أجرى الرئيس التنفيذي لشركتي «تسلا Tesla» و«سبيس إكس SpaceX»، إيلون ماسك محادثات سرية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أواخر عام 2022، ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت غورنال" يوم الخميس.
واستندت الصحيفة إلى تصريحات عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا، مشيرةً إلى أن المحادثات بين بوتين وماسك تناولت قضايا تجارية وشخصية وجيوسياسية.
وفي إحدى المرات، ضغط بوتن على ماسك لتوجيه سبيس إكس لحجب ستارلينك، خدمة اتصالات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية القوية، عن تايوان كخدمة للرئيس الصيني شي جين بينغ، وفقاً لما ذكرته الصحيفة، نقلاً عن شخصين مطلعين على الطلب. بكين حليف حاسم للكرملين. وهناك نسخة من ستارلينك متاحة للاستخدام العسكري تسمى ستارشيلد.
وأعرب بيل نيلسون، مدير وكالة ناسا، خلال مؤتمر في واشنطن عن قلقه إزاء هذه المعلومات، قائلاً: «إذا كانت التقارير صحيحة حول وجود محادثات بين ماسك وبوتين، فهذا قد يثير قلقاً خاصاً لناسا ووزارة الدفاع وبعض وكالات الاستخبارات»، ودعا إلى إجراء تحقيق في هذه المسألة.
اقرأ أيضاً: ماسك يدعم ترامب بـ 44 مليون دولار في النصف الأول من أكتوبر
ماسك أحد أبرز الداعمين لترامب
ويُعد ماسك، أحد أبرز المانحين للحزب الجمهوري خلال هذه الدورة الانتخابية. كما يُعد ماسك من أبرز الداعمين لحملة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
في سبتمبر/أيلول الماضي، عاد رئيس لجنة مجلس النواب الأميركي لشؤون الصين، النائب مايك غالاغر، من زيارة إلى تايوان مع وفد من الكونغرس، حيث تبيّن لهم أن خدمة «ستارشيلد» لم تكن فعّالة لصالح القوات الأميركية في المنطقة. وأرسلوا رسالة إلى شركة «سبيس إكس» يطالبون فيها بتفعيلها فوراً، بحسب شبكة CNBC.
وأكدت «سبيس إكس» ومالكها إيلون ماسك التزامهما التام بعقدهم مع وزارة الدفاع الأميركية، نافين ادعاءات اللجنة في مجلس النواب. لاحقاً، سعت «سبيس إكس» إلى الحصول على ملكية أغلبية لمشروع يعتمد على «ستارلينك» تم اقتراحه من قبل تايوان، وهو ما رفضته الجزيرة، معتبرةً أن العرض غير متوافق مع قوانينها. ووفقاً لموقع «سبيس إكس»، لا يزال موعد الخدمة العامة لتايوان عبر «ستارلينك» غير معروف.
كان معروف سابقاً أن إيلون ماسك أجرى على الأقل محادثة مباشرة واحدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في عام 2022، كتب مؤسس مجموعة «أوراسيا» والمحلل السياسي إيان بريمر أن ماسك تحدث إلى بوتين قبل أن ينشر رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.
اقترح ماسك حينها أن تتخلى أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم لصالح روسيا وأن تظل «محايدة» بدلاً من السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وواصل ماسك نشر أفكارٍ تفيد بأن بعض المواطنين الأوكرانيين قد يفضلون الانضمام إلى روسيا، مما أثار موجة من الانتقادات اللاذعة ضده من قبل العديدين، من بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والسيناتور الأميركي ليندسي غراهام، والناشط الحقوقي الروسي الأصل وبطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف. في حين أشاد المسؤولون في الكرملين بموقف ماسك.
العلاقة بين ماسك وبوتين
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، أتم ماسك صفقة الاستحواذ على «تويتر» بقيمة 44 مليار دولار. وفي ذلك الوقت، أوضح ماسك قائلاً: «تحدثت مع بوتين مرة واحدة فقط، وكان ذلك قبل 18 شهراً، وكان الموضوع حينها يتعلق بالفضاء».
اقرأ أيضاً: ماسك يدعم ترامب بـ 44 مليون دولار في النصف الأول من أكتوبر
بعد ذلك بعام تقريباً، في سبتمبر/أيلول 2023، أشاد بوتين بماسك علناً واصفاً إياه بأنه «رجل أعمال موهوب». جاءت هذه الإشادة بعدما ذكر ماسك أنه رفض طلباً طارئاً من الحكومة الأوكرانية بتمديد تغطية أقمار «ستارلينك» الصناعية التابعة لشركة «سبيس إكس» ليشمل مدينة سيفاستوبول في القرم. جاءت تصريحات بوتين خلال منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك بروسيا، حيث تحدث عن برنامج الفضاء الروسي بعد فشل محاولة الهبوط على سطح القمر.
قبل ذلك، سعى إيلون ماسك بنشاط لإقامة أعمال تجارية مع روسيا في شركتيه «سبيس إكس» و«تسلا» على مدار السنوات. في عام 2013، وخلال مؤتمر SXSW في أوستن، تكساس، صرّح ماسك للجمهور قائلاً: «ذهبت إلى روسيا ثلاث مرات محاولاً شراء عدد من صواريخهم الباليستية العابرة للقارات»، موضحاً التحديات التي واجهها في تأسيس أعماله المتعلقة بالصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام.
ورغم أن الصفقة لم تكتمل، إلا أن «سبيس إكس» تلقت دعماً مالياً جزئياً من رجل الأعمال الروسي يوري ميلنر، الذي يمتلك علاقات قوية مع شركات وادي السيليكون.
اقرأ أيضاً: برج الإطلاق يلتقط معزز صاروخ ستارشيب من سبيس إكس بعد إطلاقه
وتقوم «سبيس إكس» حالياً بتنفيذ بعثات منتظمة مع وكالة ناسا تشمل رواد فضاء من روسيا ووكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، وهي شراكة دبلوماسية تعتبر مألوفة في مجال صناعة الفضاء.
ويعزى الفضل إلى ماسك و«سبيس إكس» في إلهام صدور قانون الفضاء التجاري من قبل عضو الكونغرس الجمهوري دانا روهرباشر، الذي أُقرّ في عام 2004، ما أتاح للقطاع الخاص تقديم خدمات الإطلاق إلى الوكالات الفدرالية.
وقد مثّل روهرباشر مقاطعة أورانج في كاليفورنيا في مجلس النواب على مدار 30 عاماً، لكنه خسر مقعده في انتخابات 2018. وكان لخسارته تلك صلة بقلق مسؤولين في الاستخبارات الأميركية من تواصله العلني مع الكرملين، بما في ذلك اجتماع في موسكو عام 2016.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي