز، بنمو للعام الجاري بنسبة 5%.
وحذر الصندوق، خلال تقريره الصادر ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية للصندوق (اجتماعات الخريف) في العاصمة الأميركية واشنطن، من أن التباطؤ المستمر في قطاع العقارات في الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يتفاقم.
وقال في التقرير: "على الرغم من الضعف المتواصل في قطاع العقارات وضعف ثقة المستهلكين، فإن النمو سينخفض بشكل طفيف فقط إلى 4.8% خلال العام 2024"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية AFP.
اقرأ أيضاً: صندوق النقد: تراجع الطلب في الصين وزيادته بأميركا يغذي ارتفاع صادرات الدولة الآسيوية
وتضمنت توقعات الصندوق، في تقريره، تباطؤ نمو اقتصاد الصين في العام 2025 إلى 4.5%.
يأتي ذلك في الوقت الذي تهدف فيه الحكومة الصينية إلى تحقيق نمو اقتصادي يصل إلى حوالي 5% خلال العام الجاري، وهو ما يواجه تحديات مع ضعف الطلب الاستهلاكي وأزمة العقارات في البلد الآسيوي، إلى جانب ارتفاع ديون المطورين العقاريين في الوقت الذي تنخفض فيه أسعار العقارات.
وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الصين عن أضعف نمو ربع سنوي لها خلال فترة تمتد لعام ونصف، وقالت الدولة الآسيوية إن هناك "مشاكل جديدة" تعرقل نشاط الاقتصاد.
وأظهرت بيانات رسمية أن اقتصاد الصين نما بنسبة 4.6% في الفترة من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول، وهي أبطأ وتيرة له منذ أوائل العام 2023، وذلك مقابل معدل نمو 4.7% خلال الربع الثاني.
وخلال الأسابيع الماضية، أعلنت بكين سلسلة إجراءات في محاولة لإنعاش الاقتصاد الصيني، من بينها خفض الفائدة على القروض العقارية، وتقليل قيود شراء العقارات في بكين أو شنغهاي.
اقرأ أيضاً: الصين تخفض أسعار الفائدة على القروض بمقدار 25 نقطة أساس
لكن تلك الإجراءات لا تعتبر كافية، بحسب ما يعتقده اقتصاديون، الذين يرون ضرورة لبذل مزيد من الجهود من أجل إنعاش النشاط واستعادة الثقة في الاقتصاد الصيني.
وذكر صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، أن الإجراءات الصينية الأخيرة كانت من أجل إنعاش النمو "على المدى القصير"، محذراً من أن أزمة العقارات المتواصلة منذ عدة سنوات في لا تزال تشكل خطراً كبيراً على نمو الاقتصاد.
وأضاف الصندوق: "وضع سوق العقارات قد يزداد سوءاً... وسط انكماش المبيعات والاستثمارات". "قد يؤدي ذلك إلى إضعاف الطلب المحلي، مع تداعيات سلبية غير مباشرة على اقتصادات الأسواق المتقدمة والناشئة، نظراً لأهمية الصين المتزايدة في التجارة العالمية".
صعوبات أخرى تواجه اقتصاد الصين أيضاً من بينها خطر الانكماش، وارتفاع معدل البطالة بشكل نسبي بأكثر من 17% في الفئة السنية بين 16 و24 عاماً.
بنوك استثمار ترفع توقعاتها لنمو اقتصاد الصين
كانت توقعات سابقة لنمو اقتصاد الصين من عدد من بنوك الاستثمار العالمية أكثر قتامة من نظيرتها لصندوق النقد، ومع ظهور أرقام الربع الثالث، رفعت تلك البنوك توقعاتها لتلتقي مع صندوق النقد في منطقة الوسط بين التفاؤل والقتامة.
ورفع بنكا J.P.Morgan وUBS Global توقعاتهما لنمو اقتصاد الصين إلى 4.8% مقابل 4.6% في توقعات سابقة لهما، بينما رفع بنك Nomura الاستثماري توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني إلى 4.7% مقابل 4.6% في توقعاته السابقة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي