في ظل تسارع ماكدونالدز McDonald’s والسلطات الصحية لاحتواء تفشٍّ بكتيريا «الإشريكية القولونية E. coli»»، يواجه مطعم الوجبات السريعة تحديات للحفاظ على ثقة الزبائن والمستثمرين في الأشهر المقبلة.
انخفضت أسهم الشركة العملاقة للوجبات السريعة بنسبة 5% منذ أن أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يوم الثلاثاء إشعاراً تحذيرياً، محذّرة من ارتباط برغر «كوارتر باوندر Quarter Pounder» بتفشي بكتيريا الإشريكية القولونية في 10 ولايات أميركية، ما أدى إلى وفاة شخص واحد.
وقد حدّد المحققون الصحيون البصل المقطع المستخدم في شطائر «كوارتر باوندر» كمصدر محتمل للتلوث. وأكدت ماكدونالدز أن مُنتج الخضروات «تايلور فارمز» ومقره كاليفورنيا هو المورِّد للبصل الذي تم استبعاده من سلسلة توريد الشركة.
وأصدرت «تايلور فارمز» استدعاءً لأربعة منتجات من البصل النيء لاحتمالية تلوثها ببكتيريا الإشريكية القولونية، وفقاً لإشعار من المورد الأميركي «يو إس فودز» في إشعار للعملاء يوم الخميس (ولا يعد «يو إس فودز» مورِّداً لماكدونالدز). بحسب شبكة CNBC.
اقرأ أيضاً: كوكا كولا لا تتوقع تأثير ارتباط ماكدونالدز بتفشي بكتيريا "إي كولاي" على مبيعاتها
وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن 75 شخصاً أصيبوا بالمرض خلال الفترة من 27 سبتمبر/أيلول إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول، مع احتمال ارتفاع عدد الحالات مع تقدم التحقيق.
وبعد يومين فقط من إصدار إشعارنه مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية ما التحذيري، من السابق لأوانه معرفة تأثير التفشي على أعمال ماكدونالدز، لا سيما إذا ارتفع عدد الحالات. لكن المستثمرين يشعرون بالقلق بالفعل من أن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض المبيعات لدى الشركة، التي تحاول جذب العملاء من جديد من خلال تقديم عروض جاذبة للعملاء.
نتائج أعمال ماكدونالدز
صرح متحدثون باسم ماكدونالدز يوم الأربعاء أنه من المبكر جداً تحديد ما إذا كان التفشي يؤثر على مبيعات المطاعم. ومن المقرر أن تعلن الشركة عن نتائجها للربع الثالث في 29 أكتوبر/تشرين الأول قبل افتتاح الأسواق.
ويعتمد حجم التأثير على أعمال الشركة بشكل جزئي على مدى فعالية ماكدونالدز في احتواء التفشي حتى الآن، ومدى قدرتها على إقناع الزبائن بأن تناول الطعام في مطاعمها آمن.
ويمكن أن تستمر التحقيقات في حالات التفشي الغذائي عبر عدة ولايات من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر.
لكن الدكتور توماس يانيش، أستاذ علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة كولورادو، يتوقع أن تستغرق وكالات الحكومة الفدرالية وماكدونالدز ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لتحديد المصدر الدقيق للتلوث وسلسلة الأحداث التي أدت إلى التفشي. وأشار إلى أن اختبارات المكونات ومصادر التوريد «ينبغي ألا تستغرق وقتاً طويلاً».
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، إن عدد الحالات المؤكدة المرتبطة بتفشي الإشريكية القولونية في ماكدونالدز قد يرتفع مع استمرار التحقيق، حيث يتعافى العديد من المصابين دون الخضوع لاختبارات أو الحصول على رعاية طبية. وعادةً ما يستغرق تحديد ما إذا كان المريض جزءاً من التفشي من ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
كما أن هناك احتمال ظهور حالات جديدة في ولايات أو مناطق لم تسجل إصابات بعد، بحسب البروفسور شيانغ يانغ، أستاذ علوم اللحوم بجامعة كاليفورنيا، ديفيس.
على سبيل المثال، يمكن لشخص يسافر إلى ولاية متأثرة بالتفشي، مثل كولورادو، أن يصاب بعدوى الإشريكية القولونية ثم ينقلها إلى منطقته الأصلية، حسبما أشار البروفسور شيانغ يانغ. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان المورّد الخاص بالبصل يوزع المكونات على مطاعم في مناطق أخرى من الولايات المتحدة، مما قد يزيد من احتمالية انتشار سلالة الإشريكية القولونية التي تسببت في تفشي العدوى في ماكدونالدز.
تُعرف هذه السلالة باسم O157:H7، وهي قادرة على التسبب بمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الفشل الكلوي. وقد عانى أحد المرضى في تفشي ماكدونالدز من هذه الحالة، والتي تُعرف بمتلازمة انحلال الدم اليوريمي. وتفرض الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة حظراً على بيع أي لحم مفروم ملوث بهذه السلالة، وتتطلب من الموردين فحص منتجاتهم للكشف عنها.
يمكن أن تنتقل الإشريكية القولونية عبر الطعام أو الماء الملوثين، أو من خلال اتصال مباشر بشخص أو بيئة أو حيوان مصاب.
أسباب انتشار بكتريا «الإشريكية القولونية E. coli»
يستخدم ماكدونالدز مورّداً وحيداً للبصل في المنطقة المتأثرة، والذي يقوم بغسل وتقطيع البصل. وفي المقابل، يستخدم ماكدونالدز عدة مورّدين للحوم البقر في نفس المنطقة، وتُطهى البرغر بدرجة حرارة داخلية كافية للقضاء على البكتيريا. وقال هيدبيرغ إنه لو كانت اللحوم السبب، فإن حجم التفشي «سيشير إلى طهي غير كافٍ على نطاق واسع من قبل العديد من مطاعم ماكدونالدز»، وهو أمر يبدو غير مرجح نظراً لأن معظم سلاسل الوجبات السريعة صممت أنظمة الطهي الخاصة بها لمنع تلوث لحم البقر المفروم بالإشريكية القولونية، الذي يُعتبر خطراً معروفاً على نطاق واسع. ومع ذلك، من المتوقع أن يقوم المحققون بفحص ممارسات الطهي في عدة مواقع ضمن التحقيق.
اقرأ أيضاً: أسهم McDonald's تخسر 12 مليار دولار في يوم واحد.. وأسهم AT&T تحلق مرتفعة
وأشار يانيش إلى أنه يأمل أن تشمل التحقيقات عملية إعداد كوارتر باوندر للتحقق مما إذا كانت هناك احتمالية للتلوث المتبادل بين البصل المقطع الرقيق والمكونات الأخرى.
وقامت ماكدونالدز بالفعل بسحب كوارتر باوندر من المطاعم في المناطق المتأثرة. في الوقت الحالي، توقفت نحو خمس مطاعم ماكدونالدز في الولايات المتحدة عن بيع كوارتر باوندر. كما أصدرت الشركة تعليمات للمطاعم في المنطقة لإزالة البصل المقطع من مخزونها، وأوقفت توزيع هذا المكون في المنطقة.
طمأنة العملاء
بدأت ماكدونالدز بالفعل باتخاذ خطوات لطمأنة عملائها بشأن سلامة طعامها. وقال الخبراء إنه ما لم تحدث أزمة أكبر بكثير، فقد تكون الشركة قادرة على احتواء الضرر الذي لحق بعلامتها التجارية.
فور صدور إشعار من مركز السيطرة على الأمراض، أصدرت الشركة بياناً يوضح الخطوات التي اتخذتها لاحتواء تفشي المرض، إلى جانب فيديو يظهر فيه رئيس ماكدونالدز في الولايات المتحدة، جو إيرلينغر.
وفي صباح اليوم التالي، ظهر إيرلينغر في برنامج "توداي" على قناة NBC، حيث طمأن المشاهدين والعملاء المحتملين بأن طعام الشركة ومشروباتها آمنة للاستهلاك.
وقالت جو-إلين بوزنر، أستاذة مساعدة في كلية ليفي للأعمال بجامعة سانتا كلارا: «إن أي عملية سحب لمنتج تتطلب تواصلاً فعالاً في الأزمات وتطميناً من الشركة بأنها تأخذ السلامة بجدية، وتهتم بصحة المستهلكين، وستتخذ الإجراءات المناسبة».
اقرأ أيضاً: ماكدونالدز و ستاربكس و Estée Lauder .. شركات ضربتها المقاطعة
وأضافت أنها تعتقد أن ماكدونالدز بحاجة إلى الاعتذار "علنًا" وتوجيه رسالتها إلى المستهلكين ومساهميها. ومع ذلك، فإن هذه الشفافية تعني المزيد من التغطية الإعلامية، والتي تذكر المستهلكين بالأزمة وتخاطر بإخافتهم بعيدًا عن مطاعم ماكدونالدز.
وقالت يانغ إن ماكدونالدز يبدو أنها "تفعل ما في وسعها حتى الآن" في انتظار المزيد من المعلومات حول المصدر المحدد للتلوث.لكن خبراء آخرين يأملون أن تفعل السلسلة المزيد للتخفيف من الانتشار المحتمل للتفشي أثناء التحقيق.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي