تنطلق انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، عبر الخطوة الأولى منها وهي المتعلقة بنظام التصويت الشعبي في كل ولاية من الولايات للمرشحين لمنصبي الرئيس ونائب الرئيس.
فرغم إتاحة عملية التصويت الشعبي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن اختيار الرئيس لا يحدث عبر هذه الخطوة مباشرة لكن هناك خطوات أخرى تحدث على رأسها عملية الهيئة الانتخابية أو ما يسمي بالمجمع الانتخابي، وهي الخطوة الرئيسية في الانتخابات وتجرى في ديسمبر/ كانون الأول.
كيف تتم عملية انتخاب الرئيس الأميركي ونائبه؟
يتم انتخاب الرئيس الأميركي كل أربعة أعوام، وتجري مرحلة تصفية عبر انتخابات داخل الأحزاب في الولايات بين المرشحين المنتمين للحزب من أجل اختيار مرشح واحد، وبعد فوز المرشح يعقد الحزب سواء الجمهوري أو الديمقراطي مؤتمره الوطني في صيف عام الانتخابات لاختيار مرشحه رسمياً.
واختار الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب لخوض السباق الرئاسي والذي اختار جيه دي فانس كنائب له، بينما اختار الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس كامالا هاريس والتي اختارت تيم والز لمنصب النائب، وذلك بعد تنحي الرئيس جو بايدن عن خوض السباق الانتخابي وتأييد ترشح هاريس قبل عقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في أغسطس/ آب.
كما يتنافس مع مرشحي الحزبين عدد من المرشحين عن الأحزاب الصغيرة أو المستقلين، ومنهم في انتخابات العام الجاري تشيس أوليفر عن حزب التحرريين، وجيل شتاين عن حزب الخضر، وكورنيل وست كمرشح مستقل، وكان روبرت إف كينيدي جونيور من أبرز المرشحين المستقلين قبل انسحابه من السباق وتأييده لترامب في أغسطس/ آب.
اقرأ أيضاً: المرشحون المتنافسون في انتخابات أميركا لعام 2024
وينص دستور الولايات المتحدة على أن المرشح لمنصب الرئيس يجب أن يكون مواطناً مولوداً في أميركا، وألا يقل سنه عن 35 عاماً، وأن يكون مقيماً في البلاد لمدة 14 عاماً، ويمكن لأي شخص مستوفٍ لهذه الشروط، واستطاع جمع أو يستطيع إنفاق أكثر من 5000 دولار لحملته، يمكنه التسجيل لدى لجنة الانتخابات الفدرالية. ويشمل ذلك تسمية لجنة حملة رئيسية لجمع وإنفاق أموال الحملة.
بعد اختيار المرشحين رسمياً من الأحزاب، وفي الغالب من قبلها، تجمع حملات المرشحين للانتخابات التبرعات من المؤيدين وتقوم بإنفاقها في الدعاية والإعلانات السياسية والترويجية من أجل جمع التأييد والدعم من المواطنين حتى مرحلة التصويت الشعبي
الانتخابات العامة للرئاسة الأميركية
في يوم الثلاثاء التالي لأول يوم اثنين في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام الانتخابات تجري عملية الانتخابات العامة والتي تتضمن التصويت الشعبي للمواطنين الأميركيين المسجلين في الانتخابات بالولايات من أجل اختيار رئيس للبلاد، وفي هذه الانتخابات سيجري التصويت في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
يتم إدراج أسماء مرشحي الأحزاب الرئيسية لمنصبي النائب والرئيس في ورقة الاقتراع، إلى جانب المرشحين من الأحزاب الصغيرة أو المستقلين والذين يجب أن يستوفوا بعض المتطلبات لإدراج أسمائهم في ورقة التصويت، والتي تتضمن عادة جمع عدد معين من التوقيعات في كل ولاية، وبالتالي قد يدرج أسماؤهم في بعض الولايات دون الأخرى.
ويمكن للمواطنين المسجلين التصويت في الانتخابات العامة حتى لو لم يصوتوا في الانتخابات التمهيدية لولايتهم من أجل اختيار مرشح الحزب، كما يمكنهم التصويت لأي مرشح رئاسي، بغض النظر عن الحزب الذي سجلوا فيه أو من صوتوا له في الماضي، بحسب بيانات الموقع الرسمي للحكومة الأميركية.
اقرأ أيضاً: الطريق إلى البيت الأبيض.. ترامب وهاريس يتقاربان في الاستطلاعات ويصعدان في الهجوم
ويتيح النظام الانتخابي التصويت المبكر شخصياً للمواطنين قبل يوم الانتخابات، والذي تختلف المواعيد المحددة له من ولاية إلى أخرى، وقد يتطلب إجراء التصويت المبكر عذر لدى بعض الولايات لكن معظمها لا يتطلب ذلك.
وبعد إغلاق باب الاقتراع في يوم التصويت بالانتخابات العامة، يتم فرز الأصوات ثم إعلان النتائج الأولية للانتخابات بالولايات، وهو ما يحدث خلال 12 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع على الأغلب.
ولكن عندما يدلي الأميركيون بأصواتهم في الانتخابات العامة للرئاسة ويختارون مرشحهم المفضل المدون على ورقة الاقتراع، فإنهم في الواقع يصوتون لمجموعة من الأشخاص تسمى الناخبين في ما يسمى الهيئة الانتخابية أو المجمع الانتخابي، والذين يرشحهم كل حزب ويتم اختيارهم بناءً على نتيجة الانتخابات في كل ولاية، ويختلف عددهم من ولاية إلى أخرى حسب عدد سكان الولاية.
وباستثناء ولايتي مين ونبراسكا، فإن الفائز في تصويت سكان ولاية ما في الانتخابات العامة، يحصل على جميع الأصوات الانتخابية لتلك الولاية في المجمع الانتخابي، تحت قاعدة أميركية في الانتخابات تسمى "الفائز يظفر بكل شيء".
الهيئة الانتخابية أو المجمع الانتخابي
الهيئة الانتخابية أو المجمع الانتخابي هي عملية يتم من خلالها انتخاب الرئيس ونائبه عبر عدة خطوات تتضمن اختيار الناخبين عن الولايات، واجتماع الناخبين من أجل الإدلاء بأصواتهم، ثم إحصاء تلك الأصوات الناخبين من الكونغرس.
تجرى هذه العملية في أحد الأيام بمنتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام الانتخابات، رغم أن النتيجة تكون معروفة في الغالب من مؤشرات نتيجة الانتخابات العامة.
وفي انتخابات هذا العام ستحدث عملية التصويت في المجمع الانتخابي يوم 17 ديسمبر/ كانون الثاني، وسيتم إحصاء هذه الأصوات رسمياً من الكونغرس في السادس من يناير/ كانون الثاني، ويقسم الرئيس اليمين في اليوم العشرين من نفس الشهر، بحسب وكالة رويترز.
تحصل كل ولاية على عدد من الناخبين في الهيئة يساوي عدد أعضاء الكونغرس (مجلسي النواب والشيوخ) الممثلين لها. بالإضافة إلى ثلاثة ناخبين عن واشنطن العاصمة الثلاثة والتي لا يمثلها نواب في الكونغرس، يوجد حالياً 538 ناخباً في المجموع.
تختار الأحزاب السياسية في كل ولاية قائمة الناخبين المحتملين الخاصة بها. يختلف من يتم اختياره ليكون ناخباً في الهيئة، وكيف، ومتى من ولاية إلى أخرى.
اقرأ أيضاً: مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.. ما الذي يثير قلق المستثمرين؟
كيف تعمل عملية الهيئة الانتخابية؟
يحتاج المرشح لانتخابات الرئاسة إلى أصوات 270 ناخباً على الأقل - أكثر من نصف جميع الناخبين بالهيئة - للفوز بالسباق إلى البيت الأبيض.
ولا يلزم الدستور الناخبين المختارين في الهيئة بالتصويت للمرشح الذي تم اختياره من خلال التصويت الشعبي في ولايتهم، لكن بعض الولايات تفعل ذلك. ومن النادر أن يصوت الناخب لشخص آخر بخلاف الذي فاز بالتصويت الشعي في الولاية، وقد يتم تغريمه، أو استبعاده، أو استبداله بناخب بديل. أو قد يتم مقاضاته من ولايته، بحسب الموقع الرسمي للحكومة الأميركية.
هل يمكن أن يخسر المرشح التصويت الشعبي ويفوز في اقتراع الهيئة الانتخابية؟
يمكن لذلك أن يحدث، ولكنه يعد أمراً قليل التكرار، وهو ما حدث في انتخابات العام 2016 في حالة دونالد ترامب، والعام 2000 في حالة جورج دبليو بوش الابن، وأيضاً ثلاث مرات في القرن التاسع عشر.
ماذا يحدث في حالة تعادل الأصوات الانتخابية؟
في حالة لم يحصل أي مرشح على أغلبية الأصوات الانتخابية، وتعادل المرشحين، ينتقل التصويت في هذه الحالة إلى مجلس النواب (الذي سيجرى انتخابه قريباً) وتصوت كل ولاية ككتلة واحدة في ذلك التصويت وليس بحسب الأصوات الفردية لكل شخص من النواب.
وحدث هذا الأمر مرتين قبل ذلك: الأولى في العام 1800 عندما اختار مجلس النواب توماس جيفرسون رئيساً، والثانية في العام 1824 عندما اختار جون كوينسي آدامز رئيساً.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي